تتعدد أنواع الزعرور البري، وأكثرها انتشاراً هو البلدي، وثماره صفراء عند نضجها وهو يوجد في الغابات والأحراج في الساحل، وهناك نوع آخر أقل وجوداً إلا أن ثماره أكبر وأقل حلاوة هو ما يسميه الأهالي “حميرون” بسبب لونه الأحمر القاني أو “التركماني” نسبة لوجوده في منطقة البسيط، والنوع الثالث هو “الأسود” وهو نوع قليل الانتشار ولكنه ذو ثمرة كبيرة نسبياً قياساً بالبلدي البري.
وقد بدأت بعض المحاولات المشجعة لزراعة الزعرور البري من خلال زراعة بعض الأنواع المستوردة في بعض المناطق بشكل أهلي، خاصة في المناطق التي تنجح زراعته فيها كالحفة وصلنفة وريف جبلة وغيرها، ويتوافر في المشاتل الزراعية، وهي تجربة مشجعة للاهتمام أكثر بها وتحويلها إلى نوع من الزراعات الممكن استثمارها، وتحقق دخولاً مرتفعة حيث يمكن تصدير المادة أو الاستفادة منها في معامل الأدوية في سورية.
يعرف كبار السن معلومات طبية علمتهم إياها الحياة بدأت تتسلل إلى عالم الطب كحقائق مسلم بها، وشجرة الزعرور البري واحدة من الأشجار التي بدأت تحتل موقعها في عالم علاج أمراض القلب والشرايين في الساحل السوري.
فالزعرور هو من الأشجار البرية في بلادنا، ويوجد في أوروبا وشمال إفريقيا وغرب آسيا، وثماره تؤكل وهي لذيذة تشبه طعم التفاح البري، إلا أن بذور الزعرور كبيرة لدرجة أن البذرة أكبر من الثمرة بكثير، ويزهر الزعرور مع اللوزيات أواخر شهر أيار، ولزهره رائحة طيبة جداً ويُستعمل منقوعاً أو يضاف إلى الشاي، ويستخدم الزهر بشكل رئيسي للمصابين بأمراض ضغط الدم والقلب حيث يتناوله المصاب إما وحده مع الماء الساخن منقوعاً أو مع الشاي فيرتاح فوراً.
كما يستعمل الزعرور لأمراض القلب والدم وهو معروف منذ زمن بعيد هنا ويستعمله الناس كدواء شعبي يعطي نتائج سريعة خلال ثلاثة أو أربعة أيام، ولذلك عندما يزهر الزعرور يقوم الناس بقطاف جزء منه لـ(المونة) وللوقاية في حال حدث أي مرض مشابه، حيث يتم عمل شاي الزعرور بوضع ملعقتين صغيرتين من الخليط المجروش للورق والثمار والزهر، في كوب من الماء المغلي، ويترك لمدة 20 دقيقة، ويشرب مرة في الصباح ومرة في المساء، ويمكن تناول كأس أخرى في منتصف اليوم.
وهذه الخبرة الشعبية وجدت صداها منذ فترة في الطب الحديث في أوروبا والعالم، والتفت إليها مؤخراً العديد من الأطباء والصيادلة في سورية وبدؤوا بتجربة إنتاج أدوية لمعالجة أمراض القلب والشرايين.
واليوم فإن أهم استعمالات ثمار الزعرور هي العناية بأمراض القلب والشرايين التاجية على وجه الخصوص– المرضى الذين يعانون من الذبحات الصدرية– وقصور في الدورة الدموية العامة على وجه العموم، ما يجعل لهذه الشجرة طعاماً مفيداً للقلب فهي تضخ المزيد من الدم للقلب المحروم منه، وتعمل على تنظيم ضربات القلب، وأكدت كل الأبحاث الطبية الحديثة ذلك، وليس لتناول الزعرور أو خلاصته أي آثار جانبية، وأحياناً ننصح المريض بأن يقوم بتناول الخلاصة من ثمار الزعرور وعلى مراحل تتزايد يوماً بعد آخر حتى يشفى من المرض على الأغلب.
( سيرياهوم نيوز4-تشرين)