هيثم يحيى محمد
اعتقلت الشرطة الفرنسية الرحالة العالمي الكاتب العربي السوري “عدنان عزام ” قبل نهاية الاسبوع الماضي في مطار شارل ديغول وهو في طريقه عبر المطار الى اسبانيا ومعه نسخ من كتابه الجديد “عندما يستيقظ العربي”واساءت له ومنعته من السفر واحتجزته لمدة 24 ساعة وتصرفت معه بطريقة هوجاء تعكس الانحدار الاوربي وتؤكد ان فرنسا وبقية دول اوروبا تأتمر بأوامر امريكا و الصهيونية على حساب مصالحها و ضد قناعات شعوبها
وللوقوف على حقيقة ماجرى مع عزام تواصلنا معه بعد ان علمنا باعتقاله من صفحته الشخصية ومن بعض اصدقائه الذين يتضامنون معه فيما يقوم به اعلامياً وثقافياً وفكرياً وانسانياً لمقاومة الهيمنة الاطلسية والعقيدة الغربية المشحونة بالصلف و الغطرسة و الغرور
يقول الرحالة الكاتب عدنان عزام:
ما أصعب ان نكتشف الحقيقة قبل غيرنا ، حقيقة الديمقراطية الغربية المغلفة بالحرير التي اكتشفت باطنها منذ سبعينات القرن الماضي عندما كنت اسافر إلى دول الخليج العربي . اكتشفت ما يخبأه الحرير من خلال احتكاكي بالغربيين العاملين هناك (امريكيون و اوربيون أتوا إلى الخليج لنهب ثرواته)
امضيت سنوات وانا احاورهم حتى وصلت إلى قناعة بأن العقيدة الغربية مشحونة بالصلف و الغطرسة و الغرور
قرأت عشرات الكتب الاستشراقية و وصلت إلى النتيجة ذاتها فقررت أن انضم إلى من يقارعون هذا الغرب فكريا و انسانيا و عدم تركه يعربد وحده في فضائنا العربي
كتبت العديد من الكتب في هذا المجال و آخرها كتابي الجديد باللغة الفرنسية ( حين يستيقظ العربي ) و الذي صدر منذ ايام و أهديته للمقاومة .
ويضيف عزام: يلقى هذا الكتاب رواجا كبيرا بين المعارضين للسياسة الاطلسية في اوروبا و أتلقى الدعوات للحديث عنه عبر العديد من قنوات الإعلام البديل المعارضة . مما آثار حنق و غضب اساطين السياسة و الإعلام الصهيوغربي الذين يتابعونني و يحاولون اسكاتي منذ سنوات
وحول حادثة الاعتقال يقول:
يوم الثلاثاء السادس عشر من نيسان الجاري كنت متوجهاً الى اسبانيا عبر مطار شارل ديغول الذي بدا لي كثكنة عسكرية حيث عشرات الرجال المدججين بالسلاح وبعد ان عبر الركاب نقطة التفتيش ودخلوا قاعة الانتظار تم الطلب إلينا التوجه إلى الطائرة فتقدمت بهدوء الواثق حاملا حقيبتي المليئة بنسخ من كتابي ( متى يستيقظ العربي ) وقبل الدخول إلى الطائرة و بسرعة البرق اجد نفسي محاطا بالرجال المدججين بالسلاح و يأمرونني بالتوجه معهم
وبكل هدوء اقول لهم بأنني لست الشخص الذي تبحثون عنه
يجيبونني بصلف وغرور لا بل أنت الإرهابي الذي نريد..
أسير محاطا بهم من كل جانب حتى مدخل المطار حيث تنتظرنا عربة كبيرة يقيدونني و يقذفون بي إليها و تغادر مسرعة إلى مقر الشرطة القريب من المطار
يدخلونني إلى غرفة صغيرة ( متران طولا و عرضا ) و بها ثلاثة من الموقوفين وبالكاد اجد مساحة أقف بها .
اصمت متأملا و متسائلا ماذا يجري وقد جردوني من كافة امتعتي و هاتفي و حتى رباط حذائي ..تمر ساعتان ويحضرون لاخذي إلى غرفة التحقيق بحضور محام مختار من قبلهم..سيل من الاسئلة ..
لماذا أمجّد المقاومة؟ ..
لماذا احرّض على الإرهاب ؟..
هل انا معاد للسامية؟
ساعة و نصف من التحقيق و يعيدونني إلى الغرفة لامضي ليلتي و قد رفضت الطعام و الشراب
ويتابع عزام :في صباح اليوم التالي (الأربعاء ١٧ نيسان) ياخذونني إلى التحقيق ثانية بحضور المحامية ديالا الشامان وهي زميلة ابنتي المحامية ثريا عزام .
ساعة و نصف و يعاودون نفس الأسئلة و يصرون على اتهامي بالارهاب بحجة ان احدا اخبرهم بأنني أمجد المقاومة و احرض على الإرهاب .
ثم يقومون بفتح هاتفي فيقولون هذه صورتك مع بشار الأسد،! و يستمعون إلى العديد من مقابلاتي عبر اليوتيوب
وفي نهاية الجلسة يصرون على اتهامي و تقديمي للمحاكمة بتهمة التحريض على الإرهاب التي يلوحون بها لكل من تخوله نفسه بانتقاد جرائمهم في شرقنا العربي
ارد عليهم متماسكا و أصر على عدم وجود أي دليل لديهم و انني ساقاضيهم امام المحاكم الدولية المختصة .
يغيب أحدهم قليلا و يعود ليقول لي
لا شك انك محترف بالتضليل سنعرضك على أطباء نفسانيين لحظات ويصل طبيبان ..يخرج الجميع و ابقى معهما لمدة نصف ساعة
احاديث و اسئلة لا تخطر على بال ينتهي اللقاء .
اسألهم ماذا وجدتم يجيبون انت طبيعي ولكن هناك شيء لا نفهمه وهو بشاشة وجهك..اقول لهم
يؤسفني انه ليس لديكم ثقافة بطبائع اهل الشرق
نحن مؤمنون و نعيش حالة من الطمأنينة و الشكر لله على كل ما يصيبننا ..انتم تعتمدون على العبوس و الصرامة لاثبات شخصيتكم الضعيفة
نحن لسنا بحاجة لهذه المسرحيات نقابل العالم بتلقائية
انني انصحكم بالاطلاع على ثقافة الشرق لان فرنسا أصبحت ايضا وطنا للشرقيين و عليكم اخذ ذلك بعين الاعتبار ..ينتهى اللقاء و يقودني شرطي إلى غرفة التوقيف النتنة ..انتظر وانا أفكر ماذا يجري في اوروبا التي تأتمر بأوامر امريكا و الصهيونية على حساب مصالحها و ضد قناعات شعوبها .
ويختم عزام حديثه بالقول:
تمر الاربع و العشرين ساعة و تحضر المحامية لتخبرني انهم لم يجدوا اي ادانة ضدي و انني سأغادر بعد لحظات .
وفعلاً يعيدون لي حقيبتي وهاتفي ويخلون سبيلي وأعود إلى بيتي وهاتفي لا يتوقف لحظة واحدة من فرنسا و بلجيكا و سويسرا من الرفاق المقاومين للهيمنة الاطلسية الذين كانوا متأهبين للتظاهر من أجلي لأنهم يعتبرونني مقاوما للغطرسةالصهيو اطلسية
…اشفق على هذا الانحدار الأوروبي.
.النصر للمقاومة
(سيرياهوم نيوز)