ماري تريز سلوم *
تتمسّك الشعوب بعد تفشي وباء كورونا والحروب وتدهور الأوضاع الاقتصادية وغيرها بقارب النجاة خوفاً من المصائب والكوارث.
ويعتبر تمسّك الانسان بالحياة أثناء الكوارث أمراً طبيعياً، كما أن فقدانه للشعور بالأمان خلال الزلازل أمر طبيعي أيضاً، فمنزله الذي هو مصدر الأمان الوحيد لم يعد يحميه.
الصدمات غير المتوقعة كالكوارث الطبيعية والتفجيرات والحروب تعمل على تمزيق الغلاف النفسي l’enveloppe psychique الذي يتميّز به الأفراد، وتوقظ المخاوف المكبوتة والفقدان والشعور بعدم الأمان.
نجد الأشخاص أمام ضياع تام وفقدان الانتماء للواقع والقلق والخوف والأرق وعدم القدرة على التركيز والمعاناة من مشاعر سلبية و الكوابيس.
اضطراب ما بعد الصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على الأطفال و المراهقين والبالغين وتتراوح نسبة تأثيره حسب المرونة النفسية أو المناعة النفسية التي يعيشونها في حياتهم اليومية قبل الحادثة و خاصة اثناء الطفولة.
ولتنمية هذه المرونة النفسية عند الأطفال يجب إخبارهم الحقيقة كما هي حسب أعمارهم والتعبير أمامهم عن حقيقة المشاعر التي يعيشها الكبار كالحزن والخوف.
وفي حال الزلزال نخبرهم أن هذا الحدث نادر ولا يحدث كل يوم و نشرح حقيقته بكلمات تناسب عمره و نستعمل الصور او المراجع المناسبة .
ولمساعدة الطفل في حال وقوع الزلازل نعبر أمامه عن مشاعرنا و نشجعه على التعبير عن مشاعره باللعب أو الرسم أو التمثيل و نراقب ما سيخبره لاحقاً بعد الحادثة وطريقة تعامله مع الموضوع.
وعند ملاحظة صعوبة في التأقلم مع هذا الحدث عند الأطفال والميل إلى الانعزال والتعبير الدائم عن الخوف أو حالة يقظة مفرطة يجب استشارة الأخصائي.
* أخصائية عيادية و معالجة نفسية تحليلية
سيرياهوم نيوز3 – الميادين