آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الراتب حق لا صدقة !!

الراتب حق لا صدقة !!

 

سعاد سليمان

أربعة أشهر مرت , ولم أقبض راتبي الشهري , وأنا المتقاعدة منذ 2021 ..
اليوم , ورغم ضعف الأمل في القبض .. ذهبت إلى كوى المصرف العقاري في طرطوس على أمل الفرج , بعد مراجعتي لمديرية التأمينات الاجتماعية التي اقتصت من راتبي , وعلى مدى عمري الوظيفي ما ستعوضه لي , واسترجعه كراتب تقاعدي ..
حيث كان أملي , وأمل كل موظف ..
حين لمست جهاز الالكترون بثقة , وتفاؤل , وبدأت بتلقينه معلوماتي لأعرف إذا جاءني الفرج , وعاد راتبي التقاعدي من جديد , وبعد غياب ظالم , وقسري .. وقف بجانبي رجل عجوز يكاد يبكي , وهو يصرخ : لي أربعة أشهر لم أقبض راتبي .. ويضيف : أنا متقاعد ..
هذا المتقاعد المتهالك القوى كما يبدو جعلني أترك ما كنت أعمله , وأحاول مساعدته إن استطعت !!
عرفت منه أنه كان يخدم في الجيش العربي السوري , وأنه اليوم بحاجة لخمسة آلاف أجرة نقله إلى بيته فيما لو لم يستطع الحصول على راتبه المأمول !!
طبعا لا رواتب كانت له , ولا رواتب لي !!
الحقيقة أن وجعي , وضيقي تلاشى أمام هذا العجوز ..
و كثيرون مثله ممن التحقوا بالجيش ليس رغبة بالقتال بل من أجل الحصول على وظيفة تؤمن لهم , ولعيالهم لقمة العيش ..
اليوم .. وفي غمرة هذه العواصف ضاعت الحقوق , وأنا منهم !!
أنا التي بدأت العمل وأنا الطالبة الجامعية , ومنذ السنة الأولى في الجامعة , في جريدة البعث بدمشق , انتقلت بعد تخرجي إلى جريدة العروبة بحمص حيث تنقلت في مختلف أقسام العمل حتى وصلت إلى أمينة تحرير ..
عملت بمحبة , وصدق , وتفانٍ
حيث لم نكن نخرج من الجريدة قبل أن يصدر العدد ..
كنا نعمل , ومجموعة من الزملاء , والزميلات كل ساعات النهار , والليل لنصل إلى نتيجة ترفع رؤوسنا عاليا أمام جمهور حمص القارئ , والمتابع , والمثقف يومها .
في طرطوس .. وبسبب الحرب , وقد اضطررت للهروب إليها بعد عذاب , وخوف , وقلق لسنوات .. عملت في مكتب جريدة الوحدة , ولساعات طوال نقضيها بين متابعة النشاطات في مختلف الدوائر , والمنشآت , والعمل الصحفي المتعب لنضيء على المحافظة كلها , وفي مختلف المجالات ..
وحيث كنت رئيسة للمكتب ..
كانت ساعات عملي لا تعرف الحدود , والله شاهد , وبضمير , ومحبة , وصدق , ووجدان ..
أنا اليوم متقاعدة ..
أنتظر راتبي الهزيل ال300 ألف ل .س , ومئات , بينما أجرة بيتي المتواضع مليون ليرة !!
ومنذ نهاية تشرين الأول , وحتى اليوم , لم أفقد الأمل في عودته !!
حيث أضع بطاقة الصراف التي بحوزتي في الآلة أمامي بثقة , وأخسر ثقتي , وتفاؤلي, والأمل ..
اليوم .. ما زاد حزني بكاء ذاك العجوز الذي كان يأمل مثلي بالخير في عطاء هو حق لنا , وواجب عليكم أصحاب الشأن !!
نحن لا نطلب صدقة , ولا نتسول ..
فهل تتذكرون هذه القضية , وتضعونها في جداول مسائلكم , وقضاياكم العديدة التي لا , ولن تنتهي !!؟؟
نرجو , ونأمل فهو حقنا نريده أن يعود إلينا .. والله ولي التوفيق .
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اللِحى السورية والحرية..!

    بقلم المهندس باسل قس نصر الله   هناك تحديات، وهناك فرص تواجهها سورية .. وهناك خوف – في غالبيته غير مُبرر – من ...