خالد زنكلو – محمد أحمد خبازي
تنذر التطورات الميدانية في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب والأرياف المجاورة لها، باحتمال شن الجيش العربي السوري عملية عسكرية لوضع حد لاعتداءات التنظيمات الإرهابية على المدنيين ونقاط الجيش العسكرية، في خرق متكرر ومستمر لاتفاق وقف إطلاق النار منذ إقراره في موسكو مطلع آذار ٢٠٢٠ بموجب اتفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي حالت إدارته دون تنفيذ مضمون الاتفاق بوضع طريق عام حلب- اللاذقية، المعروف بطريق «M4»، في الخدمة وطرد الإرهابيين من على ضفتيه بعمق ٦ كيلو مترات.
فقد أعلنت وزارة الدفاع في بيان نشرته على موقعها الرسمي أمس أن وحدات من القوات المسلحة العاملة على اتجاه ريفي إدلب وحلب تمكنت من إسقاط وتدمير ست طائرات مسيّرة حاولت من خلالها التنظيمات الإرهابية المسلحة المنتشرة في تلك المناطق استهداف القرى والبلدات الآمنة وبعض النقاط العسكرية .
وفي السياق قالت الوزارة : «في إطار عمليات الرصد والمتابعة الدقيقة لنقاط ومواقع التنظيمات الإرهابية التي تشن اعتداءات متكررة على القرى والبلدات الآمنة وبعض نقاطنا العسكرية في ريف إدلب، نفذت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الجو فضائية الروسية الصديقة العاملة في سورية خلال الأيام الماضية عدة عمليات نوعية مركزة عبر نيران الصواريخ والمدفعية والطيران الروسي الصديق دمرت من خلالها مواقع تلك التنظيمات ونقاطها المحصنة ومستودعات ذخيرتها ومقرات قيادتها».
وأضافت الوزارة: «كما تم استهداف مقر للتنظيمات الإرهابية مخصص لتفخيخ العربات والآليات وإصلاح العتاد الثقيل وتدميره بالكامل ومقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين المنتمين إلى ما يسمى هيئة تحرير الشام الواجهة الحالية لتنظيم «النصرة» والحزب الإسلامي التركستاني».
وبينت الوازرة أنه عرف من الإرهابيين القتلى «أبو عبد الله الباس- عابد شيخون – ابراهيم مصطفى- محمد الصنع-زكريا كيالي- محمود الريا- صلاح الشيخ حسن- أحمد عنان- حسن الحايك- فادي رحيمو- دياب القدح – أبو زرياب محمبل- أبو رداد مغيرة – أبو كراد أبجر – أبو عبد الله السعيدي – مروان بصبوص».
في غضون ذلك رأت مصادر مراقبة للوضع في «خفض التصعيد» أن الخرق الكبير الذي أحدثه إرهابيو «خفض التصعيد» من التنظيمات الموالية لفرع تنظيم القاعدة السوري، باستهداف الكلية الحربية في حمص في ٥ الشهر الجاري عبر طائرة مسيّرة وما خلفه من شهداء وجرحى كثر، لن يمر من دون تطهير المناطق التي تنطلق منها الطائرات المسيّرة جنوب «M4»، في مقطعه الذي يصل بلدة ترنبة غرب سراقب في ريف إدلب الشرقي بتل الحور شمال شرق اللاذقية، وهو المحور الذي كان يفترض طرد الإرهابيين منه منذ توقيع «اتفاق موسكو».
وأعربت المصادر لـ«الوطن» عن قناعتها بأن العملية العسكرية، التي أطلقها الجيش العربي السوري بمؤازرة سلاح الجو الروسي للثأر لشهداء وجرحى «الحربية»، قد تتدحرج لتشمل عملية برية يسيطر خلالها الجيش السوري على ريف إدلب الجنوبي انطلاقاً من جبل الزاوية، مروراً بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي فريف إدلب الغربي، وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي، وعلى طول مسار طريق حلب- اللاذقية الذي يهيمن على مقاطعه إرهابيو تنظيم «جبهة النصرة» و«الحزب التركستاني» و«أنصار التوحيد».
وبينت المصادر أن الأسباب الموجبة لبدء الجيش بعملية عسكرية برية باتجاه «M4»، أصبحت ملحة في ظل الحاجة إلى درء المخاطر التي يهدد بها الإرهابيون حياة المدنيين واستمرار اعتداءاتهم على نقاط الجيش السوري وبتشجيع من المشغل -«الضامن» التركي لوقف إطلاق النار، عدا أهمية عودة الطريق الدولي إلى الدولة السورية كرمز سيادي في الوضع الاقتصادي الراهن.
وعن توقيت بدء الهجوم البري للجيش السوري، أكدت المصادر أن ذلك يعود للقيادة السورية السياسية والعسكرية، ورجحت مساندة موسكو وقواتها الجوية لهذه العملية، التي ستطبق «اتفاق موسكو» بالقوة، ما دامت إدارة أردوغان تتهرب من تنفيذ اتفاقاتها الثنائية مع الكرملين، وستعيد رسم خريطة «خفض التصعيد» والمنطقة عموماً.
في السياق والاتجاه ذاته، ردت وحدات الجيش العربي السوري أمس على خروقات الإرهابيين في جبل الزاوية جنوب إدلب لوقف إطلاق النار، واستهدفت مصادر إطلاق النار في محيط بلدات سفوهن والفطيرة وفليفل والرويحة والبارة وكنصفرة وكفر عويد، وألحقت خسائر عسكرية وبشرية كبيرة في صفوفهم، وفق قول مصدر ميداني بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن».
وبيَّنَ مصدر ميداني «الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة دكت بالمدفعية الثقيلة أمس، مواقع لـ«النصرة» والميليشيات الإرهابية المتحالفة معه في محيط الزيارة والسرمانية في سهل الغاب الشمالي الغربي.
مصادر أهلية في إدلب ذكرت لـ«الوطن» أن الطيران الحربي الروسي جدد أمس، وبعد هدوء استمر يومين، غاراته وبكثافة على مواقع ومعاقل عديدة للإرهابيين في المحافظة، وبشكل غير مسبوق منذ مجزرة «الحربية».
وأشارت المصادر إلى أن استهدافات المقاتلات الروسية، ومن خلال أكثر من ٤٠ غارة منذ فجر أمس، طالت معسكرات تدريب ومخازن أسلحة وورشات لتذخير طائرات «درون» عائدة للإرهابيين في محيط مدينة معرة مصرين شمال إدلب ومحيط بلدات حفسرجة والشيخ بحر والقنيطرة وحرش بلدة الشيخ يوسف في ريف المحافظة الشمالي الغربي، قبل أن تمتد بعد ذلك إلى الجبال المطلة على الأخيرة بمحاذاة سهل الروج ثم محيط مدينة أريحا المجاورة لجبل الزاوية والواقعة على «M4» جنوب إدلب.
ولفتت إلى أن الضربات الجوية الروسية كبدت الإرهابيين في إدلب خسائر جسيمة في الأرواح، وتمكنت من تدمير ٤ مقرات عسكرية بالكامل وبمن فيها من الإرهابيين، إضافة إلى تدمير ورشتين لتذخير المسيّرات ومستودع أسلحة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن