عبدالله رامي
جاء الإعلان عن التريلر الرسمي لفيلم «الست» (إخراج مروان حامد) أشبه بكرة ثلج من الجدل، إذ بدأ الخلاف حول أحقية اختيار الممثلة المصرية منى زكي لأداء شخصية أم كلثوم، لتتحول بعض لقطات المقطع التشويقي لـ«ميمز» على مواقع التواصل، ساخرةً من أوجه الاختلاف «الشكلية» بين أم كلثوم ومنى زكي.
لم ينته الجدل عند شخصية منى زكي. رأى بعضهم أنّ جزءاً من الشحن تجاهها تحديداً جاء بسبب دورها الإشكالي في فيلم «أصحاب ولا أعز». لكنّ الجدل امتدّ إلى كاتب الفيلم، الروائي أحمد مراد، الذي ردّ على الانتقادات الموجهة للبرومو على فايسبوك، مطالباً الجمهور بعدم الحكم على الفيلم من إعلانه التشويقي والانتظار حتى عرض الفيلم.
لكنّ ذلك أشعل المزيد من الجدل، إذ علّق الكاتب والصحافي مؤمن المحمدي، بأنّ الهدف من أي تريلر إعطاء انطباع للجمهور عن العمل، ومن الطبيعي أن يحاول صنّاع الفيلم خلق توقع إيجابي. وبالتالي، إذا تسبّب التريلر في توقع سلبي عند الجمهور، فليس منطقياً اللوم وطلب الحكم بعد مشاهدة العمل كاملاً.
كل هذا الجدل حدث والفيلم كان في طريقه للعرض الأول في «مهرجان مراكش السينمائي» في المغرب. لكن بعد العرض، التقط صنّاع العمل نفساً وسط حالة الهجوم والانتقادات، خصوصاً بعد الاحتفاء به بوصلة تصفيق استمرت نحو عشر دقائق متواصلة.
لكن مع انطلاق الندوة الصحافية للفيلم مع المخرج مروان حامد والممثلة منى زكي والسيناريست أحمد مراد في المهرجان، اتسعت دائرة الجدل مرة أخرى.
تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للكاتب أحمد مراد خلال الندوة وهو يتحدث عن الصعوبات التي واجهته خلال كتابة فيلم عن أم كلثوم، قائلاً: «لو كنت بعمل فيلم عن الرسول، كان هيبقى أسهل شوية».
بهذا التصريح دخل صنّاع الفيلم في موجة أخرى ومختلفة من الجدل. اعتبر بعضهم تصريح مراد مسيئاً للرسول. ونشر عدد من وجوه الدعوة السلفية في مصر دعوات بمحاسبته مستنكرين المقارنة بين أم كلثوم والرسول محمد، فيما توجه عدد من المحامين ببلاغات للنائب العام ضد الكاتب بتهمة ازدراء الأديان.
واعتبر أيمن محفوظ، أحد المحامين المتقدمين بالبلاغات، أنه تقدم بالبلاغ «لغيرته على الدين الإسلامي والرسول» مشيراً إلى أنّه تقدم بالبلاغ كمسلم قبل أن يكون محامياً يريد تطبيق القانون.
تأتي هذه الموجة وسط صمت في الوسط الثقافي والفني المصري، مع عودة تهمة «ازدراء الأديان» إلى المشهد. تهمة دائماً ما طالب كتّاب ومبدعون مصريون بتعديلها بسبب استخدامها كسكين على رقبة كل من يمارس الإبداع في مصر.
وفي أول رد فعل، قال الروائي أحمد مراد في تصريحات صحافية: «سعيد جداً بما تحقق في الفيلم، الذي لم يكن مجرد محاولة لسرد تاريخي، بل سعينا عبره إلى تقديم رؤية درامية جديدة، تضيء على الجوانب الإنسانية والفنية في حياة أم كلثوم، وإظهار الشخصيات المحيطة بها، والتحديات التي واجهتها على مدار حياتها».
وخلال استضافة «مراد» في «بودكاست» قبل شهرين من هذا الجدل، تحدث عن تجربة كتابة فيلم عن حياة أم كلثوم، قائلاً إن أحد أهم التحديات التي واجهته خلال الكتابة هي «بيضة النعامة السميكة التي صنعتها أم كلثوم حول نفسها. صنعت أيقونة جعلت من الصعب اكتشاف شخصيتها الحقيقية».
وعلمنا من مصادر قريبة من أحمد مراد، أنّ رده على هذه التهمة سيكون عبر مقترح تشريعي يقدمه لمجلس الشيوخ المصري، كونه أحد الأعضاء المعينين أخيراً، طلباً لتعديل قانون ازدراء الأديان، خصوصاً أنّ بعضهم يستخدمه كأداة للوصاية على المبدعين والشخصيات العامة في مصر.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار
syriahomenews أخبار سورية الوطن
