بلال أحمد
رغم كثرة تعاريف فن الرواية وفلسفتها وتعقيداتها لا يزال يراها الروائي صفوان ابراهيم وببساطة شديدة حكاية مكتوبة.
وأوضح ابراهيم الروائي الشاب الحائز جائزة الدولة التشجيعية في حوار مع سانا أن تلك الحكاية يحاول مؤلفها أن يجعل منها قنديلاً لتضيء لقارئها جوانب مبهمة من الحياة ومن السلوك الإنساني ويكافح ليجعل من جوهرها رسالة وبالتالي ليتخذ منها عبرة تفيد قارئها في كل زمان ومكان.
ووظيفة الرواية وفقاً لإبراهيم أن تؤسس لعلاقات اجتماعية وإنسانية رحبة بما تبثه من آمال وأحلام وأمنيات وبما تنشئه من مقومات حياتية جديدة ولذلك يجب على الرواية أن تتحلى بلغة بيانية معبرة وحبكة فنية مميزة وتقنيات سردية جمالية ثم تقدم إلى أفئدة المتلقي بحلتها الجمالية لتكون مقبولة بالنسبة له سواء نقلت الواقع بشكل مباشر أو غير مباشر.
ولفت ابراهيم إلى أن روايته “وصايا من مشفى المجانين” الفائزة بجائزة حنا مينة للرواية هي من أغلى الأعمال وأحبها إلى قلبه ليس لأنها حققت جائزة أو لصلاحيتها بالتحول إلى عمل سينمائي أو تلفزيوني وإنما لشعوره بأنه ترك بصمة في الفن الروائي وبأنها أرخت لمرحلة جديدة من الرواية.
ولهذه الرواية وقع في ذاكرة ابراهيم لأنه شرع بكتابتها عندما كان يتصدى ورفاقه في الجيش العربي السوري للتنظيمات الإرهابية في مطار كويرس العسكري التي حاولت طوال أعوام الاعتداء على هذه المنطقة.
ويقول ابراهيم: “حاولت عامداً تزويد الرواية بالمشاعر الإنسانية وبالكثير من ألوان المعرفة حول الجنون العقلي واللا عقلي بحيث يستأنس القارئ بالتفريق بينهما.
وعن مواكبة روائيينا الحرب الإرهابية يجد ابراهيم أن الرواية السورية تقدمت وتطورت كثيراً عما كانت عليه قبل الحرب حيث تحول في سنواتها عقل الكاتب إلى ميدان روائي واسع ما فتح أمام الرواية آفاقاً رحبة وهذا ما جعلها تزداد قيمة وغنى وجمالاً وفنية وتألقاً وتحقق رسوخاً بين أخواتها من الأجناس الأدبية الأخرى.
ويعرب ابراهيم عن اعتقاده بأن الرواية السورية لم تقصر في نقل آلام السوريين حيث انتجت حتى الآن ما يقارب الـ 400 رواية وهذا رقم غير قليل معتبراً في الوقت نفسه أن الكتابة الروائية لا تستطيع الإلمام للحالات الفردية في المجتمع السوري التي جرت خلال سنوات الحرب إذ أصبح لكل فرد سوري حكاية وقصة مؤلمة ربما هي أكثر إيلاماً من كل ما كتبناه كروائيين.
ويرفض ابراهيم أن يكون كاتباً نخبويا فهو يكتب من الناس وإليهم لا يهتم للأجواء الكتابية التي يتحدث عنها بعض الكتاب ولا يكترث كثيرا بأنماط التقنية الروائية فقد يكتب في الشارع أو في وسائط النقل العامة أو من أمام كوة أحد الأفران ولا تعنيه شهرة الاسم بقدر ما تعنيه شهرة المحتوى أو المضمون.
ويهدي ابراهيم الجوائز الثلاث التي فاز بها إلى روح أخيه الشهيد حيان ابراهيم وأرواح الشهداء كافة الذين لولاهم لما بقي على هذه الأرض حضارة سورية تبدع لكل البشرية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا