آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » السعودية تُشكِّل قوّةً محوريّةً واحتمالات التطبيع معها هزيلة وهذه فرصة لابن سلمان للمناورة والقيادة بالمنطقة.. علاقات وليّ العهد بترامب والوعود بالاستثمار بالاقتصاد الأمريكيّ تعطيه قوّةً كبيرةً برسم ملامح الشرق الأوسط الجديد

السعودية تُشكِّل قوّةً محوريّةً واحتمالات التطبيع معها هزيلة وهذه فرصة لابن سلمان للمناورة والقيادة بالمنطقة.. علاقات وليّ العهد بترامب والوعود بالاستثمار بالاقتصاد الأمريكيّ تعطيه قوّةً كبيرةً برسم ملامح الشرق الأوسط الجديد

ما زالت النخب السياسيّة والأمنيّة والإعلاميّة في دولة الاحتلال تناقش وبوتيرةٍ عاليةٍ إمكانية التطبيع مع المملكة العربيّة السعوديّة، مرجحةً أنّ الأوضاع الإقليميّة لا تسمح لهذه الخطوة التاريخيّة لأنْ تخرج إلى حيّز التنفيذ.

وفي هذا السياق، شددت الباحثة الإسرائيليّة د. عنات هوخبرغ، وهي مختصّة في حلّ النزاعات الإقليميّة، على أنّ السعودية، رغم الضغوط الأمريكيّة المتزايدة، لا تزال تُفضّل المناورة والتمسك بموقفها القوي في السياسة الإقليمية، خصوصًا فيما يتعلق بإبرام اتفاق التطبيع مع الكيان.

وقالت هوخبرغ في مقال نشرته صحيفة (معاريف) العبرية، إنّه “رغم أنّ احتمالات التطبيع مع السعودية تبدو الآن هزيلة، إلّا أنّ هذه فرصة لولي العهد محمد بن سلمان للمناورة بين اللاعبين الإقليميين والقيادة في الشرق الأوسط”، على حدّ تعبيرها.

وأوضحت الباحثة الإسرائيليّة أنّ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة أثارت ردود فعل غاضبة في العالم العربي، بما في ذلك السعودية.

وأضافت هوخبرغ أنّ “وزارة الخارجية السعودية أعلنت ردًا حاسمًا على تصريحات ترامب، مؤكّدةً أنّ الرياض لن توافق على إقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية”.

ولفتت إلى أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شدد على أنّ “السعودية ستواصل جهودها لإنشاء دولةٍ فلسطينيّةٍ عاصمتها القدس الشرقية”.

علاوة على ما ذُكِر آنفًا، تطرقت هوخبرغ إلى التحركات السياسية التي تقودها السعودية في مواجهة خطط ترامب، مشيرةً إلى أنّ الرياض تُفضِّل المسار الدبلوماسيّ على الصراع العسكريّ، وتسعى إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.

وأضافت أنّ “السعودية تشكل الآن قوة محورية في الشرق الأوسط، ولديها القدرة على تشكيل مستقبل المنطقة في ظلّ التغييرات الجيوسياسية المتسارعة”.

وفي ما يتعلق بمواقف السعودية الداخلية، أكدت هوخبرغ أنّ “نحو 96 بالمائة من السعوديين يعارضون التطبيع العربي مع إسرائيل”، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ الجمهور السعودي يعتبر القضية الفلسطينية حجر الزاوية في أيّ تحولٍ في العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب الباحثة الإسرائيليّة، فإنّ ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان “يدرك أهمية التأييد الشعبي الفلسطينيّ والعربيّ، وبالتالي فإنّ تطبيع العلاقات مع إسرائيل قد يشكل مخاطرة سياسية كبيرة على استقرار المملكة”.

وأشارت هوخبرغ  إلى أنّ ولي العهد السعودي، الذي يحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ في العالم العربي، يتمتع بموقعٍ قويٍّ يسمح له بالضغط على الولايات المتحدة لتحقيق مصالح السعودية.

وقالت أيضًا إنّ “علاقات ابن سلمان مع ترامب، والوعود السعودية بالاستثمار في الاقتصاد الأمريكي، تعطيه قوة تفاوضية كبيرة في رسم ملامح الشرق الأوسط الجديد”، لافتة إلى أنّ “الاستقرار الإقليمي والعلاقات مع الولايات المتحدة تشكلان أساسًا لتحقيق رؤية ابن سلمان 2030 وتنفيذ مشاريع اقتصادية ضخمة مثل مدينة نيوم”.

وفي الختام، أكدت هوخبرغ أنّ السعودية تسعى إلى الحفاظ على توازنٍ دقيقٍ بين مصالحها الاستراتيجيّة في المنطقة واحتياجاتها الاقتصادية، ما يجعلها قوة لا يمكن تجاهلها في أيّ مناقشاتٍ حول مستقبل العلاقات مع الاحتلال الإسرائيليّ، طبقًا لأقوالها.

وكان الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وسفير المملكة السابق لدى واشنطن، قد أكّد الأسبوع الفائت أنّ تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل أصبح مستبعدًا في ظلّ التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

جاء ذلك في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكيّة، حيث شدد الفيصل على رفض المملكة لأي خطة لا تؤدي إلى تحقيق دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح الفيصل أنّ تصريحات ترامب لا تتماشى مع مواقف المملكة الراسخة التي تؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني، مضيفًا أنّ وزارة الخارجية السعودية أصدرت بيانًا يرفض بشكل قاطع الاقتراحات الأمريكية الأخيرة.

كما لفت إلى أنّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكّد في وقتٍ سابقٍ على ضرورة حل القضية الفلسطينية وفق رؤية واضحة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.

وأشار الأمير في حديثه مع الشبكة الأمريكيّة إلى أنّ المملكة ليست في حوارٍ مباشرٍ مع إسرائيل، بل تتواصل مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية، مشددًا على أهمية العمل الجماعي العربي والإسلامي لمواجهة مثل هذه الاقتراحات، مضيفًا في الوقت عينه أنّ الأمم المتحدة قد تكون ساحة للنقاش، على الرغم من الفيتو الأمريكي المتوقع.

ووصف الأمير تركي الفيصل خطة ترامب بأنّها “خيالية وغير قابلة للاستيعاب”، معتبرًا أنّها تزيد من تعقيد الأوضاع وتشجع على المزيد من الصراعات وسفك الدماء.

كما أكد في ختام حديثه أنّ المشكلة الأساسية في القضية الفلسطينية هي الاحتلال الإسرائيليّ، وأن مبادرة السلام العربية التي تمّ طرحها في العام 2002 توفر لإسرائيل فرصة للتطبيع الكامل في مقابل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، طبقًا لأقواله.

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نتنياهو يعلن صراحة: الرهان على جرّ الجيش إلى صدام مع المقاومة

  علي حيدر     حدَّد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الملامح العامة للمخطط الإسرائيلي – الأميركي في مواجهة المقاومة، معلناً بشكل صريح أن على ...