آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » الذكاء الاصطناعي في ريادة الأعمال: محرّك للابتكار… وتحدّي الموثوقية

الذكاء الاصطناعي في ريادة الأعمال: محرّك للابتكار… وتحدّي الموثوقية

 

سُكينة السمرة

 

شهد العامان الماضيان التشكّل المبكر لما قد يُصبح دليلاً عملياً للشركات الناشئة: فرق عمل أكثر مرونة، وأدوات أذكى. ليس مجرد تحوّل في المنصّات، بل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة كيفية تشكيل الشركات وتمويلها وبنائها وتوسيع نطاقها. ففي عصر التحوّل الرقمي، برز الذكاء الاصطناعي كأداة محورية تسهم في إعادة تشكيل معالم ريادة الأعمال. ثورةٌ هادئة نعيشها في ريادة الأعمال، بقيادة الذكاء الاصطناعي.

 

 

 

تعزيز اتخاذ القرار

 

 

 

يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً في دعم عمليات اتخاذ القرار. فهو لا يقتصر على جمع البيانات وتحليلها، بل يتعدّى ذلك إلى تقديم توصيات ذكيّة تستند إلى أنماط وقراءات دقيقة للسوق. ويمكن للذكاء الاصطناعي اليوم أن يتعاون مع البشر أو يحلّ محلهم في بعض المهام المحددة، بحسب درجة تعقيد القرارات وسرعتها المطلوبة، إذ تعتمد شركاتٌ كبرى على أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء وتحقيق أقصى كفاءة تشغيلية. ومع اعتماد نظريات مثل “العقلانية” يعزّز الذكاء الاصطناعي مفهوم القرارات المستندة إلى البيانات ويحوّل الحدس إلى قرارات قابلة للقياس والتحليل.

 

 

 

يرى عبد الرحمن غالب، مؤسس شركة صلني للذكاء الاصطناعي، في حديث لـ”النهار” أن “الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة حقيقية على مستوى العمليات التشغيلية في الشركات. بات بإمكان المؤسسات تحليل كمّ هائل من البيانات في ثوانٍ معدودة، ما يمكنها من اتخاذ قرارات مبنيّة على رؤى دقيقة وعميقة”.

 

 

 

 

 

 

 

“صلني SILNI”… وكيل مبيعات ذكيّ

 

في الحديث عن المساعد صلني، يشرح عبد الرحمن أن الهدف منه كان إنشاء “وكيل مبيعات ذكي مفيد وسهل الاستخدام ويوفر الوقت بنسبة عالية لكل من يعمل بشكل مستقل أو يملك شركة صغيرة أو يعمل في بيئة مبيعات بين الشركات B2B كموظف أو مستقل”.

 

 

 

ويتابع “بدأنا بأداة للمكالمات الباردة (Cold Calling) في سنة 2024 ثم طورناها إلى مساعد ذكاء اصطناعي شخصي شامل عبر كامل مراحل عملية المبيعات خلال سنة 2025”.

 

 

 

وعن طريقة عمله، يقول “يكفي أن تدخل معلوماتك الشخصية ومعلومات شركتك، بعد ذلك يقوم صلني بتحليل البيانات وتحديد قائمة محتملة من العملاء الأكثر احتمالاً لشراء منتجك أو خدمتك، ثم يقدّم لك وكلاء متخصّصين، مثل وكيل البحث الجغرافي عن الشركات المحتملة، ووكيل الرسائل الذكي، ووكيل نصوص المكالمات، ووكيل كتابة العروض. إضافة إلى العديد ممن يساعدونك في كل خطوة من خطوات دورة المبيعات، ما يميز صلني أنه يسرع عملية المبيعات بين الشركات B2B ويوفر واجهة دردشة سلسة، فتستطيع طرح أسئلتك والحصول على نتائج سريعة وشخصية دون الحاجة لكتابة بروميتات معقدة”.

 

 

 

أما أبرز التحديات فتمثلت في “جمع بيانات نظيفة ودقيقة عن الشركات، إذ تعتمد فعالية صلني على دقة هذه البيانات في توجيه المستخدم للقائمة الصحيحة من العملاء المحتملين”.

 

 

 

ويضيف غالب أنه “للأسف النظام الاستثماري في الشركات الناشئة ليس مكتملاً بعد في لبنان، فاضطررنا للتمويل الذاتي لفترة طويلة حتى نحصل على المنتج الأولي. ويتطلب التوسع في المنطقة موارد مالية وبشرية ضخمة، وهو ما يجعل دورة النموّ الإقليمي أكثر تعقيداً”.

 

 

 

وكشف أن النسخة الرسمية ستُطلق خلال الربع الثالث من 2025 كأول وكيل ذكي في مجال المبيعات التجارية بين الشركات B2B من لبنان إلى العالم، ولمتابعة أحدث الإصدارات من الممكن متابعة الموقع الإلكتروني “www.silni.ai”.

 

 

 

 

 

 

 

الأتمتة كركيزة وتحسين تجربة العملاء

 

 

 

اعتبر غالب أن “الأتمتة الذكيّة للمهام الروتينية باتت تسهم في تحرير فرق العمل من المهام المتكررة، حتى يتمكنوا من التركيز على المهام الاستراتيجية الأكثر تعقيداً، وهو ما يرفع من درجة الإنتاجية ويعزز الابتكار داخل المؤسسة. بعبارة أخرى، ليس الأمر مجرد تحسين سرعة الأداء فحسب، بل تحويل طريقتنا في التفكير والإبداع والإدارة داخل بيئة العمل”.

 

 

 

تبدو العديد من الشركات الناشئة اليوم أشبه بمختبرات عالية السرعة منها بشركات. جرّب شيئاً ما. انظر ما ينجح، وكرّر. إن لم ينجح، غيّر مسارك. كما ينتشر نمط بين روّاد الأعمال، حيث يتولى الذكاء الاصطناعي المهام الشاقة من التواصل، وإنشاء المحتوى، ودعم العملاء، والتحليل المالي وغيرها. فالمهام التي كانت تُشغل عادةً أقساماً بأكملها تُفوَّض الآن إلى أنظمة ذكيّة مع مجرد إشراف بشري.

 

 

 

يشكل الذكاء الاصطناعي الحجر الأساس في أتمتة الأعمال، فسواء في القطاع الصحي، أو التعليم، أو الصناعات التحويلية، تبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل التشخيص الآلي، والتعامل مع المستندات القانونية، والمساعدة الرقمية كعوامل مسرّعة للأداء. وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بفقدان الوظائف وزيادة الفجوة في الدخل، تُظهر التجارب أن الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة ويُعيد تشكيل القوى العاملة ولا يلغيها.

 

 

وعلى هذه المسألة، يعلق عبد الرحمن أن “الذكاء الاصطناعي يخلق فرصاً جديدة للذين يبادرون إلى التعلم والتكيف، مثلاً في شركة صلني كنّا نظن في البداية أن الأداة ستحلّ محلّ موظفي المبيعات تماماً، ولكن سرعان ما اكتشفنا أنها أصبحت مساعداً فعلياً لأيّ بائع إذا عرف كيف يستفيد منها في دورة المبيعات كاملة”.

 

 

 

إدارة المخاطر بفعالية

 

 

 

في السياق، يمكن للشركات اليوم تقييم المخاطر بدقة، واكتشاف الاحتيال، وتحسين قرارات الإقراض والتسعير. ويتطلب الاستخدام الفعّال للذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر وجود استراتيجية متكاملة تشمل التحليل الشامل، والتخطيط، والتنفيذ، والرقابة. لكن الخبراء يشددون على ضرورة الحذر من التحيّزات الخوارزمية والتهديدات السيبرانية التي قد تؤثر على فعالية النظام. وعلى الرغم من ذلك يُعدّ الدمج الذكيّ بين الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات عاملاً حاسماً في توجيه القرارات نحو مزيد من الأمان والاستدامة.

 

 

 

ومن خلال الجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز والتحليلات التنبؤية، يصبح من الممكن تصميم تجارب تسويقية متكاملة تستجيب لمشاعر وتفضيلات المستهلك، ولفهم احتياجات العملاء وتقديم تجارب تفاعلية تعزز الولاء والعلاقة مع العلامة التجارية.

 

 

 

يعمل المؤسسون اليوم بفاعلية كانت تُعدّ مستحيلة قبل خمس سنوات فقط. فالمنتجات التي كانت تتطلب في السابق عشرات المهندسين وأشهراً من وقت التطوير، يُمكن الآن بناؤها في أسابيع، وأحياناً أيام. ولكن في الوقت نفسه، العديد من الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ليست أكثر من مجرد أدوات مُغلفة لـ”تشات جي بي تي”. ولا تزال برامج الذكاء الاصطناعي ذاتية التشغيل بالكامل صعبة وغير موثوقة في معظم بيئات الإنتاج. لكن المجالات التي تعمل بنجاح، مثل أتمتة سير العمل الذكيّة، وتلخيص البيانات، تُغيّر بالفعل كيفية بناء البرامج واستخدامها.

 

 

 

وبينما توفر التقنيات مزايا من حيث الكفاءة والتكلفة، فإن قوتها الحقيقية تكمن في تكاملها مع الموارد البشرية لتعزيز القدرات وتحقيق نتائج ملموسة. وفيما تمضي الشركات قدماً في الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن مستقبل ريادة الأعمال سيعتمد بنسبة كبيرة على مدى قدرة هذه المؤسسات على تبنّي الابتكار، وتطوير المهارات، والتكيّف مع المتغيّرات، لبناء منظومات أعمال أكثر تنافسية وإنسانية.

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أكثر 10 دول في العالم استخدامًا لتطبيق واتساب.. دولة عربية بينها

منذ ظهوره في عام 2009، شهد تطبيق “واتساب” تطورًا لافتًا حوله من وسيلة لتبادل الرسائل النصية إلى منصة اتصالات عالمية يستخدمها أكثر من 2.5 مليار ...