*سلمان عيسى
في مثل هذه الأيام من عام 2017 كتبت زاوية في صحيفة تشرين عن نية مجلس مدينة طرطوس إعداد دراسة لنقل مكاتب بيع السيارات إلى خارج المدينة وذلك بسبب المضايقات الكبيرة التي تسببها هذه المكاتب للمارة نتيجة احتلالها للارصفة، وعرقلتها للسير .. ان كان للمشاة أو الآليات .. وكيف أن أصحاب هذه المكاتب ( يعقدون ولائم المتة) على الأرصفة، وبالتالي تعذر .. وتعثر كل من يستخدم هذه الأرصفة ( بطربيزة متة ) أو كلام بزيء يفلت من هذا الرصيف أو ذاك ..هذه الفكرة لاقت الكثير من الاستحسان لدى غالبية الناس، وحتى ان بعض أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس مدينة طرطوس أبدى الكثير من الحماس لتنفيذ هذه الخطوة .. وأكدوا لنا صدق نواياهم .. ونوايا مجلس المدينة أيضا.. منذ أربع سنوات وحتى اليوم لم يحرك مجلس المدينة ساكنا بهذا الخصوص، بل إن الأمر ازداد سوءاً خاصة بعد زيادة عدد هذه المكاتب، وتعدد السيارات المعروضة وتنوع موديلاتها واحجامها .. كانت نية مجلس المدينة التوجه إلى جوار المنطقة الصناعية، على اعتبار أن المنطقة تتبع إداريا لمجلس المدينة وهي بذات الوقت قريبة جدا من مدينة طرطوس .. باختصار أن هذه العملية لا تكلف المدينة سوى تجهيز البنية التحتية .. والبناء قد يكون على حساب أصحاب هذه المكاتب .. لم يعلن مجلس المدينة بعد تلك النية على ( الاعتكاف ) لإعداد الدراسة اي شيء .. وتبخّر حماس بعض أعضاء المكتب التنفيذي، لأسباب قد يكون منها عدم التكافؤ في الاهتمامات .. إذ من الواضح أن هناك من يعمل لمصلحته .. وهناك من يسعى لتقديم اية خدمة للمدينة وأهلها حتى لو كانت هذه الخدمة على حسابه الشخصي .. مكاتب السيارات مثال عن الوعود الكثيرة التي يأمل أهل المدينة تنفيذها،لكن على ما يبدو فإن تقاطع المصالح الخاصة مع مصالح بعض الأجهزة الفنية في البلدية اوصل الحال إلى كثير من اللامبالاة منهم ومن قبل أصحاب مكاتب السيارات .. وتعدى الأمر إلى تحوّل بعض محال السمانة إلى بيع الخضار وعرضها على الرصيف أيضا في شارع الثورة مثلا .. وفي سوق الخضار جانب فرن الرمل الآلي اعتدى أصحاب البسطات على الطريق من الجانبين .. وهذا لا يعني على ما يبدو مجلس المدينة ومكتبه التنفيذي .. والأجهزة الفنية المعنية التي لا ترى ولا تسمع .. والرمل مثالا ..!؟
(سيرياهوم نيوز ٣٠-١٠-٢٠٢١)