محمود القيعي:
اتهمت أميرة أورن السفيرة الإسرائيلية السابقة في مصر- في حديث تليفزيوني – الأزهر وشيخه الإمام الأكبر د.أحمد الطيب بمعاداة السامية والحض علي كراهية إسرائيل.
تصريحات السفيرة الإسرائيلية أثارت من الجدل ما أثارته، وجاء أول رد عليها من مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الذي أصدر بيانا أكد فيه متابعته لما نشرته قناة “24 news ” العبرية الثلاثاء الموافق 26 نوفمبر، حول تزايد العداء المصري للكيان الصهيوني في الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث نقلت عن سفيرة الكيان الصهيوني السابقة لدى مصر “أميرة أورن” قولها إن عداء المؤسسة السنية الأهم في العالم -في إشارة إلى مؤسسة الأزهر الشريف- لإسرائيل عداء لا مثيل له، وأنه عداء في منتهى القسوة والصعوبة، منوهة إلى أن هذا العداء يختلط بمعاداة الساميةحسب زعمها.
ورداً على ما ذكرته “أورن” أكد مرصد الأزهر أن خطاب المظلومية المعتاد الذي يلجأ إليه المنتمون للكيان الصهـيوني في كل مناسبة يظهر فيها وجهه الدموي الحقيقي كما هو الحال في العدوان على قطاع غزة ولبنان والذي تجاوز الضحايا فيهما حاجز الـ 150 ألف ما بين شهيد وجريح ومفقود؛ أصبح لا قيمة له أمام بشاعة الجرائم المرتكبة يوميًا ضد الفلسطينيين واللبنانيين.
كما شدد المرصد على أنه كلما ضاق الخناق على المحتل المغتصب لأرض فلسطين، اشتدّت اتهاماته للشرفاء؛ لاسيما مع وجود إجماع دولي غير مسبوق على إدانة مسئولين صـهاينة وعلى رأسهم نتنياهو بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حتى داخل دول حليفة له أعلنت إنفاذ مذكرة الاعتقال حال وصول قادة الإرهاب إلى أراضيها.
وأكد المرصد أن شيخ الأزهر يقف بكلمة الحق والعدل التي دعا إليها الإسلام وجميع الأديان ليواجه قوات إرهابية تجردت من كل معاني الأخلاق والإنسانية، واستباحت شتى الجرائم الوحشية؛ من قصف للمستشفيات، وتدمير المساجد والكنائس، وقـتل الأطفال والنساء ومراسلي الصحف والمواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.
وجاء في بيان مرصد الأزهر أن تشجيع الأزهر الشريف للأصوات الحرة في العالم الداعية إلى وقف المجازر ضد الضعفاء والمستضعفين في غزة ولبنان ما هي إلا دعم للحق الذي غاب منذ سنوات طويلة عن أذهان الصها ينة الذين سعوا في الأرض فساداً وسفكاً للدماء متخذين من بعض نصوصهم الدينية المتطرفة مظلة يحتمون بها ويبررون جرائمهم الإرهابية التي تركت أثرها على جميع الفلسطينيين في غزة والضفة، تارة بآليات قواتهم الإرهابية المدعومة من الغرب، وتارة أخرى بأيدي مستوطنيهم وجميعهم في الد-م سواء.
وأكد المرصد أن دعم الأزهر الشريف للحق الفلسطيني الأصيل هو دعم للإنسانية التي تعاني اليوم من تحديات جمة تدفع الإنسان إلى الهاوية بفعل الحروب المستحدثة التي لم تقف على حد المواجهة المباشرة بالأسلحة بل تجاوزت إلى حروب اقتصادية وأخرى تكنولوجية تفتك بالمجتمعات وتهدد استمراريتها واستقرارها، وأن الأزهر يدرك جيدًا مفاهيم الحق والعدل والعيش المشترك التي تدعي تلك السفيرة الصـهـيونية أنه يحارب بني جنسها عمدًا غير مدركة لحجم ما ارتكبوه من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية.
وأكد أن الصـهيونية داء وبيل، وأن العداء للصـهـيونية ليس أزهريًا، بل نزعة بشرية جامعة تتخطى اختلاف الأعراق والثقافات والأديان والبلدان لتقف في وجه الظلم والطغيان.
من جهته تساءل الإعلامي مصطفى بكري مستنكرا: عن أية سامية تتحدث هذه الإرهابية؟
مشيرا إلى أنه كان الأولي بها أن تطالب رئيس حكومتها القاتل بالتوقف عن إبادة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وأضاف أن على عميلة الموساد أن تعلم أن صوت الإمام الأكبر إنما يعبر عن جموع المسلمين والعرب وكل الشرفاء في شتي أنحاء العالم.
واختتم مخاطبا “أورن” قائلا: “أنتم قتلة ورئيس حكومتكم ووزير دفاعكم السابق مطلوبان للعدالة ومطاردون من أغلب دول العالم . حذاء شيخ الأزهر أشرف منكم جميعا أيها المجرمون”.
الرد الواجب تطاول السفيرة الإسرائيلية السابقة دعا الكثيرين إلى المطالبة بموقف أكثر حزما وطرد السفير وعدم استقباله.
الكثيرون اعتبروا استمرار المسؤولين الإسرائيليين في استخدام فزاعة معاداة السامية ينطوي على وقاحة منقطعة النظير، مؤكدين أنه كان الأولى بهم أن يصمتوا إلى الأبد بعد جرائم الإبادة الجماعية في غزة ولبنان.
أخبار سورية الوطن ١_رأي اليوم