| طلال ماضي
لم يمض وقت وطويل على صدمة الإنتاج المتدني من القمح الموسم الماضي، وبالرغم من جميع الاجتماعات والتوجيهات ما زالت أهم خطوة لإنتاج موسم وفير قاصرة، والسماد غير متوافر، وآلاف الهكتارات المزروعة زراعة تحميلية بين الأشجار في الريف السوري محرومة من السماد.
وقال الفلاح «أبو سلمان» لـ«الوطن» إنه قد راجع الإرشادية من أجل الحصول على ورقة كشف حسي لتقديمها لفرع المصرف الزراعي للحصول على السماد فطلبوا منه بيان مساحة وحيازة زراعية وأخبروه أن أرضه ليس لها مستحقات من القمح على الرغم من حصوله على البذار من المؤسسة وملزم بتسليم القمح للدولة لكن السماد غير متوافر.
توجهنا بالسؤال إلى مدير زراعة طرطوس علي يونس الذي أخبرنا بأن آلاف الهكتارات محرومة من السماد لكون التعليمات والخطة الزراعية تقول إن السماد يتم توزيعه على الأرض (السليخ) أي غير المشجرة، لكون إنتاجيتها أعلى من الزراعة التحميلية «أي المزروعة بين الأشجار» وعرضنا هذه المشكلة على وزير الزراعة خلال زياراته لطرطوس ووعدنا بحلها ونحن بالانتظار.
وأشار يونس إلى أن مطالب الفلاحين بالحصول على السماد حاجة ملحة ونحن أمام خيارين إما أن نمنح السماد للخطة الإنتاجية عالية المردود وإما نمنحه للتحميلية، لافتاً إلى أن إنتاجية القمح من دون سماد ضعيفة جداً.
وأوضح الخبير الزراعي الدكتور المهندس بسام السيد أنه إذا أرادت الحكومة أن تحصل على إنتاجية عالية من القمح فعليها توفير السماد والمحروقات والبذار قبل بدء الموسم والكميات المتوافرة من السماد اليوم قليلة جداً وأقل من نصف الحاجة، علماً أن الموسم أصبح بحاجة لتحضير الدفعة الثانية من السماد.
ودعا السيد إلى استنفار الإرشاد الزراعي من أجل مراقبة ومعالجة الآفات الزراعية إن وجدت والانتباه جيداً للموسم وعدم التبرير بأن كارثة الزلزال هي الطاغية وأنهم مشغولون بها، لأن موسم القمح يستحق الالتفات إليه معتبراً أن موسم القمح لم يأخذ حقه من السماد حتى ينتج الكمية المتاحة منه.
الأستاذ الجامعي والخبير في زراعة القمح والذي فضل عدم ذكر اسمه لكونه لم يأخذ موافقة لتصريح صحفي دعا إلى ضرورة الانتباه اليوم بشدة إلى الإرشاد الزراعي وتنفيذ الري التكميلي في موعده المناسب والابتعاد عن الري الكامل أو الفائض لكونه يضر القمح مثلما يضره الجفاف، والانتباه إلى توافر العناصر الكبرى والصغرى من الأسمدة للنباتات لكون التسميد من أهم الخطوات للحصول على إنتاج وفير وهذه العملية اليوم قاصرة كثيراً بسبب نقص الأسمدة الكيماوية وعدم الالتفات إلى الأسمدة العضوية معتبراً أن نقص عناصر السماد الكبرى والصغرى هو السبب الرئيسي بفشل الزراعة، ومن يتابع الأرقام الصادرة عن وزارة الزراعة يرى أن المساحة المزروعة في المناطق الآمنة نحو نصف المساحة الإجمالية المعلنة عن الأراضي المزروعة والمقدرة بـ1.249 مليون هكتار والسؤال لماذا لا يتم منح الزراعة التحميلية الكمية المخصصة لها من السماد أو على الأقل نصف حاجتها وإنقاذ عشرات آلاف المزارعين الراغبين باستثمار كل شبر من أراضيهم وتحصيل مؤونتهم وبيع الفائض؟! ولماذا لم تدرج هذه المساحات ضمن الخطة لكون أصحابها اشتروا البذار وملزمين بتسليمها للدولة، علماً أن حاجتها ليست بالكبيرة، وهل سينفذ وزير الزراعة وعده بتوفير السماد للزراعة التحميلية وهل تأخر وقت تأمينها كثيراً؟
سيرياهوم نيوز3 – الوطن