آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الرجل الحكيم في الزمن السقيم 

الرجل الحكيم في الزمن السقيم 

 

عبد اللطيف شعبان

 

القائد الرئيس بشار حافظ الأسد مثال الرجل الحكيم في الزمن السقيم، إذ لا يختلف اثنان يتحليان بالموضوعية عما يتحلى به من حكمة معهودة في أقواله ومدى أناته ودقته في أفعاله، وكم الحاجة ماسة إلى حكمته وأناته في هذا الزمن السقيم والمتنوع السقم الذي نعيشه في العديد من الميادين.

 

لقد تطرق سيادته في كلمته أمام مجلس الشعب إلى بعض مظاهر هذا السقم، بقليل من الكلام المستوجب أن يستوعبه خيّري الأفهام، و يدركوا مدى تأكيده على تكثيف الجهود المطلوبة من أعضاء المجلس لتدعيم دور مؤسستهم – التي هي المؤسسة الأم والأهم – في تطوير بقية المؤسسات وقيادة الحوار والحراك ومواجهة التحديات، في ضوء التوجهات العامة المناسبة لأبناء الوطن والمعنيين بها مجتمعين، وتأكيده على أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي جزء أساسي من الاقتصاد أكثر من كونها مشروعاً، وأننا لن نخلع عباءتنا الاشتراكية “والخيارات الصعبة لا تعني الانقلاب على سياساتنا ولا تعني الانقلاب على التزامات الدولة تجاه المواطنين، وفي ذلك إشارة من سيادته إلى أهمية دور السلطة التنفيذية في تجاوز القصور وتكثيف العمل لتحقيق النجاح المتوخى من دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما لها من أهمية كبرى، والتحذير من الإجراءات التي تنحو – تحت عنوان الخيارات الصعبة – باتجاه الانقلاب على سياساتنا الاشتراكية والانقلاب على التزامات الدولة تجاه المواطنين تحت حجة وأخرى، كبعض حالات تقزيم وخصخصة منشآت القطاع العام، والتردد في التعامل مع ملف الدعم ، ما يستوجب على العاملين بهذا الاتجاه أن يستدركوا قصورهم و يراجعوا أنفسهم ويكبحوا جماحهم، ويقفوا باحترام والتزام لتوجهات سيادته الرافضة لذلك.

وأشار سيادته إلى أن الحصانة الممنوحة لعضو مجلس الشعب لا تعني أن يكون فوق القوانين والأنظمة، بل تدعم أحقيته بممارسة الرقابة الصارمة الموضوعية والبنَّاءة على أفضل وجه، والتي هي أحد جناحي مهمة المجلس ( الرقابة والتشريع ) وألا يقبل بمرور أي تشريع لا ينسجم مع مصلحة الشعب، بل والاعتراض الحاد – عبر قاعة المجلس – على أي قانون أو إجراء مجحف بحق المواطن أيا كانت الجهة التي يصدر عنها ، وحبذا أن يتصدر الدورة القادمة للمجلس اعتراض أعضاء المجلس بالأغلبية / لا بل بالاجماع / على القرار الجائر – الذي صدر قبل أشهر – المجحف بحق المواطن والمتضمن إلزامه التعاقد مع مقاول لتنفيذ رخصة بنائه، وإصرار أعضاء المجلس على ممارسة حقهم وواجبهم ورفض أي توجيه– أيا كان لقب موجهه – يعيق مهامهم الدستورية والقانونية، ولاينسجم مع توجهات سيادة رئيس الجمهورية المعهود انسجامها مع الدستور.

ولم يفت سيادته التقدير العالي للوطنية الصادقة التي يتحلى بها أبناء الجولان المحتل المخلصون المتمسكون بوطنيتهم، وللمقاومين في فلسطين ولبنان والعراق واليمن الذين يشكلون قدوة وأنموذج ومثال نقتدي به في طريق التحرير والكرامة والشرف والاستقلال الناجز، الذين بإصرارهم وإيمانهم وبساعات من البطولة وأشهُر من الصمود، كسروا ثقة الكيان الاسرائيلي بمستقبل وجوده، وأن العلاقة مع الجارة تركيا مرهونة بجدية أصحاب المبادرات وحرصهم الصادق على إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي.. فنحن لم نرسل قوات لكي تحتل أراضي في بلد جار، ولم ندعم الإرهاب لكي يقوم بقتل شعب جار، وكلام سيادته يتطابق تماما مع ما قاله القائد المؤسس قبل عقود ” نحن لم نكن قط معتدين ولكننا ندفع العدوان عن أنفسنا”.

وأوجزسيادته واقع الحال قائلا: . لم يهدأ الصراع الدولي يوماً عبر التاريخ، وسورية ساحة أساسية من ساحات هذا الصراع، والخيار أمامنا هو بين أن نتأثر فقط أو أن نؤثر في مجرى الأحداث داخل حدودنا الوطنية بالحد الأدنى، ما يستوجب أن يدرك كل مواطن أنه معني عمليا بأن يكون مؤئرا إيجابيا بما يجري من أحداث والحذر كل الحذر من تأثُّره السلبي بها، وليكن أعضاء مجلس الشعب في طليعة المعنيين في ذلك، من خلال حضورهم الفاعل كعين على السلطة بممارسة النقد البناء من داخل المجلس بكل جرأة ومصداقية وموضوعية، وعيون على وسطهم الاجتماعي الضيق والموسع، المستوجب حضورهم بين صفوفه وتدخلهم لمعالجة مشكلاته المتنوعة والتخفيف من معاناته المتعددة، لا أن ينكفئوا عنه ويستذكروه فقط عند بدء الترشيح لدورة جديدة للمجلس – كما فعل بعضهم – فالأمل بالعمل لا بالنقد اللامسؤول ولا باستجرار الآلام والتمنيات والوعود الخلبية.

*عبد اللطيف عباس شعبان / عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...