آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » الرجل القائد …. القائد الرجل…

الرجل القائد …. القائد الرجل…

| بقلم:باسل علي الخطيب

 

عندما ضاقت الأمور على المسلمين في معركة حصن خيبر، و عصي عليهم فتح الحصن، قال السيد الرسول عليه و آله الصلاة  و السلام ” لأعطين الراية لرجل يحب اللّه و رسوله، و يحبه اللّه و رسوله، يفتح اللّه على يديه…”…

في اليوم التالي و خلال سويعات، سقط حصن خيبر…..

كانت الراية بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب….

 

لا أعرف من أعطى الراية لبشار الأسد، لكن أعرف أن الرجل قد صانها حتى اللحظة الأخيرة….

 

لم تذكر كلمة رجل في القرآن الكريم إلا و ذكرت في موضع المدح و الثناء، و هي إحدى الكلمات القليلة في القرآن الكريم التي ما حملت إلا معنى واحد بعينه….

 

بشار الأسد كان ذاك الرجل الذي انتظرته كل هذه الجغرافيا، كان دائماً في المكان المناسب و الزمان المناسب، يصارع جحافل البرابرة وسدنة الظلام، حيث يجب أن يكون كان دائماً موجود….

 

لا يمكنك أن تكتب ولو مقال صغير من دون خلفية ما، لا توجد حيادية في الكتابة، أنت تكتب بعقلك، نعم، لكن وقع خطوات قلبك سيكون واضحاً بين الكلمات….

نكتب لأننا نعرف، و نكتب لأننا نحب، و نكتب أيضاً لأن في عنقنا دين نحاول رد بعض بعضه عبر هذه الكلمات…

 

على مدى عشرية الدم التي اجتاحت كل جغرافيا هذه البلاد، كان بشار الأسد عمود محور المقاومة في مواجهتها، لولا الرجل كانت داعش تتحكم بعيون الكل من بغداد إلى دمشق، و تطرق أبواب طهران…..

نعم لهذا الرجل فضل على هذا الشرق، على حاضره و مستقبله و بعض ماضيه…

 

من أكثر الأسئلة المحيرة عند مناقشة شخصية رجل كالسيد الرئيس، أنه إلى حد يمكن أن يتماهى حامل قضية ما مع قضيته؟…

هذا الرجل أعار الله جمجمته تسليماً، تدّ قدمه في الأرض إيماناً، و ناظر أقصى القوم بصيرةً…..

كانت عدته في ذلك، ذاك العقل الجميل و هذا القلب الشجاع…..

 

أعود إلى السؤال أعلاه، إلى أي حد يمكن أن يتماهى الرجل مع القضية التي يدافع عنها؟….

الرجال العظام لا يقيسون الامور حسب موقع القدم في الخطوة القادمة، ولا يقيسونها بناء على المعلومات التي تصلهم فحسب، انما يقيسوها بناء على بصيرة العقل و شغف القلب، هذان امران ان اجتمعا ينتجان رؤية صائبة دائماً، لذلك كان السيد الرئيس يربح كل معاركه….

 

خلال تلك الحرب الكونية على سوريا توزّعت نقاط الضغوط من كلّ الاتجاهات….

كلّ من تابع الحرب على سوريا منذ بدايتها، لم يكن ليصدقَ ما آلت إليه الأمور اليوم، لناحية صمود الدولة السورية وانتصارها، هي وحلفاؤها، في معركة دفاعٍ كونية، لم يشهد أي ميدان أو جغرافيا عبر التاريخ الحديث مثيلاً لها، لما تضمّنته من ضغوطٍ خارجية وداخلية، اشتركت فيها كوكبة من الدول الإقليمية والغربية. تكاتفت جميع هذه الدول عسكرياً ومالياً وسياسياً ودبلوماسياً، لإسقاط الدولة والجيش في سوريا. لكنّ إرادة الشعب والجيش انتصرا في نهاية المطاف…

كلمة السر كانت في ذلك هي السيد الرئيس بشار الأسد…..

 

أن تكون على تلك الدرجة من العبقرية، يحب أن تتحلى بصفات كثيرة وبعضها نادر، أن تكون ذو ثقافة عالية جداً، ذو قدرة على المحاورة والاقناع، تمتلك الصبر اللازم، قلب حار وعقل بارد، صوت هاديء، نبرة صوت كأنها من نياط القلب…

كل ذلك امتلكهم السيد الرئيس، أضف إلى ذلك الملابس التي كان يرتديها، كانت تضفي على شخصيته كاريزما اكبر مما هي موجودة فيها اصلاً، كانت ملابسه تعكس ذاك التواضع الأنيق الذي يدل على ثقة كبيرة في النفس…..

 

شاهدنا الكثير من الصور للسيد الرئيس في جبهات القتال، كان بجالس الجنود في خنادقهم وخيمهم، يحادثهم، يسأل عن مشاكلهم، يتابعها، يأكل معهم……

تلك الشخصية الإنسانية الخلوقة العبقرية المتواضعة الزاهدة اكسبته محبة كل من حوله والقدرة الكبيرة على التأثير،  وذاك ماجعل التوفيق حليفه دائماً…..

السيد الرئيس لم يكن قائداً فحسب، السيد الرئيس كان قدوة و نهج وطريقة حياة…..

كيف لأولئك الجنود والضباط الذين تحت امرته ألايندفعوا للقتال اقتداءً به؟!!…كيف ربحنا هذه الحرب؟ وحده الله يعلم، أنه كان عندنا رجال قد قدموا من هذه الجبال، جبال التين والزيتون، وان الله سبحانه وتعالى كان ظهيرهم وظهير قائدهم بشار الأسد….

 

ترى من أي طينة كان هذا الرجل؟….

هل فهمتم الآن قصدي من السؤال أعلاه، أنه إلى أي حد يمكن أن يتماهى الشخص مع قضيته؟…

لن نستطيع أن نجيب على هذا السؤال ابداً، لأنه في حالة السيد الرئيس لم تكن هناك حدود للتماهي…..

 

لم يلقب السيد الرسول عليه وآله الصلاة والسلام بالصادق الأمين بعد أن أتته الدعوة، إنما لأنه كان الصادق الامين أتته الدعوة….

لم يصبح السيد الرئيس ذاك الرجل بعد أن حمل الراية، بل لأنه كان ذاك الرجل حمل الراية….

 

قلت إن مدينة جدة وبعد أن وصلها السيد الرئيس صار اسمها جدة المنورة، نحن نقتبس من التاريخ أمثلة ليصل المغزى بأقل عدد من الكلمات، ولسنا بوارد التشبيه، أعرف ان لسان حال السيد الرئيس وهو يناظر أولئك القوم حول الطاولة: ماتظنون أنني فاعل بكم؟….وأكاد أجزم أن لسان حالهم: كريم وابن أخ كريم….وستكفي بعدها إشارة من تلك السبابة ليفهموا، أن اذهبوا فأنتم الطلقاء…..

 

لست وحدك هناك سيدي الرئيس، كل شهداء بلاد الزيتون حملوك على راحاتهم، أن ادخلها بسلام، هاقد وصلكم عزيز بلاد الشام، هاقد وصلكم عزيز سوريا، كيف لا وعلى تلك الكتف علي خزام وعلى ذاك الكتف عصام زهر الدين….

 

يقول المثل” أن لكل امريء من اسمه نصيب”، هل هناك حاجة أن اشرح لكم معنى كلمتي الأسد او بشار؟ ام تبحثون عنها في معجم يأخذ بأعظم الكلمات؟؟….

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

 

 

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إيرواني: الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية وصلت لمستوى غير مسبوق من الإجرام

    أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي سورية وصلت إلى مستوى غير مسبوق من ...