تقاسم سنوات عمر الشاعر والأديب الراحل عيسى سليمان حبيب الثمانين الشغف بكتابة الشعر وتدريس اللغة العربية فنهلا من بعضهما وأكسبا قصيدته الجزالة وناصية اللغة وأسلوبه التدريسي العلم والمعرفة.
الراحل الذي ولد عام 1938 بقرية بعمره التابعة لصافيتا جمعته مع منذر يحيى عيسى رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس علاقة صداقة قوية ومتينة حيث يؤكد أن حبيب كان صاحب شخصية جذابة محببة قريبة إلى القلب تترك أثراً في كل من يلتقيهم كما امتاز بعلاقات وصداقات واسعة مع كل شرائح المجتمع.
ويتحدث عيسى عن ديوان الراحل الشعري “الآتي من الزمن الآخر” الصادر عام 1996 والذي احتوى 15 قصيدة في 112 صفحة ويعود أقدمها لسنة 1962، لافتاً إلى ما في شعره من لغة انيقة جزلة شفافة تنم عن ذوق فني وفصاحة وامتلاك لناصية اللغة وحس شعري وقدرة على تصنيع مفردات في قوالب صرفية وإخراج ما في اللغة من طاقات.
ويصنف عيسى الشاعر الراحل في المدرسة الرومانسية لأنه تآلف مع الطبيعة فأكسبته رهافة إحساس ومشاعر، مشيراً إلى ما في قصائده من عمق فلسفي وثقافة دينية وتاريخية في آن معاً.
أما الأديب سمير حماد الذي جمعته بالراحل أمسيات شعرية وندوات ولقاءات أدبية فيتحدث عنه بوصفه صديقاً ودوداً وقامة فكرية ثقافية نادرة وشاعراً متميزاً رقيقاً ومربياً فاضلاً سيبقى حياً في وجدان طلابه الذين نهلوا من حكمته وعمله ومحاورا تنم آراؤه عن ثقافة عالية موسوعية في الشعر العربي قديمة وحديثه.
ويشير حماد إلى ديواني الشاعر حبيب اللذين كرر فيهما كلمة الزمن ما يشي باهتمامه به وأهمية التعامل معه كحركة ارتدادية وتواصلية ومستمرة وإلى ما في شعره من جمال أسلوب ورهافة إحساس وسحر بيان.
وتستذكر الكاتبة راغدة شفيق محمود الراحل حبيب قائلة “عندما يجتمع الوقار مع العلم والمعرفة فأنت أمام قامة فكرية سامقة ترفعك للأعلى تبهرك بقوة البيان وفصاحة اللسان ونقاء الإيمان”.
وتتحدث راغدة عن علاقة الزمالة التي جمعتها به في لجنة التمكين الفرعية للغة العربية حيث كان يظهر حرصاً شديداً على اللغة بوصفها هويتنا القومية ومصدراً من مصادر الإبداع والتحفيز للعمل.
يذكر أن الراحل تخرج في اللغة العربية وآدابها سنة 1963 من جامعة دمشق عمل في التدريس بين سورية والكويت حتى عام 1999 وحصل على جوائز عدة من جامعة دمشق ونقابة المعلمين صدر له سلسلة تعليم النحو المصورة وشارك في تأليف مناهج اللغة العربية المدرسية وهو عضو في لجنة اللغة العربية بالمجلس الأعلى لرعاية الآداب والعلوم والفنون بدمشق حتى وفاته في الـ 24 من تشرين الثاني من العام الفائت
(سيرياهوم نيوز-سانا١٠-٢-٢٠٢٢)