بقلم الدكتور قحطان السيوفي
الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence حديث العالم اليوم، هو أحد أبرز المنظومات الإلكترونية التي تجتاح حياة البشر، وأكثرها جنوناً وجاذبية ، إنه فرعٌ من العلوم الرقمية يعنى بتصميم وتطوير خوارزميات تُؤهّل الآلة للقيام بمهام تتطلّب فهماً وأداءً بشريّين. الهدف منه رفع الكفاءة والمهارة والإنتاجية في سبيل راحة الإنسان. ورغم اهميته . فهو نوع من الذكاء ليس خيراً كلّه ولا يخلو اعتماده من المخاطر… خاصة مع توسّع قدراته وسعة انتشاره. يؤدي خدمات باهرة لكنه يكون أحياناً محفوفاً بالمخاطر.
التعريف المبكر للذكاء الاصطناعي (AI) جاء من أحد آبائه المؤسسين( مارفن مينسكي)، وصفه بأنه (علم صنع الآلات يقوم بأمور تتطلب ذكاءً إذا قام به الرجال).
علماء الكمبيوتر المعاصرين يعرفون الذكاء الاصطناعي (كنظام قادر على إدراك بيئته واتخاذ إجراءات لتعظيم فرصة النجاح في تحقيق أهدافه وقدرة ذلك النظام على تفسير وتحليل البيانات)
صياغة مصطلح الذكاء الاصطناعي تم في عام 1956، في مؤتمر علمي في جامعة دارتموث في هانوفر، نيو هامبشاير. ثم تطورت إدارة الذكاء الاصطناعي والبيانات بطريقة مترابطة للغاية. جنبًا إلى جنب مع ارتفاع تقنيات قوة الحوسبة وقاعدة البيانات . تطورت تقنية الذكاء الاصطناعي
بسرعة هائلة، وغيرت في العديد من جوانب الحياة الحديثة
ويخشى بعض الخبراء من استخدام هذه التقنية لأغراض ضاره ، وقد تشكل خطرا على استمرارية بعض الوظائف
يمكن تزويد أجهزة الحاسوب بكميات هائلة من المعلومات والبيانات، لتصبح قادرة بعد ذلك على إنتاج تنبؤات…
البعض يرى ان أدوات الذكاء الاصطناعي في طريقها لتضييق عيش البشر ؛ لاحتكارها شبه المطبق على التكنولوجيا الحديثة وخوارزمياتها، التي تستخدم أجهزة ذكية بصغر حجم رأس الإبرة، لكنها ذات قدرة فائقة لتحسين العيش أو تضييقه.
بعض المحللين يقولون انها تكنولوجيا مجنونة، لأنها تسمح لمصنعيها بالتحكم في أي جهاز يستخدمها، حتى وإن اشتريته بمالك ودفعت ثمنه نقدا،.
ويعتبر الذكاء الاصطناعي”سلاحاً ذا حدين” كما قال مالك تويتر الأميركي “إيلون ماسك”. وسبق لماسك ومعه مجموعة من الباحثين أن نشروا منذ العام 2017 عريضة يطالبون بأن يكون دور الأبحاث العلمية في الذكاء الاصطناعي هو خلق ذكاء مفيد، وليس ذكاء ضار. والذكاء بحدّ ذاته قد يكفي لتطوير الأداء لكنه لا يكفل تحقيق الأمن والأمان ؛ هناك اشكاليات امنية واخلاقية يمكن أن تنتج عن الذكاء الاصطناعي.
الازدواجية بين النور والظلام كانت المحور الأساس الذي ارتكز عليه كتاب “النظر إلى الوجود البشري من بوّابة الذكاء الاصطناعي Knowing Our World: An Artificial Intelligence Perspective- لأحد أهمّ البحّاثة الخبراء في موضوع الذكاء الاصطناعي وهو (د. “جورج ف. لوغر)- F. Luger- “George، الذي يعتبر أهم كتاب أحاط بالموضوع
أي منتج تديره شريحة خوارزمية ليس ملكا لشاريها، رغم دفع ثمنه نقدا. صانع الشريحة الذكية التي تدير أدوات وسلع التكنولوجيا الحديثة له الحصة الأكبر فيها، في الإدارة والتوجيه والتحكم في الخوارزمية التي بنيت عليها
شركات معدودة لدول قليلة جداً، تملك المقدرة للمشاركة في تملك السلعة التي تنتجها حتى بعد بيعها. وبواسطة الخوارزمية، قد تتحكم في مصير المالك الجديد .
الاحداث تظهر امكانية تطويع التكنولوجيا الحديثة، وتحويل جهاز عادي إلى آلة قتل في عالم الحروب.
هذا النجاح سيدفع الأمم والدول المالكة والمتحكمة في هذه التكنولوجيا إلى زيادة احتكارها لها، كونها أداة بتارة كسلاح
بالمقابل ثمة ضرورة حيوية لضمان أمان المستخدمين وبخاصة في مناهج تصميم الأنظمة الذكية، لجعلها مأمونة للجميع ومتوافقة مع السلامة العامة والكرامة الإنسانية والحريات والتنوّع الثقافي، فضلاً عن ضمان خصوصية الفرد وشؤونه
إحدى المسائل المهمة التي طرحها كتاب “لوغر” تدور حول جدوى العمل على تطوير أجهزة تفكير (عقول) غير بشرية… يمكن أن تتفوّق علينا في النهاية. وهذا يعني المجازفة بفقدان سيطرة الإنسان “العاقل” على مسيرة الحياة والحضارة البشرية، وإيكال ذلك إلى مجرّد شرائح مصنّعة من الرمل والفحم والمعدن
الكثير من العلماء وصلوا إلى حد المطالبة بوقف مؤقّت لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي إلى حين اعتماد أنظمة حماية كافية وناجعة تتيح متابعة هذه العمليات ومراقبتها وتحليل المعلومات الواردة فيها، ومعالجة ما قد ينجم عن سوء استخدامها .
كما شدد “لوغر” على ضرورة النظر إلى الموضوع من زوايا إنسانية وبيولوجية وفكرية ونفسية…
على الصعيد الوطني تطوير الذكاء التكنولوجي والخوارزمي من المهمات الوطنية ذات الأولوية في الخطط التنموية وأول لبنة في خطة تنموية وطنية في الصناعات الذكية تتطلب إيلاء التعليم العالي أهمية قصوى، وإطلاق معاهد وجامعات أو كليات أو أقسام علمية وهندسية ورياضية تعنى بالعمل الخوارزمي، ودعم الإنتاج الوطني للأجهزة الخوارزمية
ختاما ،الذكاء الاصطناعي بات اليوم ساحة اشتباك معرفي متعدّد الجبهات والمستويات، وأكثر تعقيداً من أي تقنبةاخرى ، واصبح تطوير الذكاء الاصطناعي ، يترافق بالحذر منه والتخوّف مما يمكن أن يُفضي إليه. هذا النوع من العلوم يُؤشّر على مدى الأهمية والخطورة التي تتلبّس الموضوع ، ويبقى الذكاء الاصطناعي ، على اهميته، سلاحاً ذو حدين .
.
.
:
تحديات ومخاطر
من أهم مخاطر استخدام الذكاء االصطناعي ما يلي:
– حدوث ضرر باستخدام أدوات الذكاء االصطناعي يؤدي إلى المساءلة القانونية أو المالية،
اختراق البيانات والمعلومات، وحوادث السيارات ذاتية القيادة، وتزييف الصور، ونشر الشائعات،
والتعدي على خصوصيات األافراد. وهو ما يتطلب وجود تشريعات متخصصة بأدوات الذكاء الاصطناعي
القلق بشأن االاستغناء عن العامل البشري في سوق العمل نتيجة دخول تقنيات الذكاء االصطناعي
وزير وسفير سوري سابق
(سيرياهوم نيوز ١-الوطن)