أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن «طهران تقف إلى جانب الشعب الأفغاني، وعلاقاتها مع الحكومة الأفغانية المقبلة ترتبط بكيفية تعامل كابل معها»، يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الولايات المتحدة تبحث مع حركة طالبان إمكانية الحفاظ على وجود أميركي في أفغانستان، بعد الموعد المتفق عليه لإنهاء عمليات الإجلاء من كابل، وأيضاً مع إصدار السفارة الأميركية أمس تحذيراً أمنياً جديداً لرعاياها بعدم الاقتراب من مطار كابل.
وفي أول لقاء له مع الحكومة الجديدة، قال علي خامنئي: «احتلوا أفغانستان على مدى عشرين عاماً، ولم يقدموا شيئاً لهذا الشعب، وقصفوه وقتلوه وظلموه بمختلف الأساليب»، مشيراً إلى «إنتاج المخدرات في أفغانستان، ولم يحققوا تقدماً في أي مجال، لا المدني ولا الاقتصادي»، وأشار إلى أن «الحكومات تأتي وتذهب، لكن الشعب يبقى، ونحن نقف إلى جانب الشعب الأفغاني».
ووصف خامنئي الأميركيين بأنهم ذئاب متوحشة ومفترسة وراء كواليس الساحة الدبلوماسية والابتسامات والكلمات التي تدعي جانب الحق، وأضاف: بطبيعة الحال فإنهم أحياناً يتصرفون كالثعلب الماكر كما نرى في أوضاع أفغانستان اليوم.
واعتبر خامنئي أفغانستان دولة شقيقة وذات مشتركات لغوية ودينية وثقافية مع إيران وأعرب عن أسفه العميق للمشاكل الحاصلة للشعب الأفغاني ومنها حادثة يوم الخميس في مطار كابل وأضاف: إن هذه المشاكل والمصاعب هي من عمل الأميركيين الذين فرضوا 20 عاماً من الاحتلال ومختلف أنواع الظلم على الشعب الأفغاني.
واعتبر قصف مراسم الأعراس والمآتم وقتل الشباب وسجن الكثير من المواطنين الأفغان بلا مبرر وزيادة إنتاج المخدرات عشرات الأضعاف، جانباً من التداعيات السلبية لوجود الأميركيين في أفغانستان، وأضاف: إن أميركا لم تتخذ حتى خطوة واحدة من أجل تقدم أفغانستان إذ إن أفغانستان اليوم إن لم تكن أكثر تخلفاً من الناحية المدنية والعمرانية مقارنة مع 20 عاماً مضت فإنها ليست أكثر تقدماً.
إلى ذلك ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من أمس الجمعة أن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا مفاوضات مع طالبان لمناقشة كيفية حفاظهم على بعض النفوذ في أفغانستان بعد انقضاء الموعد المتفق عليه بينهم وبين الحركة، أي 31 آب الجاري.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة وطالبان «شرعتا في مناقشة الحفاظ على وجود دبلوماسي أميركي في أفغانستان بعد 31 آب لتمكين الولايات المتحدة من مواصلة عمليات الإجلاء».
وأوضحت الصحيفة أن ذلك يمثل توسيع المحادثات التي جرت بين مسؤولين عسكريين أميركيين وطالبان بشأن ضمان أمن مطار كابل خلال عمليات الإجلاء.
وأكد القائم بأعمال السفير الأميركي لدى أفغانستان، روس ويلسون، لقناة CBS في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن الولايات المتحدة وطالبان أجرتا محادثات في قطر لمناقشة «السبل المحتملة للمضي قدماً»، وقال إن واشنطن لم تتبن بعد قرارات بشأن الشكل المستقبلي لوجودها وأنشطتها في أفغانستان.
وأوضح مسؤولون لـ«وول ستريت جورنال» أن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وطالبان يتوقف بشدة على ما إذا كانت الحركة ستستطيع ضمان الأمن في مطار كابل وحوله بعد انسحاب القوات الأميركية منه، مشيراً إلى أنه إذا كانت الظروف الأمنية غير مناسبة هناك فقد تدرس واشنطن إمكانية اللجوء إلى خيار وجود دبلوماسي عن بعد من أي من الدول المجاورة.
وشدد مسؤولون أميركيون، حسب الصحيفة، على أن المحادثات مع طالبان لا تعني اعتراف الولايات المتحدة بها كحكومة شرعية في أفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين الأوروبيين تواصلوا أيضاً مع طالبان بهدف مناقشة العلاقات المستقبلية، منوهةً بأن هذا يأتي بالتزامن مع إطلاق الولايات المتحدة مشاورات مع حلفائها بشأن كيفية استخدام الضغط الاقتصادي والدبلوماسي بهدف التأثير على تطورات الوضع في أفغانستان.
في غضون ذلك قالت السفارة الأميركية في أفغانستان في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أمس أنه «يتعين على كل الرعايا الأميركيين في المطار عند بوابة «أبي» والبوابتين الشرقية والشمالية وبوابة وزارة الداخلية الجديدة المغادرة على الفور» مشيرة إلى أن التحذيرات بشأن تجنب الاقتراب من المطار لا تزال قائمة.
وكان تفجيران تبناهما تنظيم «داعش» الإرهابي استهدفا الخميس الفائت محيط مطار كابل ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص بينهم 13 عسكرياً أميركياً، وفقاً للحصيلة الأخيرة.
إلى ذلك أعلنت فرنسا أنها أنهت عمليات الإجلاء من كابل، مشيرة إلى نقل نحو 3 آلاف شخص بينهم أكثر من 2600 أفغاني إلى باريس.
واستؤنفت عمليات إجلاء الأجانب غداة التفجيرين في مطار كابل، على حين أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون أن 5400 شخص لا يزالون في حرم المطار بانتظار إجلائهم.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)