حذر خبراء البيئة والمناخ من أن استخدام الذكاء الاصطناعي من شأنه تسريع أزمة المناخ، بسبب الاستهلاك الضخم للطاقة، إذ يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي طاقة أكثر بـ30 مرة من محرك البحث التقليدي.
وقالت الباحثة ساشا لوتشيوني التي صنفت كواحدة من أكثر 100 شخص تأثيراً في عالم الذكاء الاصطناعي من قبل مجلة تايم الأميركية لعام 2024، «أجد أنه من المخيب للآمال بشكل خاص أن يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي للبحث في الإنترنت».
ومنذ سنوات، تسعى هذه الباحثة الكندية وهي رائدة في تأثير الذكاء الاصطناعي على المناخ، إلى زيادة وعي التأثير البيئي لهذه التكنولوجيا الجديدة وتحديد كمية الانبعاثات التي تنتجها برامج مثل “تشات جي بي تي” و”ميدجورنيه”.
وقالت لوتشيوني في مقابلة مع وكالة “فرانس برس “على هامش مؤتمر “أول إن” للذكاء الاصطناعي في مونتريال بكندا : تتطلب نماذج اللغة التي تعتمد عليها برامج الذكاء الاصطناعي قدرات حاسوبية هائلة للتدريب على مليارات نقاط البيانات الأمر الذي يستلزم خوادم قوية، وتضاف إلى ذلك الطاقة المستهلكة للاستجابة لطلبات المستخدمين.
وأظهرت الباحثة في دراستها الأخيرة أن إنتاج صورة عالية الوضوح باستخدام الذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة تعادل ما يستهلكه إعادة شحن بطارية هاتفك الخلوي بالكامل، موضحة، أنه بدلاً من مجرد استخراج معلومات، كما يفعل محرك بحث للعثور على عاصمة دولة ما على سبيل المثال، فإن برامج الذكاء الاصطناعي تولّد معلومات جديدة ما يجعل العملية أكثر استهلاكاً للطاقة.
في العام 2020، شاركت لوتشيوني، في إنشاء أداة “كودكاربن” المخصصة للمطورين من أجل تحديد البصمة الكربونية التي يتركها تشغيل جزء من التعليمات البرمجية، وحالياً تعمل على إنشاء نظام اعتماد للخوارزميات، إذ سيمكّن هذا النظام من معرفة كمية الطاقة المستهلكة من منتج ذكاء اصطناعي بهدف تشجيع المستخدمين والمطورين على اتخاذ قرارات أفضل.
ومن أجل تطوير أداتها، تقوم لوتشيوني بتجربتها على نماذج ذكاء اصطناعي توليدي يمكن للجميع الوصول إليها.
وأشارت الباحثة، إلى أنه رغم التزام “مايكروسوفت” و”غوغل” تحقيق الحياد الكربوني بحلول نهاية العقد، فإن الشركتين الأمريكيتين شهدتا ارتفاعاً كبيراً في انبعاثاتهما من غازات الدفيئة عام 2023 بسبب الذكاء الاصطناعي: زيادة 48 % لغوغل مقارنة بالعام 2019 و29 % لمايكروسوفت مقارنة بالعام 2020.
وقالت لوتشيوني: نحن (بذلك) نعمل على تسريع وتيرة أزمة المناخ، داعية إلى مزيد من الشفافية لدى شركات التكنولوجيا، مضيفة: إن الحل يمكن أن يأتي من الحكومات التي “تسير من غير هدى” في الوقت الحالي، قادرون على معرفة ما هو موجود في مجموعات البيانات أو طريقة تدريب الخوارزميات، مشيرة إلى أن من الضروري أيضاً أن نشرح للناس ما الذي يمكن الذكاء الاصطناعي التوليدي فعله وما لا يمكنه فعله، وبأي ثمن.
ودعت لوتشيوني، إلى العمل على ما أسمته رصانة الطاقة، وزيادة الوعي حول التأثير البيئي لهذه التكنولوجيا الجديدة، مشددة على أن الفكرة هنا لا تكمن في معارضة الذكاء الاصطناعي بل في اختيار الأدوات المناسبة واستخدامها بحكمة.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين