آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » الذهب يدخل مرحلة “الطوارئ السعرية”.. وارتفاعه يغري المدخرين للبيع

الذهب يدخل مرحلة “الطوارئ السعرية”.. وارتفاعه يغري المدخرين للبيع

في خطوة غير اعتيادية أصدرت جمعية الصاغة تسعيرة لأسعار الذهب يوم أمس الأحد، مع أنه يوم عطلة تقليدي كما هو متعارف، ما يدلل على حالة الطوارئ السعرية التي يعيشها المعدن الأصفر الذي سجل صعوداً جديداً بمقدار ١٥ ألف ليرة بعد وصوله إلى ١.١١٥ مليون ليرة، مع توقعات بمزيد من الارتفاعات بسبب جاذبية الذهب كملاذ آمن بعد ضعف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة.
المواطنون في حماة وريفها كحال أغلب المواطنين في عموم المدن السورية، وجدوا في ارتفاع سعر الذهب فرصة لبيع بعض مدخراتهم وتحصيل بعض المكاسب وخاصة في ظل الواقع المعيشي والاقتصادي الضاغط ولاسيما أنه يتزامن موسم المونة والمدارس، الأمر الذي تحتاج فيه العائلة إلى مبالغ كبيرة تدفعها إلى التفكير في بيع بعض مدخراتها، في وقت ينصح بعض الخبراء بعدم بيع  الذهب كونه سيأخذ مساراً تصاعدياً خلال الفترة القادمة في ظل جاذبيته بالنسبة للمستثمرين.
السيدة الثلاثينية علا صقر “أم لطفلين” أكدت للحرية أنها لا تملك أساساً من الذهب الكثير، لكنها اضطرت إلى بيع ما تمتلك بغية الاستفادة من ارتفاع سعر الذهب من أجل تأمين احتياجات أبنائها للموسم الدراسي وإعداد المونة وخاصة أن الشتاء طويل والمعيشية مرتفعة ولا يوجد مصادر دخل لتأمين هذه الاحتياجات الضرورية، مشيرة إلى عدم ندمها على بيع ذهبها الذي برأيها هو كالقرش الأبيض للأيام السوداء وقضاء الحوائج وليس فقط للزينة والمباهاة.
في حين تخالفها السيدة سهى محمد وتشعر بالندم لبيعها ما تمتلكه من الذهب منذ فترة بعد ارتفاع سعره مؤخراً والتوقعات باستمرار صعوده خلال العام الحالي، بقولها: الذهب للأوقات الحرجة وليس الاكل والشرب، كما فعلت، حيث صرفت قيمته على تأمين الأساسيات من الاكل والشرب والملبس بسبب الضائقة المادية التي تعرضنا لها كحال اغلب العائلات السورية.

دفعة ارتفاع جديدة

ولمعرفة أسباب ارتفاع سعر الذهب، وفيما إذا كان الخيار الأفضل بالنسبة للمواطنين في هذه المرحلة البيع أو الاستمرار في الادخار، أرجع الباحث الاقتصادي الدكتور فاخر القربي أسباب ارتفاع سعر الذهب عالمياً إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سوف يعلن عن فرض رسوم جمركية 25 % على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم، وفرض الصين رسوماً جمركية انتقامية على الولايات المتحدة، إضافة إلى برنامج تجريبي صيني يفتح المجال أمام استثمارات محتملة بمليارات الدولارات في الذهب، ما سيعطي دفعة أخرى للارتفاع القياسي في سعره، عدا عن التضخم الاقتصادي وانخفاض قيمة العملات والاضطرابات السياسية والاقتصادية والطلب المتزايد وقلة العرض.
وبين د.القربي أن الذهب يعتبر إحدى الآليات المهمة التي يلجأ إليها المدخرون بجانب العملات الأجنبية لكي يحافظوا على مدخراتهم ويعد  الملاذ الآمن في ظل الأزمات، ولكن في الأوضاع الطبيعية، هناك محددات أخرى تجعل الاحتفاظ بالذهب مخاطرة لوجود المضاربات في السوق الدولية بين الذهب والنفط، وكذلك أسعار الفائدة في السوق الأمريكية.
من جانب آخر يرى د.القربي أنه يمكن اعتبار عملية الاحتفاظ بالأصول عملية يُنصح بها في حالة وجود تراجع كبير في العملات المحلية، ويمكن أن يتجه الأفراد إلى تحويل مدخراتهم إلى أصول رأسمالية من أراض وعقارات أو مصانع أو سيارات وغيرها، ولكن من مشكلات هذا البديل أن تسييل الأصول قد يستغرق بعض الوقت وهو ما لا يلائم بعض المدخرين.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

خارطة اقتصادية جديدة في سوريا ترتكز على الاستثمار والتنمية وإعادة الإعمار

تشهد سوريا تحولاً اقتصادياً متسارعاً نحو التنمية المستدامة، مدفوعاً باتفاقيات إستراتيجية مع شركات دولية ومحلية، تهدف إلى إعادة الإعمار وتنشيط بيئة الاستثمار. وأكد نقيب الاقتصاديين ...