آخر الأخبار
الرئيسية » شخصية الأسبوع » الراحل أحمد حاج فتوح و”ممشى سقراط

الراحل أحمد حاج فتوح و”ممشى سقراط

 

معاذ أحمد حسن

لم يدرسني شخصيا في المدرسة بل درس الكثير من معارفي مادة التربية الإسلامية لذلك فأنا أعرفه منذ سبعينيات القرن العشرين.
لكن معرفتي به تعمقت أكثر منذ بدايات الألفية الحالية حيث كنت ألتقي به أحيانا على رصيف الكورنيش البحري القديم في طرطوس مقابل ساحة النجمة بحكم مشواري اليومي هناك, فنتمشى سوية على نفس الرصيف على الكورنيش حتى حدود نهر الغمقة, وكان يتم ذلك كلما التقينا بالصدفة, مرتين في الأسبوع على الأقل, فيقول لي ما رأيك أن نسمي رصيف الكورنيش هذا “ممشى سقراط” فنتحدث ونحن نتمشى عليه بكل شيئ بأفق معرفي مفتوح مثلما كان يريد سقراط وأرسطو وبقية الفلاسفة المشاؤون.

أذهلني طرح الفكرة منه وهو مدرس أجيال عديدة في طرطوس لمادة التربية الإسلامية فوافقت فورا وهذا ما كان يتم فعلا وكان يشدني أكثر بحديثه الهادئ والمتزن رغم الإختلاف الواضح في بعض وجهات النظر بيننا. فصرت أتعمد اللقاء به باستمرار, فاستمرت هذه اللقاءات بيننا على “ممشى سقراط” عامين أو أكثر. فهو كما أخبرني كان يحب ويهتم بدراسة الفلسفة منذ بداية شبابه.
وفي ذكرى أربعين والدي الشاعر أحمد علي حسن عام 2010 اقترحته لإلقاء كلمة ودعوته باحترام, فاستجاب ووافق بدون تردد لأنه كان يعرف والدي حق المعرفة.
إنه الأستاذ الشيخ أحمد حاج فتوح
مربي الأجيال, المدرس القدير, واسع التفكير وبعيد النظر. لقد كان اسما كبيرا في طرطوس حتى مماته صباح هذا اليوم, معروفا للجميع بكرم الخلق وسعة الصدر وسلامة التفكير المجتمعي.
وواحدا من رجال الدين القلائل البعيدين جدا عن ضيق التفكير ورهاب التكفير.
وأحد أصحاب الإطلاع النهم على مختلف تيارات الفكر والفلسفة والثقافة بل والفنون. فكان يندر أن يفوته حضور موعد أمسية ثقافية أو أدبية أو فنية في طرطوس.
أستاذنا الكبير أحمد حاج فتوح سيشتاقك “ممشى سقراط” كثيرا وسأتذكرك باستمرار في مشواري اليومي عليه.

لروحك الندية دوما الرحمة والسلام
(سيرياهوم نيوز4-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المناضل اللبناني جورج عبد الله 

      وُلِد جورج إبراهيم عبد الله -المعروف حركيا بـ”عبد القادر سعدي”- في 2 أبريل/نيسان 1951، في قرية القبيات بقضاء عكار شمال لبنان، لعائلة ...