*محسن سلامة
ولد الراحل علي معلا عام 1948 م في عمق هذه الجبال من الساحل السوريّ ، قرية الجمّاسة ناحية القدموس
كَبُرَ مع السنديان والينابيع والزرع والحصاد والبيادر ، فنشأ أبيّاً صلباً شموخ السنديان ، طيّباً رقيقاً رقّة الينابيع ، كريماً معطاء عطاء الزرع والحصاد والبيادر
يستيقظ على صوت والد مؤمن يتلو القرآن الليالي ، ويجوّد أشعار المتنبّي والمنتجب والمعلّقات العشر ، ويلقي على الراحل الكثير من دروس النحو ( كتاب الشرتونيّ في النحو ) كان سائداً في ذلك الزمن
انتقلت العائلة في الستينيّات من القرن الماضي إلى مدينة طرطوس في بيت نوافذه مفتوحة على البحر تماماً ، ينامون على إيقاع أمواجه ، تعلّم من البحر عمق التفكير وسعة الأفق والطموح الذي لا حدود له
انتسب إلى دار المعلّمين في حمص أعطاه ذلك المعهد ثقافة واسعة في الفكر والفلسفة وعلم النفس واللغة العربيّة و طرائق التدريس ،
فوجئت به يدعوني ذات يوم لمحاضرة في المركز الثقافيّ بحمص سيلقيها بنفسه بعنوان : أسس الصحّة النفسيّة ، وهو لا يزال طالباً في السنة الثالثة دار المعلّمين ، وكان رائعاً في عرض أفكاره والردّ على كلّ الأسئلة
( وكنّا حينئذٍ نسكن في غرفة واحدة في أحد أحياء حمص )
كان يمارس عليّ الأبوّة في كثير من الأحيان ، منعني من التدخين نهائيّاً بلهجة حازمة ، وقال لي : أنا ابتليت بهذا الداء وسأمنعك منه،
نال إجازة في اللغة العربيّة من جامعة تشرين و أصبح مدرّساً للغة العربيّة في ثانويّات طرطوس ،
ثمّ تفرّغ للعمل الشبابيّ كأمين رابطة ، يتنقّل بين الوحدات الشبابيّة على درّاجته الهوائيّة بكلّ تفانٍ ونشاط و همّة عالية و إيمان راسخ بالعمل الشبابيّ
ثمّ انتخب أميناً لفرع الشبيبة سنوات طوال كان مثال الشرف والعمل المنتج ، نهض بالشبيبة خطوات هامّة نحو التقدّم والازدهار
ثمّ انتخب عضواً لقيادة فرع الحزب حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ فكان البعثيّ الأمين الصادق نصير الشرفاء والطيّبين
شاركته الحياة زوجة طيّبة مربية فاضلة ومعلّمة قديرة
رحل في الخامس عشر من نيسان 2021 رحمك الله أبا أوس لن ننساك مدى الحياة رمزاً للعطاء والشرف والنزاهة والأخلاق العالية
(سيرياهوم نيوز17-4-2021)
______
الراحل في صور شخصيّة ،
سلام على روحه الطاهرة
Aous Ali Yone