الرأي العام هو تكوين فكرة أو حكم على موضوع أو شخص ما، أو مجموعة من المعتقدات القابلة للنقاش، وبذلك تكون صحيحة أو خاطئة، وتخص أعضاء في جماعة أو أمة تشترك في الرأي رغم تباينهم الطبقي أو الثقافي أو الاجتماعي، وذلك تمايزا عن الرأي الخاص الذي يشير إلى أمور ومسائل شخصية تتعلق بفرد واحد.
إذا، الرأي العام هو ذلك التعبير العلني والصريح الذي يعكس وجهة نظر أغلبية الجماعة تجاه قضية معينة في وقت معين.
ودن شك، يلعب الإعلام في وقتنا الحاضر دوراً كبيراً في صناعة الرأي العام، فهو يشكل عصب الحياة؛ نظراً لذلك الدور والتأثير على مختلف السياسات العامة للشباب، وبكونه سلاح ذو حدين أولهما ايجابي يساهم في بناء المجتمعات وتوعية الشباب، وسلبي يعمل على تفتيت المجتمع وأذهان الشباب وتخريبها، فليس هناك وسيلة معرفية تستطيع أن تؤثر على العقل بقدر الإعلام فلا الأصدقاء ولا المدرسة ولا حتى التربية لها دور إلا عبر الإعلام، فالإعلام هو الأداة الحاملة للرسالة بطريقة مثيرة وجذابة.
ومع تطور وسائل الإعلام الحديث وثورة تكنولوجيا المعلومات، لم يعد الإعلام المعاصر مجرد أداة لتوصيل المعرفة وتزويد الناس بالخبر أو الحدث، أو حتى مجرد وسيلة للترفيه والتسلية، بل أصبح الإعلام أيضاً أداة فاعلة في صناعة الرأي العام الذي لم يعد مستقبلاً للمعلومة أو الخبر فقط، بل صار يتفاعل ويتأثر عقلياً وفكرياً وسلوكياً مع ما يتابعه من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
ولقد أحدث العصر الرقمي تحولاً في وسائل إنتاج وتوزيع واستخدام الإعلام، كما أن تعقد وتسارع الأحداث السياسية وغيرها، وصعوبة متابعتها من خلال وسائل الاعلام التقليدية ساهم في ظهور وسائط اعلامية موازية تتسم بالمرونة والسرعة والإقناع.
وفي هذا السياق؛ حدثت تلك الطفرة الكبرى التي تشهدها الوسائل والوسائط الإعلامية خلال العقدين الماضيين، لا سيما مع دخول مواقع التواصل الاجتماعي بكافة تصنيفاتها كمنافس قوي لوسائل الإعلام التقليدية مثل الصحافة الورقية والتليفزيون والراديو في تشكيل وصياغة الرأي العام.
ولأسباب كثيرة ليس هنا المجال لذكرها، فقدت شريحة الشباب – وهي الأكبر عددا وقدرة وتأثيرا ومن ثم أهمية في مجتمعاتنا العربية – الثقة في تلك الوسائل التقليدية، وصار اعتماد الشباب العربي على الوسائل الحديثة الالكترونية ملحوظ ومؤثر، فتلك الأخيرة استحوذت على ثقة الشباب، الذي يسعى للحرية، والمشاركة، والشفافية، والتأثير.
وبفضل تلك الوسائل حدث تحول في مسار التواصل بين الوسيلة الإعلامية والمواطن، ففي عصر الاعلام التقليدي كان التواصل أحادي الاتجاه؛ من الإعلام للمواطن، فالمواطن مجرد متلقي لما يبث إليه، بينما في ظل الإعلام الموازي أو الالكتروني؛ أصبح التواصل متعدد الأطراف، من الاعلام للمواطن ومن المواطن للإعلام.
وأصبح المواطن مشارك وفاعل رئيسي؛ صار للجمهور القدرة على خلق الأخبار ومشاركتها، بل التدخل فيها وتغيير مسارها فى العديد من الأحيان، ولن أكون مبالغا إذا ما قلت بأن المواطن صار صانع للخبر ذاته، ولم تعد النخبة تمارس دورها الاحتكاري في صياغة الرأي العام وتشكيله وتعبئته بعد التطور في عملية تدفق المعلومات وإنتاجها.
ومن هنا، شغلت فكرة صحافة المواطن، واستخدام مواقع رفع الفيديوهات والبث الحي مثل اليوتيوب والفيسبوك كوسيلة إعلامية، تنقل الأخبار وتحليل الأحداث والبرامج التي ينفذها ويؤديها المواطنين بشكل عفوي بسيط حيز المنافسة الإقليمية ربما العالمية، وأصبح العديد من المواطنين ينافسون العديد من كبار الإعلاميين فى نسب المشاهدة، بل تفوقوا عليهم فى العديد من الحالات، وتحولت صفحات اليوتيوب والفيسبوك على سبيل المثال لمصدر للأخبار والبرامج الشبابية التى تنقل الأحداث بطريقة ساخرة، فضلا عن التعبير عن الرأي وقضايا المجتمع المختلفة .
ومن ثم تحولت الشبكات الاجتماعية من مجرد وسيلة لنقل الخبر او التعليق عليه إلى وسيلة لها دور في معالجته ومتابعته وإثارة ردود الافعال حوله مع القدرة الهائلة على الانتشار، وفى بعض الاحيان يتم نقل الأخبار عن الصفحات ومؤسسيها على الفيس بوك إلى الصحف الورقية والبرامج الفضائية بما يزيد من حجم تأثيرها وانتشارها.
وهكذا، أصبح للفرد دور في إنتاج المعلومات وصياغة الرسالة الإعلامية، وهو ما كشف عن بيئة إعلامية جاذبة يستخدمها العديد من النشطاء بعد أن اتسع عدد المشاركين وحجم القضايا والاهتمامات بعد ثورة 25 يناير حيث وصل عدد مستخدمي الانترنت في مصر إلى 35 مليون مستخدم، و9 ملايين مستخدم للشبكات الاجتماعية، و80 مليون مستخدم للمحمول.
وأصبح بإمكان أي شخص لديه دراية بصنع مادة إعلامية القيام بعرض وجهة نظره وتحيزاته، خصوصاً في ظل التطور الهائل في نقل الصور ومقاطع الفيديو واستخدامها عبر الشبكات الاجتماعية.
ومن هذا المنطلق، ولاعتبارات عدة، لا يمكن التقليل منها أو تجاهلها، لابد من ضبط إيقاع سلوك ومهنية وسائل الإعلام الموازية/الالكترونية، بما لا يقيد حرية التعبير، والشفافية في نقل المعلومات، وبما يضمن عدم الإساء للمعتقد الديني، وانتهاك خصوصية الأفراد، وخرق قيم وأعراف المجتمع، وتهديد الأمن والسلم الاجتماعي، وتعريض الأمن القومي للوطن للخطر ….إلخ من سلبيات الفوضى التي تملأ فضاء الإعلام الموازي/الالكتروني.
ومرة أخرى، أؤكد بما لا يقيد حرية التعبير المهني الموضوعي، ويتيح شفافية تداول المعلومات.
أكد وزير التربية الدكتور محمد عامر المارديني أهمية مشاركة الطلاب السوريين في معسكر “أرلونك” في مدينة سوتشي الروسية للاستفادة من هذه التجربة في تنمية مهاراتهم وخاصة ...