آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الرسالة

الرسالة

معد عيسى

لا شك أن الأزمة التي عاشتها سورية أفرزت الكثير من السلبيات الاجتماعية كالسرقة وانتشار الجرائم وكثير من المفردات السلبية، طبعا هذا الأمر ناتج طبيعي للحروب والأزمات، فالحروب تنتج كل الجرائم وبنسب شبه ثابتة في المجتمعات المتماثلة، وتتوزع الجرائم بين التعاطي والدعارة والسرقة والقتل وغير ذلك . الواقع السلبي الذي ولَّدته الحرب في سورية قابله مبادرات كثيرة إيجابية، فتجد اليوم أشخاصاً مقتدرين يعينون عدداً من العائلات والمرضى، وقد أخذ هذا الأمر طابع التنظيم في كثير من القرى والأرياف كونها مجتمعات صغيرة بعيدة نوعاً ما عن عيون الجمعيات الخيرية في مراكز المدن، فهناك أشخاص يدفعون قيمة الخبز لمدة أسبوع، وهناك أشخاص يذهبون إلى المحلات التجارية والبقاليات ويقومون بتسديد ديون الناس، وهناك أشخاص يذهبون إلى الصيدليات ويدفعون ثمن الدواء لبعض المرضى المزمنين، وهناك بعض المهنيين من ورش الإصلاح يخصصون يوماً في الاسبوع لإصلاح الغسالات و البرادات مجاناً، و بالطبع لا يغيب عن الذهن حضور الأطباء بالمعالجات المجانية لكثير من المرضى، والأمر تطور لتشكيل فرّق من الشباب في بعض القرى لتقصي الحالات الأكثر عوزاً لمساعدتها. هذا النشاط الاجتماعي المعمول به ليس وليد الأزمة فقط وإنما هو نابع من عمق الحضارة الإنسانية المتراكمة في الجغرافية السورية منذ آلاف السنين و التي نقلتها الفتوحات إلى أصقاع الأرض. جزء كبير من صمود المواطن السوري كل هذه السنوات يعود إلى التعاضد والتكافل الاجتماعي المنتمي إلى عمق الحضارة الإنسانية للشعب السوري. في عيد المعلم قام طلاب إحدى المدارس الريفية بإحضار كمية من الحطب لمعلمهم تعبيراً عن تقديرهم له وتكافلاً مع حاجته إلى التدفئة في الشتاء القارس بغياب المازوت والكهرباء، فحققوا غايتين نبيلتين في وقت واحد. في هذه الأيام المباركة التي يجتمع فيها الناس هناك فرصة لتعميق هذا التكافل ومساعدة المحتاجين وإنجاز المصالحات التي ولَّدتها الأزمة.

(سيرياهوم نيوز6-الثورة8-7-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فليكن شعار المرحلة : احذروا الفتن ومعاً لبناء الوطن

  م.حسان نديم حسن نقف اليوم أمام تحدٍ يتطلب منا جميعاً التمسك بالحكمة والوعي وتجنب الإنجرار وراء الفتن والخطابات التحريضية . فالفتنة كما قيل ” ...