طالما عُرفت السبانخ، تلك الأوراق الخضراء الداكنة، بكونها عنصراً غذائياً أساسياً، ومع ذلك، فإن قيمتها الحقيقية تتجاوز مجرد كونها إضافة شهية للأطباق، لتصبح حجر الزاوية في نظام غذائي يهدف إلى الوقاية من الأمراض المزمنة وتعزيز الصحة العامة.
فما هي الأسرار التي تخبئها هذه النبتة المتواضعة والتي تجعلها درعاً واقياً ضد تحديات صحية متعددة؟
القصاب: فيتامين A يلعب دوراً حيوياً في حماية الجلد من التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية
الدرع الواقي
بينت اختصاصية التغذية ميرنا القصاب من خلال حوار مع صحيفتنا “الحرية”، أن السبانخ تعد درعاً واقياً للبشرة والشعر والأظافر، حيث تُعد حليفاً قوياً للحفاظ على نضارة البشرة وقوة الشعر وصحة الأظفار، لاحتوائها على فيتامين A والذي يلعب دوراً حيوياً في حماية الجلد من التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية، كما يسهم في مكافحة الإجهاد التأكسدي الذي يؤثر سلباً في الطبقات الخارجية للبشرة.
الاستهلاك المنتظم
كما لفتت القصاب إلى أن الاستهلاك المنتظم للسبانخ يمكن أن يضفي على البشرة إشراقة صحية وعلاوة على ذلك، يُعزز فيتامين G، المتوافر بكثرة في السبانخ، من تكوين الكولاجين، وهو البروتين الأساسي الذي يمنح البشرة مرونتها ويحافظ على شبابها. ولا يقتصر تأثير السبانخ على البشرة فحسب، بل يمتد ليشمل الشعر والأظفار، أما الحديد والمغنيسيوم، فهما عنصران أساسيان في السبانخ، اللذان يعززان صحة الشعر، هذا ما أوضحته القصاب، وخاصة باعتبارها مصدراً غنياً بالحديد.
تلعب كخط دفاع أول في الوقاية من السرطان
مكافحة السرطان
ولفتت القصاب إلى أن السبانخ لها قدرة أيضاً على أن تلعب كخط دفاع أول في الوقاية من السرطان، وذلك بفضل تركيبتها الغنية بالمركبات النشطة بيولوحية الموجودة فيها، والتي قد تلعب دوراً محورياً في تثبيط نمو الأورام.
كما يُربط فيتامين A الذي تزخر به السبانخ، بتقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي، لافته إلى أن هناك بعض الأبحاث التي أشارت إلى أن تناول السبانخ أو الجزر الغني بفيتامين A لأكثر من مرتين أسبوعياً يخفف من خطر الإصابة به،
وبصفتها من الخضراوات الصليبية، تندرج السبانخ ضمن عائلة نباتية معروفة بخصائصها المضادة للسرطان، وخاصة أنها غنية بالكاروتينات مثل اللوتين والزياكسانثين، التي يُعتقد أنها تساعد في مكافحة السرطان، فعند تحضير هذه الخضراوات، تُطلق مركبات الإندولات التي تعمل على تعطيل المواد المسرطنة ومحاربة الالتهابات، ما يعزز دورها كخط دفاع طبيعي ضد الأمراض الخبيثة.
خيار ممتاز لتنظيم مستويات الجلوكوز، وخاصة للأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني
السبانخ وإدارة مرض السكري
وعن دور السبانخ في تنظيم مستويات الجلوكوز، ووفق ما أوضحته القصاب، تُعد إضافة قيمة للنظام الغذائي لمرضى السكري، أو لمن يسعون للوقاية منه، فمحتواها العالي من الألياف والماء يعزز الشعور بالشبع، وبالتالي يقلل من استجابة الجلوكوز بعد الوجبات، كما تحتوي على النترات والتي تعمل على منع مقاومة الأنسولين وتخفيف الالتهابات، التي تُعد عاملاً رئيسياً في تطور مرض السكري.
مشيرة إلى أنه بفضل انخفاض محتواها من الكربوهيدرات مقارنة بالخضراوات النشوية، تُسهم السبانخ في خفض مستويات السكر في الدم، ما يجعلها خياراً ممتازاً لتنظيم مستويات الجلوكوز، وخاصة للأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
صحة القلب والعظام والرؤيا
كما أضافت القصاب أن السبانخ تُسهم أيضاً في تعزيز صحة القلب بفضل النترات التي تُحسن وظيفة البطانة وتقلل من مستويات ضغط الدم، لاحتوائها على فيتامين K والكالسيوم، وهما عنصران حيويان للحفاظ على كثافة العظام والوقاية من الهشاشة، أما بالنسبة لصحة الرؤية، فتعمل السبانخ على تقليل من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين والضمور البقعي المرتبط بالعمر.
السبانخ وحرب السمنة
كما أشارت القصاب إلى أن السبانخ يعد مساعداً طبيعياً لإنقاص الوزن في سعي الكثيرين نحو تحقيق وزن صحي، لقدرتها على كبح الشهية، ما يسهم في تقليل الرغبة في تناول الطعام، ويُعزى هذا التأثير إلى وجود مركبات تُعرف بخصائصها الفريدة في تنظيم الشهية.