عقدت وزارة الزراعة ومنظمة المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» اجتماعاً مشتركاً في مقر «أكساد» أمس تحضيراً لورشة العمل التي ستقام حول مواجهة التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاع الزراعي في سورية بحضور وفد مشترك من الطرفين.
وزير الزراعة حسان قطنا قدم شرحاً علمياً عن الواقع الزراعي الحالي في سورية، والصعوبات التي تعترضه ضمن ظروف التغيرات المناخية والجفاف الذي يضرب المنطقة، والتي تستدعي وضع خطط علمية وفنية واضحة لمواجهة التغيرات المناخية، وتتميز بأن تكون مستقبلية اقتصادية وبيئية وتنموية، وبالتشارك مع المنظمات والهيئات الدولية المعنية لتقديم الدعم الفني والخبرة اللازمة، ووضع نظام إنذار مبكر، يمكن من خلاله تحديد وسائل وأساليب التعامل مع الجفاف والآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأشار قطنا في حديثه إلى أنه تم وضع عدد من الرؤى والوسائل والأساليب التي من الممكن أن تساعد في التصدي لتلك الظواهر الطبيعية، مثل تعديل موعد الزراعة وأساليب التسميد واختيار الأصناف المناسبة والمعاملات اللازمة والتعرف على الأمراض المتوقع أن تصيب الزراعات.
وقال: هذا يقتضي دراسة موضوع التغيرات المناخية كمشروع وطني لوضع خطة تكاملية وتحديد الالتزامات والاحتياجات المادية (خبرات – عاملين – إدارة… الخ)، والمالية (الأموال اللازمة)، واتخاذ ما يلزم للاستعداد لسنوات جفاف قد تكون قادمة، مع الاهتمام بالمعلومات الإحصائية المتعلقة برصد المؤشرات والمعلومات الخاصة بالجفاف (معدلات هطل الأمطار- الحرارة وأثرها على الإنتاج والإنتاجية)، والتنبؤ بالتخطيط المستقبلي والتعامل مع الدورات الزراعية خلال سنوات الجفاف القادمة، من خلال تخفيض المساحات أو تعديل أنواع الزراعات وفق التنبؤ وبما يساعد في حماية الثروة الحيوانية من الجفاف أيضاً، مضيفاً: إن ما تقدم يسلط الضوء على أهمية نظام الزراعة الحافظة ونشرها في سورية.
مدير عام منظمة المركز العربي «أكساد»، الدكتور نصر الدين العبيد أشاد بدوره بالدعم الكبير الذي تتلقاه منظمة أكساد من دولة المقر، واهتمام ورعاية الوزير بمتابعة أعماله وأنشطته، والتي ساهمت بشكل واسع في تحقيق العديد من النجاحات خلال الفترة القصيرة الماضية.
وأعرب عن استعداد المركز العربي لوضع كافة إمكانياته الفنية والعلمية تحت تصرف وزارة الزراعة لتحقيق الأهداف المشتركة، وخاصة دعم الأفكار والمبادرات التي يطرحها الوزير، لاسيما أن لدى المركز العربي «أكساد» خبرة متميزة وواسعة في مجالات التكيف مع التغيرات المناخية ومواجهة الجفاف ومكافحة التصحر، واستنباط السلالات والأصناف النباتية للتأقلم مع المناطق الجافة وشبه الجافة، وتنمية وتطوير الثروة الحيوانية ضمن الظروف المناخية السلبية في المناطق الجافة، كذلك التجربة الغنية لأكساد في مجال حصاد مياه الأمطار.
وأوضح العبيد أن مركز «أكساد» استطاع بالتعاون مع المنظمات ومؤسسات التمويل الإقليمية والدولية تبني نظام الزراعة الحافظة وعمل على نشره في المنطقة العربية مثل تونس ولبنان والسودان وموريتانيا، وتوسع في نشر الزراعة الحافظة في سورية، بالتعاون والشراكة الفاعلة مع مركز البحوث الزراعية، ووصلت المساحة إلى أكثر من 30 ألف هكتار، وحققت نتائج إيجابية جداً.
ولفت إلى تسليط الضوء من قبل الوزير على نتائج نشر الزراعة الحافظة وقال: إن المنعكسات الاقتصادية والبيئية لها ما يبررها ويدعم الاهتمام بها، وهو ما نسعى إليه اليوم من خلال التحضير لتنظيم ورشة عمل مشتركة حول «أثر التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها السلبية على القطاع الزراعي»، وعقدها في المنطقة الوسطى (محافظة حماة)، على أن يتم عقد سلسلة من الندوات وورشات العمل العلمية حول أثر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي، وطرق التكيف معها، وعرض الأساليب والوسائل المناسبة لذلك، واستنباط النتائج والحلول.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد العبيد أنه يتم العمل حالياً على اتباع الزراعة الحافظة التي لها آلات خاصة يتم حالياً تصنيعها في سورية تعتمد على نشر المياه وحصاد المياه وزيادة المحاصيل، وتقلل من مستلزمات العملية الإنتاجية من الأسمدة والمحروقات والأيدي العاملة وتحقق الإنتاجية بحدود 30 بالمئة وتوفر المحروقات بحدود 15 بالمئة والمياه 25 بالمئة وتخفض التكاليف كاملة بحدود 25 بالمئة وهي لزراعة المحاصيل الإستراتيجية من القمح والشعير والأشجار المثمرة المقاومة للجفاف مثل الزيتون والفستق الحلبي واللوزيات وغيرها.
كما نعمل على دراسة التغيرات المناخية والاعتماد على الزراعة الذكية.
سيرياهوم نيوز 6 – الوطن