الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » الرئيس مادورو والخطة الوطنية للترفيه والإجازات

الرئيس مادورو والخطة الوطنية للترفيه والإجازات

ما دفعني إلى الكتابة عن برنامج مادور (مع مادورو أكثر) هو ما عرضه من فقرات رائعة، ومنها فقرة أطلقوا عليها اسم “البرنامج الوطني للترفيه والإجازات”.

كالعادة، كنت أشاهد مساء يوم السادس من آب/أغسطس البرنامج الرائع الَّذي أتحفنا به في الأسابيع الماضية الإعلامي القومي والأممي غسان بن جدو “مع مادورو أكثر”، الذي يستعرض فيه الرئيس والقائد البوليفاري الفنزويلي نيكولاس مادورو إنجازات شعبه ودرجة التفافهم حول الثورة البوليفارية وقاداتها، بدءاً من القائد الراحل هوغو شافيز -الذي كان أيضاً يتواصل مع شعبه لعدة سنوات من خلال برنامج إذاعي- إلى خليفته مادورو، الذي سار على دربه مستعيناً بالتكنولوجيا الحديثة في مجال الإعلام التنموي، ليصل إلى كل منزل في المدن الفنزويلية، وإلى كل كوخ في الريف وفي أعالي الجبال، ليقدم لهم ولنا تجربة فريدة في القيادة وتشجيع الناس على المبادرات الجماعية حماية للثورة ومناهضة للعقوبات الإمبريالية التي فرضتها الولايات المتحدة ومن ورائها دول الاتحاد الأوروبي العدوانية.

وقد أدهشني في إدارة هذا الرجل مقدار بساطته، ومساحة الصدق في تناوله مشكلات شعبه ودولته، ودرجة التواضع المصحوبة بتفاعل مدهش مع الشباب، على عكس ما نراه في بعض حالاتنا العربية، إذ يتعامل الرئيس مع شعبه بدرجة من التعالي والصراخ، ويعطيهم ظهره عند الكلام والحوار.

على أي حال، ما دفعني إلى الكتابة عن هذا البرنامج وهذا القائد التاريخي لثورة عظيمة هو ما عرضه في تلك الليلة من فقرات رائعة، ومنها فقرة أطلقوا عليها اسم “البرنامج الوطني للترفيه والإجازات”.

من خلال هذا البرنامج الذي تمارسه الدولة والمجتمع الفنزويلي خلال شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر من كل عام، والذي يستهدف الوصول بالمشاركين فيه إلى 6 ملايين و500 ألف من الشباب وغير الشباب، يقومون بكل الأنشطة الرياضية والموسيقية والفنية في كل الولايات والمناطق في المدن والريف، بحيث –كما قالوا في البرنامج وكما قال مادورو– يكسرون الملل، ويطلقون طاقاتهم المبدعة في كل المجالات، فتتحقق للناس الحرية والتمتع بالوقت والإجازات، وتتحرر الدولة وأجهزتها من حالة الضغط النفسي والعصبي لشعب يقاوم أعتى الإمبراطوريات العدوانية منذ أكثر من 6 سنوات، سواء بالحصار والعقوبات أو محاولات التخريب السياسي وغير السياسي.

وقد ظلت الدولة بقيادة مادورو صامدة، وظل الشعب ملتفاً حوله ومؤمناً بقياداته وثورتهم المستمرة طوال 20 عاماً أو يزيد.

أنا ومادورو والبرنامج القومي للنشاط الصيفي

الحقيقة أن ما شدني في الخطة الوطنية للترفيه والإجازات التي أطلقها الرئيس مادورو، أنني كنت قد صغت مثيلتها، وأطلقت عليها “نحو استراتيجية وطنية للنشاط الصيفي”، ونشرتها كورقة عمل من 15 صفحة في دورية “أحوال مصرية” التي يصدرها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في جريدة الأهرام صيف عام 2000، ثم توسعت فيها وأصدرتها في كتاب متكامل قدم له أستاذنا ورائد التربويين العرب الأستاذ الدكتور المرحوم حامد عمار عام 2010.

وقد قدمت فلسفة الفكرة والمشروع على النحو التالي:

عبر آلاف السنين، ظل نهر النيل يجري في مسارات محددة ممتداً من أقصى الجنوب، مخترقاً السهول والهضاب، حاملاً طميه وخيره وملحه ليصب في أقصى الشمال، حيث المصب على البحر الأبيض المتوسط.

وإلى وقت قريب، ومع تطور العلوم الزراعية والهندسية المتعلقة بالري والصرف، أخذ الخبراء المصريون يعيدون التفكير في كيفية الاستفادة من هذا الكم الهائل من المياه المهدرة التي تذهب سدى لتصب في البحر، والتي تقـدر بنحو عشر إيرادات النهر وقت الفيضان.

وبهذا، اتسع أفق الدورة الزراعية بإنشاء السدود على مجرى النهر، بدءاً من سد أسوان وقناطر نجح حمادي وقناطر محمد علي وخلفه، مروراً بالسد العالي، وانتهاء بمشروع توشكي. وبهذا، خلق النهر بيئته المصنوعة -وليست المصطنعة- على حد تعبير أستاذنا الراحل الدكتور جمال حمدان.

وبالمثل، منذ أن عرفت مصر نظام التعليم المدني الحديث في أوائل القرن التاسع عشر وحتى اليوم، ظل أطفال مصر وطلابها طوال شهور الإجازة الصيفية -التي تقارب 100 يوم- نهباً للفراغ وهدراً للطاقة.

وباستثناء أطفال الطبقات الفقيرة الذين يستثمرون هذا الوقت الطويل في العمل لمساعدة أسرهم مادياً، أو أبناء الطبقات الثرية الذين يمضون إجازاتهم في النوادي والمصايف، فإن أبناء الطبقات الوسطى لم يحظوا باهتمام مؤسسي تتولاه أجهزة الدولة وفقاً لمخطط قومي يستهدف تفجير طاقاتهم واكتشاف ذوي المواهب والمبدعين منهم.

وهكذا، ظلت طاقة الكتلة الحيوية للمجتمع والدولة -والممثلة فيما يزيد على ربع سكان البلاد في سن التنشئة والإبداع والانطلاق- مبددة لا تحظى باهتمام ملحوظ من أحد ولا يقترب منها أحد.

وقد زاد من صعوبة الأمر ما جرى من تغيرات عميقة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المصرية والعربية بعد عام 1973، وما تولد عنها من الانعكاسات الخطرة، وبخاصة على أنساق القيم والمفاهيم والسلوكيات بين الأجيال الجديدة، إلى جانب التحديات المصاحبة بالضرورة لمحاولات تسوية الصراع التاريخي بين العرب و”إسرائيل”، ثم إن التغيرات في البيئة الدولية وعمليات العولمة أضافت إلى عوامل الانكشاف عناصر جديدة، بما يستدعي التعامل المرن والمتطور مع الأجيال الجديدة.

وبعد هذه المقدمة التي حددت منذ البداية فلسفة المشروع القومي للإجازة الصيفية والاستفادة من الوقت الصيفي، قدمت الاستراتيجية التي تتحدد لها منذ البداية مجموعة من الأهداف، سواء في الأجل القصير أو في الأجلين المتوسط والطويل.

وفي هذا الصدد، نستطيع أن نشير إلى الآتي:

أولاً: الأهداف

(أ) في الأجل القصير

1 – إن انخراط عشرات الآلاف من الأطفال والنشء في أنشطة الإجازة الصيفية المنظمة التي ترعاها الدولة ومؤسساتها يمثل أسلوباً مخططاً لتوجيه الطاقات في المجالات البناءة، ما يبعد الكثيرين منهم عن أنماط الفوضى السائدة في حركة هذه الفئات العمرية في الوقت الراهن، ويشكل وسيلة مـن وسائل الحماية مــن الانحراف أو الاستهداف أو الاختراق من جانب العصابات المنظمة أو غيرها.

2- من شأن هذه الأنشطة إحداث تكامل (نفسي/ثقافي) لدى هذه الفئات العمرية ما بين القدرات والمعارف، وهو الشيء الذي يكاد يكون غائباً أثناء العام الدراسي بكل ظلاله الثقيلة على الجميع، سواء أكانوا من الطلاب أم المدرسين أم الأسر المصرية أم الإدارات المدرسية، تحت ضغط شبح الامتحانات ونتائجها.

3 – تتولى هذه الأنشطة -وخصوصاً الرياضية- امتصاص جزء من طاقة الشباب بعيداً من السلوكيات السلبية (كالتدخـين والمداومة على ارتياد المقاهي…)، وتمتص بالتالي مصدراً من مصادر التوتر في الشارع المصري أو في أي مجتمع عربي يتعرض لمرحلة انتقالية تموج بالكثير من التحولات والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الثقافية.

4 – تخلق هذه الأنشطة الصيفية جواً من التنافس الإيجابي بين المناطق التعليمية والمناطق السكنية والمحافظات الإقليمية على مستوى البلاد ككل، وخصوصاً إذا تولت أجهزة الإعلام تغطية هذا النشاط بصورة تنموية ومستمرة، بما يؤدي إلى القضاء على مشاعر الإحباط واليأس التي تنتاب مئات الآلاف من الشباب في هذه الفئات العمرية.

5 – تجعل هذه الأنشطة من مبنى المدرسة ملاذاً آمناً بين الطلاب ومدرستهم، وتربط بين المدرسة والمجتمع المحلي عموماً والأسرة خصوصاً، ليس باعتبارها مكاناً للتعلم فحسب، إنما باعتبارها أيضاً محوراً أساسياً لحياة الأبناء وأسرهم، فتتحول النظرة إلى المدرسة تدريجياً على الصعيدين النفسي والاجتماعي إلى نظرة أكثر ايجابية.

6- يمكّن هذا النشاط الصيفي المنظم من جذب أنظار مكتشفي المواهب في المجالات الرياضية والفنية والموسيقية والأدبية والتكنولوجية وغيرها، بما يوفر قاعدة عريضة للموهوبين والمبدعين في المجالات كافة.

7 – تمنح هذه الأنشطة الصيفية المنظمة مدخولاً إضافياً لمدرسي هذه الأنشطة والمشرفين عليها وبعض الطواقم المدرسية والتعليمية في فترة الإجازة الصيفية، بما يحقق هدف تحسين مستوى معيشة هؤلاء العاملين والمدرسين.

8 – يؤدي هذا البرنامج المنظم للأنشطة الصيفية إلى خلق وترسيخ مفهوم وممارسة التعاون المؤسساتي بين أجهزة وزارات التعليم والشباب والإعلام، وإنهاء حالة الجزر المعزولة في العمل الإداري الحكومي المرتبط بالعمل في أوساط النشء والشباب.

(ب): الأهداف في الأجلين المتوسط والطويل

1- لعل من أول هذه الأهداف: بناء بنك معلومات قومي للموهوبين والمبدعين مـن الأطفال والنشء في التخصّصـــــات كافــة (رياضية وفنية وأدبية وموسيقية ومسرحية وشعرية وعلمية…)، وفي كل محافظات البلاد وقراها ومناجعها، بما يمكّن قطاعات الدولة وأجهزتها المتخصصة من رعاية هذه المواهب وأصحابها وتبنّيهم ودفعهم إلى الظهور على مسرح الحياة المصرية والدولية.

2- يترتب على بروز مواهب وقدرات متنوعة لدى عدة آلاف من النشء والشباب في كل مجالات الأنشطة الرياضية والفنية والأدبية والمسرحية وغيرها رسم سياسات لكلّ جهاز من أجهزة الدولة المسؤولة لرعاية هذه المواهب واستثمارها إلى أقصى مدى، ووضعها في مسار تنافسي إيجابي على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

3- يترتب على بروز هذه المواهب والقدرات أيضاً تجديد الدم في شرايين بدت متصلبة في كل المجالات، بما يجدد الآمال والطموحات لدى الأجيال الجديدة ويدفعها إلى التجويد والتطوير.

4- سينشر هذا النوع من النشاط المحموم والمخطط في المدارس ومراكز الشباب مناخاً إيجابياً وإحساساً بالفاعلية لدى المشرفين على هذا النشاط ومدرسي الأنشطة التربوية والفنية، ويدمجهم بالتالي في الطموحات والأهداف الوطنية العليا.

5- يخلق هذا النشاط دورة اقتصادية إضافية على ضفاف حركة مئات الآلاف من الشباب والنشء وأسرهم أثناء متابعة هذه الأنشطة، وخصوصاً الرياضية منها والفنية (المسرحية والشعرية والروائية…)، ويخلق مادة إعلامية بناءة لأجهزة ومؤسسات الصحافة والإعلام.

6 – يؤدى التنافس بين أبناء المحافظات المختلفة المشاركين في هذه الأنشطة إلى خلق بيئة تنافسية وإحساس بالانتماء المكاني والإقليمي، علاوة على تنشيط حركة ثقافية بين أبناء المحافظات المختلفة.

ثانياً: آليات التنفيذ

لضمان نجاح هذا العمل الوطني الضخم، ينبغي -بعد وضوح أهدافه- تحديد دقيق لآليات العمل ورسم واضح للأدوار المختلفة لكل الأجهزة والمؤسسات والأفراد المشاركين فيه، وأخيراً تقدير دقيق لمصادر التمويل وأحجامه المطلوبة وتكاليفه المقدرة.

فلنبدأ بكل واحدة بشيء من التفصيل:

(1)  آليات التنفيـذ

1- تبدأ آليات التنفيذ بتشكيل اللجنة الوزارية العليا لإدارة برنامج النشاط الصيفي بصدور قرار جمهوري بالتشكيل يتضمن السادة:

– وزير التربية والتعليم.

– وزير التعليم العالي.

– وزير الشباب والرياضة.

– وزير الإعلام.

– وزير الثقافة.

– أمين عام مجلس الطفولة والأمومة.

– السادة المحافظين، كل في محافظته.

– يضاف إليهم كبار المفكرين التربويين والسياسيين المستقلين.

تتولى هذه اللجنة تنفيذ هذا البرنامج القومي للنشــاط الصيــفي وفقاً للخطط الموضوعة وتحت الرعاية المباشرة لرئيس الوزراء.

2 – تشكّل في كلّ محافظة لجنة موازية من وكلاء الوزارات المعنية، ويشارك مسؤول القناة التلفزيونية الإقليمية ومسؤول عالي المستوى من المجلس القومي للطفولة والأمومة في الإشراف على أعمال اللجان النوعية بالأنشطة والتنفيذ اليومي للسياسات التي حددتها اللجنة الوزارية العليا في كل المدارس والمراكز الشبابية المشاركة في البرنامج.

3 – يتم الإعلان فور انتهاء الامتحانات مباشرة في جميع مدارس الجمهورية والمناطق التعليمية ومراكز الشباب عن الأنشطة التي سيجري العمل بها ونظام المسابقات بين المحافظات والمناطق التعليمية داخل تلك المحافظات. هذه الأنشطة هي:

–  الأنشطة الرياضية المختلفة (كرة قدم – كرة سلة – سباحة – كرة طائرة – تنس…).

–  الأنشطة الفنية والتمثيلية (رسم – نحت – زخرفة – مسرح).

–  الأنشطة الموسيقية (فردي – جماعي – الآلات المختلفة).

–  الأنشطة الأدبية (الشعر – القصة…).

–  أنشطة البيئة (فرق التجميل وحل مشكلات البيئة).

– الأنشطة العلمية (الابتكارية – الحاسبات الإلكترونية…).

4 – تشارك في هذه الأنشطة الصيفية:

– كل المدارس في المحافظات التي تتوفر فيها ملاعب وأجهزة للأنشطة المشار إليها، والتي يقدر عددها بنحو 20 ألف مدرسة حكومية على الأقل.

– مراكز الشباب المتميزة في المحافظات، والتي يقدر عــددها بنحو 500 مركز شباب على مستوى الجمهورية.

– قصور الثقافة في المحافظات، والتي يقدر عددها بنحو 150 قصر ثقافة.

– القنوات التلفزيونية الإقليمية والبرامج الرياضية والثقافية بالقنوات الرئيسية.

– يشارك في هذه الأنشطة أيضاً كل مدرّسي الأنشطة التربوية في المدارس الحكومية، وعددهم يزيد على 72 ألف مدرّس.

5- يتم تسجيل أسماء الأطفال والطلاب لدى كل مدرسة برســم رمزي لا يزيد على 5 جنيهات لكل نشاط يرغب المشاركة فيه، بحد أقصى 3 أنشطة يراها تناسب مواهبه، تجمع على مستوى المدارس والمناطق والمديريات التعليمية في الأسبوع الأول من برنامج النشاط الصيفي، ثم يبدأ بعدها تنفيذ البرنامج، وتُعلن في الوقت نفسه قيمة الجوائز المخصصة للفائزين، سواء كانت جوائز مالية أو عينية، وأوجه التقدير المختلفة للمدارس أو المناطق أو المديريات التعليمية بحسب نتائج المسابقة.

ثالثاً: التمويـــل

تتعدد مصادر تمويل هذا النشاط وتشمل:

1 – اشتراكات الطلاب المشاركين التي تقدر بنحو 15 مليون جنيه في حال مشاركة 3 ملايين طالب في السنة الأولى للنشاط، قد تزيد إلى 25 مليون جنيه في حال ازدادت أعداد الطلاب المشاركين إلى 5 ملايين طالب وطالبة.

2 – تبرعات رجال المال والأعمال وشركات الدعاية والإعلان، التي تقدر بنحو 50 إلى 100 مليون جنيه.

3 – تحويلات موازنات أجهزة الشباب والرياضة والتربية والتعليم الخاصة بتلك الأنشطة، والتي تتراوح بين 100 و150 مليون جنيه.

4- دعم بعض المنظمات الدولية الراعية للطفولة والشباب، مثـل اليونيسف أو غيرها من المنظمات.

وتقدّر الميزانية المطلوبة لإدارة هذا النشاط الصيفي بكفاءة بنحو 350 مليون جنيه.

سوف توجه بنود الإنفاق إلى مكافآت لمدرسي الأنشطة العاملين في وزارة التربية والتعليم، والمقدر عددهم بنحو 73 ألف مدرس، بمتوسط ألفي جنيه في فترة النشاط (مدته شهران)، أي بمتوسط 146 مليون جنيه، ومكافآت لأطقم المساندة والدعم في مراكز الشباب في المحافظات التي يدار النشاط على أراضيها بواقع 500 جنيه، وبمتوسط 25 ألف موظف، بما يعادل 12.5 مليون جنيه.

وكذلك مكافآت نقدية وعينية للفائزين من الشباب في كل مجالات الأنشــطة (الفرق الرياضية – الفنية – الأدبية – التمثيلية – العلمية)، بما يعادل نحو 100 مليون جنيه، ومكافآت اللجان الراعية والمشرفة على النشاط في المديريات بواقع 13.0 مليون جنيه أخرى، ومكافآت الطواقم الإعلامية المساندة التي تقدر بنحو 2 مليون جنيه، ومكافآت طواقم قصور الثقافة في المحافظات التي تقدر بنحو 14 مليون جنيه.

وأخيراً، مكافآت مجموعات الخدمات المعاونة في المدارس الحكومية المشاركة في النشاط بمتوسط 250 جنيهاً للفرد خلال فترة النشاط (مدته شهران) بما يعادل نحو 62.5 مليون جنيه، أي يقدر مجموع النفقات بنحو 350.0 مليون جنيه.

رابعاً: الأدوار

تجنباً لنشوء صراع وظيفي أو إداري بين كل الأجهزة والهيئات المشاركة في توجيه وتنفيذ هذا البرنامج الوطني الطموح، ينبـغي بادئ ذي بدء تحديد الأدوار بدقة ووضع الاختصاصات بوضوح، مع التأكيد على مفهــوم تكامل الأدوار، فأكبر الأخطار التي يمكن أن تواجه هذا العمل الوطني الطموح هو الصراع الوظيفي والإداري.

وحتى تتحدد هذه الأدوار والوظائف التكاملية، ينبغي أن نشير إلى المعطيات التالية:

1 – وزارة التربية والتعليم بمدرسيها وموظفيها في المدارس والمناطق والمديريات التعليمية هي بمنزلة قلب هذا النشاط الصيفي وعقله، ولكنها لن تستطيع أن تؤدي هذا الدور وحدها، فهي تحتاج إلى:

(أ) التنسيق الكامل مع أجهزة الشباب والرياضة لرعاية وإدارة النشاط التربوي الرياضي بكل أنواعه، سواء في مجال الخبرات التخصصية المطلوبة أو بالاستخدام المشترك للبنية اللوجستية الرياضية في مراكز الشباب والمدارس معاً (حمامات سباحة – ملاعب رياضية – خبرات إدارة المسابقات والتحكيم…).

(ب) التنسيق الكامل والشامل مع هيئة قصور الثقافة وأجهزة وزارة الثقافة لرعاية وإدارة النشاط التربوي الفني (الرسم – النحت – الزخرفة – التمثيل – الأدب – الشعر – الموسيقى…)، من أجل اكتشاف الموهوبين وإدارة نشاط تنافسي من أجل إبراز أكثرهم إبداعاً، مع استكمال بيانـــات بنك معلومات الموهوبين في المجالات كافة، لوضع برامج لرعايتهم وتطوير ملكاتهم الإبداعية مستقبلاً.

(ج) ستدير وزارة التربية والتعليم نشاطاً تنسيقياً مع وزارة المعلومات والاتصالات، لاكتشاف الموهوبين في مجالات الحاسبات الإلكترونية، سواء في مجال البرمجة أو تحليل النظم أو غيرها من المجالات.

(د) ستدعم وزارة التربية والتعليم واللجنة الوزارية العلــيا لإدارة برنامج النشاط الصيفي فكرة التنافس الإيجابي بين المحافظات المختلفة، وضمان دعم المحافظين أنفسهم وتأييدهم وتشجيعهم، بما يؤدي إلى خلق حالة من التحفيز والإيجابية.

(ه) ستتولى الوزارة التنسيق الفعال مع أجهزة الإعلام من أجل ضمان جذب اهتمام الرأي العام لما يجري، وتحقيق أكبر التفاف جماهيري حول هذا النشاط الوطني، وبيان أبعاده وأهدافه واستراتيجيته.

(و) تتولى وزارة الشباب ومديرياتها رعاية المواهب الرياضية المكتشفة وتقديمها للساحة الرياضية المحلية أو في المسابقات الأولمبية وغيرها، كما تراقب عمليات الاقتناص التي قد تقوم بها بعض الأندية الرياضية التجارية من أجل ضمان حقوق الموهوبين وعدم تحولها وإفسادها في مزادات الأسواق السائدة حالياً في عالم الرياضة.

(ز) بالتنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة المعلومات والاتصالات والشركات الوطنية في عالم المعلوماتية، يمكن توفير فرص التطوير العلمي وتطبيق بعض الأفكار الابتكارية للموهوبين من الطلاب، وكذلك يمكن لعلماء أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المشاركة في عمليات التقييم ورعاية الموهوبين من بين الطلاب المتسابقين وتقديمهم للمحافل الدولية.

(ح) وسائل الإعلام المشاركة تتولى تغطية هذا النشاط والتركيز على المواهب المكتشفة في كل المجالات، فهذا هو المفتاح السحري للنجاح، سواء في البرنامج الصيفي ككل أو للطلاب المشاركين والمدارس والأجهزة المحتضنة لهذا النشاط التنموي.

ولأنَّ هذا المشروع الوطني لم يصادف سلطة وطنية –مثلما هي الحال في فنزويلا والقائد مادورو- فلم تتبنَّه الدولة، إنما صار مجالاً للتنازع بين بعض الوزراء، كلٌ يرغب في نسبته إلى نفسه وفكره، ولم يتمخض عنه سوى برنامج ضئيل أطلق عليه “القراءة للجميع”، وانتهى عند هذا الحد الشكلي..

أما صاحب المشروع -كاتب هذه السطور- فلم يدعُه أحد، ولم يشر إليه أحد، وتاهت واحدة من أهم استراتيجيات العمل الوطني وسط فوضى لدولة بلا رأس وبلا مشروع وطني.

 

سيرياهوم نيوز-الميادين1

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الإسكان تدعو أصحاب المساكن المتعاقدين معها إلى دفع مستحقاتهم وتسليم دفاترهم

دعت المؤسسة العامة للإسكان أصحاب المساكن الذين أبرموا عقودهم معها في كل المشاريع إلى تسديد جميع الالتزامات المالية المستحقة ومراجعتها أو أحد فروعها لتسليم دفتر السكن، ...