الرئيسية » كلمة حرة » الذكاء المفقود!

الذكاء المفقود!

 

غانم محمد

المواطن المستهلك هو هدف أي عملية إنتاج، سلعية أم خدمية أم فكرية، وبالتالي فإنّ للتوجّه إليه يجب أن تتوفر شروط منطقية، لتكون عملية الإنتاج جيّدة، ومربحة، إلا أنّ كلّ القائمين على الإنتاج بكلّ صنوفه آنفة الذكر يصرّون على الابتعاد عن الذكاء في حدّه الأدنى!
لن يكون آخرها رفع سعر المكالمات والخدمات الخليوية، لكنها تصلح مثالاً، فعندما حددت الشركتان سعر الدقيقة بـ 35 ليرة ابتداء من أول أيار القادم ظنّاً منهما أنّهما سيحققان مردوداً أكبر فهما واهمتان، لأن الاستهلاك سيقلّ بكل تأكيد، وسينخفض المردود المادي لهما، في حين أن تخفيض سعر المكالمات، وتحسين جودة الاتصالات هو من يحقق الربح الذي تسعى إليه أي شركة.
بائع جوّال، حاول صباح اليوم، الإثنين، أن يبيعني (لحافاً)، طلب 475 ألف ليرة ثمناً له، وبدأ بتخفيض السعر من تلقاء نفسه حتى وصل إلى 275 ألف ليرة، أي أنّه وخلال بضع دقائق كسر 200 ألف ليرة من سعر لحاف، فأي ثقة سيشعر بها الشاري؟
آخر سعر رسمي للإسمنت كان بحدود 25 ألف ليرة للكيس الواحد، ومع الحديث عن توقف الإنتاج بسبب العطلة، وربما بعض الصيانات، ارتفع سعر شوال الإسمنت إلى 50 ألف ليرة سورية… المشكلة أن كثيرين توقفوا عن الشراء، وبدل أن يبيع المحتكرون بمليون ليرة على سبيل المثال لم يبيعوا بنصف المبلغ، وهم أيضاً منخرطون تحت بند (الذكاء).
صفيحة زيت الزيتون اقتربت من 400 ألف ليرة، ومع أنّ هذه السلعة قابلة للتخزين، فإن أي انفراج قريب على صعيد هذه السلعة من خلال البدائل الأخرى، سيؤدي الى انخفاض سعرها، وسيتعرض المحتكرون للخسارة، أما لو باعوا إنتاجهم بسعر مقبول لاكتفت جميع الأسر بالمؤونة، ولتمّ تصريف الإنتاج مع بشائر جيدة إلى حدّ ما بالنسبة للموسم القادم.
وأختم بالقول:بإمكان المواطن أن يتحكّم بسعر أي سلعة فيما لو امتلك العزيمة على المقاطعة، ولكننا ضعفاء إلى الدرجة التي نسمح فيها لأي جهة أخرى بالتحكّم فينا وبلقمة أبنائنا، ولاحقاً إذا خفّضوا سعر دقيقة الخليوي من 35 ليرة إلى 34 ليرة سنصفّق لهم، وهذا ما يجعلهم أكثر طمعاً فينا..
(سيرياهوم نيوز4-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منازلة تاريخية فاصلة

  بقلم:عدنان عزام طوبى لمن يكتب و يتكلم في هذا الوقت العصيب الذي يشهد تحولات تاريخية تجعلنا بحاجة ماسة لأهل الكتابة و الكلام نعم نحن ...