الزراعات الاستوائية في الساحل السوري تحت مجهر المزارعين والاكاديميين والمسؤولين في ندوة حوارية تفاعلية لغرفة زراعة طرطوس … *انتقادات شديدة لموقف وزير الزراعة السابق منها وشكر لإجراء اللجنة الاقتصادية بالتوسع في دراسة واقعها

 

هيثم يحيى محمد

 

شهدت الندوة الحوارية التفاعلية التي اقامتها غرفة زراعة طرطوس مطلع الاسبوع الحالي في قاعة مجلس المحافظة. برعاية وحضور المحافظ ورئيس اتحاد غرف الزراعة السورية. شهدت نقاشات حادة وطروحات هامة. حول الزراعات الاستوائية في الساحل السوري بشكل عام. وفي محافظة طرطوس بشكل خاص. بسلبياتها وايجابياتها وجاءت هذه الندوة بعد الكتاب الذي رفعه وزير الزراعة السابق الى اللجنة الاقتصادية واقترح فيه وضع ضميمة بنسبة مئة بالمئة على الانتاج الذي يتم تصديره من هذه الزراعات بهدف الحد من انتشارها حيث لم توافق اللجنة الاقتصادية على الاقتراح واعادته الى وزارة الزراعة واتحاد الغرف طالبة التوسع في المناقشة والدراسة لهذا الموضوع لاتخاذ القرار المناسب بخصوصه

الندوة حضرها مزارعون لهم تجربة غنية بالزراعة ومختصون واكاديميون من كليتي الزراعة في جامعتي تشرين وطرطوس ونقابة المهندسين الزراعيين واتحاد الفلاحين وعضو المكتب التنفيذي المختص ومديرية زراعة طرطوس بادارتها وبعض كوادرها اضافة لاتحاد الغرف الزراعية ومجلس غرفة زراعة طرطوس وقد بدأها هيثم ضيعة رئيس غرفة زراعة طرطوس بتوضيح الدافع لاقامتها والغاية المراد تحقيقها منها شاكراً المحافظ على رعايتها وحضورها ومقدراً الدور الذي قام به رئيس اتحاد غرف الزراعة في توسيع الدراسة حول هذه الزراعات قبل اتخاذ القرار النهائي من الحكومة بخصوصها

*رئيس اتحاد الغرف

وقبل فتح باب الحوار اشار محمد كشتو رئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية الى اهمية اقامة هذه الندوة. خاصة بعد الكتاب الذي رفعه وزير الزراعة السابق الى اللجنة الاقتصادية. والذي اقترح فيه الحد من هذه الزراعة وايضا وضع ضميمة مئة بالمئة على تصدير بعض انواع الفواكه. وكشف عن ان الوزير رفع هذا الكتاب بشكل شخصي ولم يعتمد على الوزارة كمؤسسة وقال انه ومن خلال مناقشات اليوم يجب ان نتوصل الى قناعات مشتركة تؤدي الى تنظيم هذه الزراعة وادراجها ضمن خطة الدولة وفق ما سيتم اتخاذه من قرارات في الحكومة وتمنى ان يتم طرح كل الاراء سواء الايجابية او السلبية من هذه الزراعة. حتى نخلص الى خلاصات ومقترحات وتوصيات لتبنيها ومن ثم رفعها الى الحكومة

ثم تحدث المحافظ فراس احمد الحامد مشيرا إلى دور الإنتاج الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي بالدرجة الأولى، ولفت إلى أهمية التخطيط والتنظيم ووجود توازن بين مختلف أنواع المحاصيل الزراعية بماينسجم مع الظروف الطبيعية والمناخية الملائمة لكل منها، وبما يحقق مصلحة المزارع وتنفيذ الخطة الزراعية في آن معاً.

 

*مناقشات

رئيس لجنة الزراعات الاستوائية في المحافظة كابي بشارة تحدث عن القيمة الغذائية العالية لهذه الزراعة. وعن اندفاع المستهلك والمزارع نحوها. وقال انها بدأت منذ سنوات عديدة وبسبب مردودها الجيد ونجاح زراعتها انتشرت وسواء كان على حساب بعض الاراضي او على حساب نسبة من الحمضيات والزراعات المحمية. وتساءل لماذا الاصرار على عدم المس بالحمضيات مع انه لا يوجد دعم لها من الدولة ولا يتم تسويق الفائض منها كما يجب. واقترح ان تكون هناك نسبة لا تقل عن عشرين بالمئة من الاراضي لصالح الزراعات الاستوائية. واحداث مكتب للزراعات الاستوائية في وزارة الزراعة واستيراد الشتول بشكل نظامي وتنظيم هذه الزراعة بشكل عام

*زراعة مناسبة

وتحدث الدكتور عيسى كيبو من كلية الزراعة في جامعة تشرين عن ان هذه الزراعات موجودة منذ القدم. ولكنها لم تصبح بهذه الغزارة كما هي اليوم. وانتاجها من انظف الزراعات وايضا حمضياتنا من انظف حمضيات في العالم لكننا للاسف لم نقم أي معمل عصير للحمضيات لاستيعاب جزء من الفائض و لم ننجح كما يجب في تصدير الفائض من هذه الزراعات وبالتالي ادى الامر الى حصول خسارة للفلاح ما جعله يبحث عن بعض الزراعات الرديفة او الزراعات الداعمة لزراعته. وبالنسبة لكتاب وزارة الزراعة فهو مستفز ولا يجب ان يرفع بهذا الشكل. نحن مع تنظيم الزراعة الاستوائية بشكل جيد. وهي لن تشكل خطرا على غيرها ابدا لا على الحمضيات ولا على الزراعات المحمية. انما هي مكملة وهي تحسن من واقع الفلاح والفلاح عندما يخسر لا يمكن ان يستمر في اي زراعة. وهي ايضا لن تشكل اي مشكلة للبيئة. وايضا لا تحتاج الى مياه كثيرة وبالتالي فهي زراعة جيدة ويجب ان يتم تنظيمها بخطة الدولة

*زراعة داعمة

الدكتور نزار معلا من كلية الزراعة في جامعة تشرين تساءل عن كيفية رفع كتاب من وزارة الزراعة بالحد من هذه الزراعة قبل ان يتم اجراء مناقشات كافية مع القطاع الزراعي ومع اتحاد غرف الزراعة ومع غرفة الزراعة. وقال ان هذه الزراعة ليست بديلة انما هي داعمة للمزارع. و نحن مع الامن الغذائي بشكل متكامل وعلى وزارة الزراعة اجراء دراسة معمقة بالتشارك مع الجامعات ومع اتحاد غرف الزراعة ومع كل الجهات ذات العلاقة

 

*مصر نموذجاً

عدنان ريا عضو غرفة زراعة طرطوس. يعمل بتصدير الحمضيات. أشار الى ان هذه الزراعات هي رافد للمزارع حاليا ويتم تصدير كميات محدودة منها. ولا يوجد اي مانع من تصدير الفائض واعطى مثالا عن دولة مصر فهي تنتج الحمضيات وتنتج الاستوائي بشكل ممتاز ويتم تصدير فائض الانتاج الى الكثير من دول العالم

*مكملة

المهندس احمد جبور باحث اكاديمي. يعمل في النبات. اكد انه لا توجد امراض جديدة من هذه الزراعة. ولا تشكل احتياجاتها المائية خطر على المقنن المائي ومناخنا هو شبه استوائي. اذ ليس غريب عن بيئتنا هذه الزراعة وهي زراعات مكملة

*اين كانت

جرجس مخول ايضا من كلية الزراعة في جامعة تشرين. تساءل اين كانت وزارة الزراعة من هذا الموضوع? ثم استفاقت الان. هل كانت تؤمن مستلزمات الزراعات الحالية? عندما كان المزارع يتجه الى هذه الزراعة وقال نحن بصدد تنظيم هذه الزراعة وهي رديفة وليست بديلة. وانا مزارع وهناك اراضي تحتاج للاستصلاح والزراعة. والموز دخل على حساب الزراعات المحمية ويفترض ان يتم دراسة كل منطقة عن الزراعات التي يمكن ان تقام فيها

*تكامل

المهندس سمعان ضيعة. قال يفترض ان نبحث عن كيفية تطوير الزراعات الاستوائية وليس تحجيمها وفق اسس علم وبيئية. وهي زراعات ناجحة في الشريط الساحلي. وهي مكملة كما يفترض ان يكون هناك تكاملاً بين الزراعة والصناعة

*زراعة الفقراء

مجدولين حسن مزارعة واطلقت تسمية فاكهة الفقراء على هذه الزراعات الاستوائية كونها تزرع في كل مكان وتحسن وضع الفلاح. وان الكثير من العائلات انتقلت من الواقع صفر الى الواقع الجيد بعد ان قامت بزراعتها

*دراسة الاسواق الخاص

يحيى محمد مدير اتحاد الغرف الزراعية السورية. تحدث عن اهمية دراسة الاسواق الخارجية. ومعرفة الاحتياج المحلي ومن ثم التصدير للخارج. واكد ان هذه الزراعة زراعة مكملة وليست بديلة

المزارع حيدر صالح تحدث عن تجربته منذ اكثر من ١٤ عاما كيف استبدل الحمضيات الى الزراعات المحمية ومن ثم الى الزراعات الاستوائية بسبب جدواها الاقتصادية وبسبب ملائمتها للبيئة وقال انه ينتج كميات كبيرة من الدراكون

محمد عجيل رئيس غرفة زراعة اللاذقية. اشار ان المشكلة بدأت وظهرت بسبب وزير الزراعة السابق. الذي تقدم بكتب واقتراحات دون ان يناقش هذا الموضوع المهم مع اي جهة و وزارة الزراعة لم تؤمن مستلزمات الخطة الزراعية للزراعات الاخرى الموجودة في الساحل. وتساءل عن المناطق المهمشة التي وردت في كتبه. وقال ان الفلاح لن يلتزم باي زراعة لا تحقق له جدوى اقتصادية

مصطفى احمد عيد خريج جامعة تشرين. واكد بحديثه من خلال تجاربه الكثيرة منذ عام ٢٠١٧. انه لا خوف من الزراعة الاستوائية وعلينا تنظيمها وتشجيعها

 

الدكتور ابراهيم صقر عميد كلية الهندسة الزراعية في جامعة تشرين. قال انه ليس مع الحد من الزراعات الاستوائية. وشكر اللجنة الاقتصادية على عدم موافقتها على كتاب وزارة الزراعة واعادته للمناقشة بشكل موسع وقال يجب اجراء دراسات معمقة واستقصائية قبل ان يتم رفع اي مقترح للجهات العليا. واشار الى ان الشريط الساحلي للحمضيات والزيتون

وطالب بان تكون الزيتون والحمضيات زراعات استراتيجية مدعومة. والاستوائية ليست بديلة انما مكملة ورديفة. وانا مع تنظيم هذه الزراعة ومع استمرار الزراعات الرئيسية من البندورة والخيار. لكن مع وجود الجدوى الاقتصادية للفلاح والحمضيات مظلومة هي ومزارعوها

 

محمد عيسى قال لي ثلاث سنوات وانا اخسر بالبندورة فكيف ساستمر بها? لذلك سابحث عن زراعة اخرى

 

الباحث ابراهيم شيحة اكد ان المناخ مناسب للزراعات الاستوائية وهي تشكل تكاملا مع الزراعات الاخرى ولا خوف منها على الاطلاق

 

رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش قال ان هذا المشروع الحديث بالولادة يفترض ان يتم بشكل مؤسساتي وعلى ضوء قرار المؤسسات يتجه المزارع للتقيد بالخطط وما شابه ذلك

*زراعة منظمة

نادر صالح مستشار الزراعات الاستوائيه قال إن عمل مزارعي الاستوائي مقونن ومنظم من قبل الامانه السوريه للتنميه ونتج عنه احداث جمعيه استوائيه لدى الاتحاد العام للفلاحين وتشكيل مجلس إدارة لها بطرطوس و ركز في حديثه على إن المساحات التي تزرع بالاستوائي هي مساحات قليلة جدا وقريبة من البحر باتجاه الشرق لمسافة 3كم بالتالي لم ولن يكون هنالك فائض من هذه انتاج هذه الزراعات والفواكه الاستوائيه إلا بمادة واحدة وهي الموز وهو الخوف الوحيد بأن يلاقي نفس مصير الحمضيات في العامين القادمين أما ماتبقى من الفواكه الاستوائيه فقولا واحد لاتكفي نصف حاجة السوق المحليه لذلك ندعو لرفع القيود عنها وجعلها فواكه مرادفة للمحاصيل الأخرى مثل الحمضيات والزيتون والخضروات

*نريد تنظيمها

مدير زراعة طرطوس علي يونس قال ان بعض النباتات لهذه الزراعات انتجناه سابقا وبعناه. مثل الكيوي. والكاكي والافوكادو. وهي ملائمة لظروفنا ولكن دخلت اصناف جديدة في السنوات الاخيرة. وبالنسبة للموز هناك تجربة سابقة لم تنجح. ونحن نريد تنظيم هذه الزراعات وتحديد الاماكن التي يزرع فيها الموز او غيره وايضا الصنف هنا او هناك. وبالنسبة الى الموز سابقا اصيب بالنيمتودا مع ان الدولة دعمت كثيرا المزارعين بقروض. وظهرت عدة مشكلات بالموز نتيجة الظروف الحرارية وغيرها ويبدو انه لا يمكن ان ينجح الموز في الزراعات المكشوفة ولابد من البيت البلاستيكي. والمانجو ايضا. و اكد على ان هذه الزراعة لابد من دراستها بشكل علمي من اجل التوسع فيها وان تدخل الخطة الزراعية وفق محددات الخطة. ولن تكون بديلة انما داعمة ورديفة. ويجب ان تحدد العقارات المستهدفة حتى يتم زراعتها بهذه الزراعة علما ان هناك عقارات متروكة وهامشية .

 

وفي الختام أكد رئيس اتحاد الغرف الزراعية أنّه سيتم إعداد مذكرة متكاملة بالتعاون مع الجهات المشاركة تتناول كافة الأفكار التي تم طرحها خلال الندوة بشكل علمي ومهني ليصار لرفعها إلى الجهات المعنية واتخاذ القرار المناسب .

(موقع سيرياهوم نيوز1-)