يحوز المتحف الوطني في درعا على عدد ليس بقليل من (الرَانات) المنحوتة بعناية في الحجر البازلتي وتعود للعصر الروماني، وفي التوصيف فإن الرَان تجويف أو فراغ في الصخر يُغلق بإحكام لحماية دفين أو ممر تحت الأرض، ويُعد من أهم الرموز التكنيزية التي تستخدم في علم الدفائن للإشارة إلى كنوز ثمينة.
وأوضح رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر الله، أن اسم الرانات بالفرنسي (ساركو فاج)، وهي عبارة عن قبور فردية كان يدفن فيها الشخص ويوضع معه أثاثه الجنائزي من قطع ثمينة إضافةً لأدوات زجاجية أثرية منها ما يسمى بالمدامع، في إشارة إلى دموع المحبين للشخص بعد وفاته، والتي تنتقل معه كنوع من التعويذة.
وأشار إلى أنه يتواجد في متحف درعا الوطني العديد من تلك التوابيت المنحوتة في الصخر البازلتي، وعلى جسم بعضها من الخارج توجد زخارف إنسانية ونباتية وحيوانية منحوتة بعناية، وعلى سبيل المثال تم على أحدها نحت مجسم نافر (لكيوبيد) إله الحب عند الرومان، الذي كان مشهوراً كنوع من الآلهة الرومانية، وبعض التوابيت عليها مجسم نصفي للجذع العلوي للمتوفى من الأعلى سواء كان ذكراً أو أنثى، وهذه التوابيت لم تكن للفقراء الذين كانوا يدفنون في مدافن عادية، وإنما كانت للذوات في المجتمع حينها، حتى أن نوع الزخرفة ومدى اتقانها وجودتها يتبع مدى سوية الشخص، كما أن هناك بعض التوابيت عليها منحوتات لحيوانات كوجه الأسود.
ويتكون التابوت حسبما ذكر رئيس الدائرة من مكان للدفن يتراوح وزنة بين ٢ و٢.٥ طن وغطاء من نفس الحجر البازلتي وزنه يتراوح بين ٥٠٠ و٧٠٠ كيلوغرام.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المنازل في حوران، كان يتواجد لديها واحد من مثل هذه الرانات، يتوضع في أرض الدار ويتم ملؤه بالماء الذي يستخدم للأغراض المنزلية أو سقاية المزروعات والماشية، والبعض من أصحابها قام بإهدائه لدائرة آثار درعا لعرضها وسط القطع الأثرية الأخرى في المتحف الوطني بدرعا.

“الرانات” الرومانية لوحة أثرية جميلة وسط حديقة متحف درعا الوطني
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية