الرئيسية » حول العالم » السفير الإيراني لدى دمشق: سنرد على أي عدوان ولم نستخدم ترسانتنا التسليحية الحديثة حتى الآن

السفير الإيراني لدى دمشق: سنرد على أي عدوان ولم نستخدم ترسانتنا التسليحية الحديثة حتى الآن

أكد السفير الإيراني لدى دمشق، حسين أكبري، أن أي استهداف للمصالح الإيرانية، ومن أي مكان في العالم، سيتم الرد عليه من قبل طهران.

وقال أكبري في حديث لـ”سبوتنيك” في مقر السفارة في دمشق: “العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية جاء على خلفية الرفض العالمي لجرائم الحرب التي ارتكبها الكيان بحق الأطفال والنساء في غزة، ورغم ذلك فهي لم تستطع خلال الأشهر السبعة الماضية تحقيق أي من أهدافها”.

وكشف السفير أكبري أن إيران استخدمت ترسانتها التسليحية القديمة في الرد على العدوان الإسرائيلي على قنصلية طهران بدمشق، مشيرا إلى أن فحوى الرسائل التي تقف وراء ذلك تتلخص:

“بأنكم (أي إسرائيل) لا تستطيعون أن تصمدوا أمام الترسانة القديمة، فما بالكم بالجديدة، أما الرسالة الثانية فهي أننا استهدفنا نقطة بعيدة وآمنة في إسرائيل، ما يعني بأن جميع الإسرائيليين معرضين لصواريخنا من الترسانة القديمة”، وفق السفير الإيراني.

وأوضح أكبري: “برأينا، فالعقاب الذي نالته اسرائيل سيكون درسا مجديا لنتنياهو وحلفائه ومن سيخلفه”.

وأضاف أكبري: “(رئيس الحكومة الإسرائيلية) نتنياهو كان يتطلع إلى إقحام إيران في حرب شاملة بعد ضرب قنصليتنا في دمشق، ولذلك قام متعمدا باستهداف مركز دبلوماسي تابع لجمهورية إيران كما قام باغتيال قادة عسكريين لهم شأن كبير”.

وبين السفير الإيراني أن “الكيان الاسرائيلي بات يعلم أنه لا طريق أمامه للتغطية على (هزيمة غزة)، سوى ارتكاب المزيد من الجرائم في ساحات أخرى”.

ونفى السفير أكبري ما تم تداوله أخيرا حول تقليص الحضور الإيراني في سوريا، مضيفا أن طهران مستعدة لتعزيز وجودها أكثر في سوريا، حال طلبت دمشق ذلك.

وأضاف السفير الإيراني حسين أكبري في حديثه لـ”سبوتنيك”: “أنتم تعلمون أن وجودنا في سوريا لمحاربة ومكافحة الإرهاب وليس له علاقة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وسابق له، ولكن إسرائيل تعمدت استهدافنا مباشرة لإدخالنا في حرب شاملة، ومن ثم، وعبر هذه الحرب سيتم إجبار أمريكا على دخولها، ومن جانب آخر، فحين تهزم إسرائيل فستقول إنني هزمت أمام دول وليس أمام مقاومة فلسطينية، وبذلك تستطيع تعويض الذل الذي تعرضت له، ولو قليلا”.

واستدرك السفير أكبري بالقول: “لكن إسرائيل لم تقم بحسابات دقيقة لخطوتها، وهي لم تسأل نفسها قبل البدء بهذه الخطوات ماذا سيكون الرد الإيراني؟ هم توقعوا أن لديهم منظومات دفاعية قوية وحديثة، وحلفاء داعمين بشكل كامل، وأن إيران بعيدة عنهم كثيراً ولن تطالهم يدها، ولكن الرد الذي قامت به إيران قدم الجواب الصحيح والكامل لإسرائيل بما يخالف توقعاتها”.

وأوضح أكبري: “في النتيجة، اسنتتج الأمريكيون والإسرئيليون بأنهم ساروا في الطريق الخطأ”.

وحول مدى التوافق الإسرائيلي الأمريكي إزاء المجازر في غزة، والهجمات التي تشنها تل أبيب خارج الحدود، قال السفير الإيراني لدى دمشق: “نعم، نحن نعتقد بأن إسرائيل تتصرف خارج (إرادة) الإدارة الأمريكية”، مستدركا قوله: “لكننا نعلم بأن الولايات الأمريكية لن تنزعج إذا خرجت إسرائيل بأقل الخسائر، كما نعتقد بأن جريمة استهداف القنصلية كان بمعرفة الأمريكيين، أقله فهم استخدموا الطائرات والصواريخ الأمريكية في العدوان”.

ورأى السفير الإيراني لدى دمشق بأن “إسرائيل، مع أمريكا، كانتا تعتقدان بأن لديها القدرة، ولكن الرد الذي قمنا به كرس توازنا جديدا في القوة والقدرة، فوجد الإسرائيليون أنفسهم من دون داعم لهذه الحرب، كما علموا بأن قدراتهم الدفاعية لا تستطيع مواجهة ردّنا على العدوان، رغم أننا استخدمنا ترسانة الجيل الثالث والرابع، أي ترسانة الجيل القديم من أسلحتنا ولم نستخدم ترسانتنا الحديثة”.

وقال السفير أكبري إن استخدام الترسانة التسليحية الإيرانية في الرد على العدوان الإسرائيلي “ينسجم مع هدفنا في إرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنكم لا تسطيعون أن تقفوا أمام الترسانة القديمة لدينا فما بالكم بالجديدة، أما الرسالة الثانية فهي أننا استهدفنا نقطة بعيدة وآمنة في إسرائيل، ما يعني بأن جميع الإسرائيليين معرضين لصواريخنا من الترسانة القديمة”.

وأوضح أكبري: برأينا، فالعقاب الذي نالته إسرائيل سيكون درسا مجديا لنتنياهو وحلفائه ومن سيخلفه في المستقبل أيضا.

وتناول السفير الإيراني ما يراه “نقطة مهمة جدا” وتتمثل في أن “التاريخ سيسجل بأن إسرائيل هزمت أمام مجموعات المقاومة في غزة”.

ويرى أكبري بأن “نتنياهو يخوض حربه على غزة للحفاظ على بقائه، وقد يكون هناك نخب داخل إسرائيل ترفض استراتيجيته بحكم معرفتهم بأنها ستصل إلى طريق مسدود، كما أن جميع حلفاء الكيان الصهيوني، أمريكا والغرب وغيرهم، سخروا جميع الإمكانيات والتسهيلات للجرائم التي تقوم بها إسرائيل، وغضوا أبصارهم عن قتل الأطفال وتدمير وتهجير المدنيين لعله يحقق إنجازا ما”.

ويرى السفير الإيراني لدى دمشق بأن “الكيان الصهيوني، ورغم ارتكابه أفظع الجرائم، إلا أنه لم يستطع على مدى الأشهر الـ7 الماضية، تحقيق أقل الأهداف التي وضعها، كما أن الدول الداعمة له اقتنعت بعدم قدرته على الاستمرار والدخول في المفاوضات، لأنه في حال دخوله للمفاوضات سيلقى هزيمة أيضا”.

وأكد السفير الإيراني لدى دمشق أن نتنياهو لديه قناعة تامة بأنه في حال أوقف الحرب على غزة، فسيخسر حياته السياسية تماما، ولذلك فهو يحاول توسيع رقعة الحرب في المنطقة، متصورا أنه بهذه الطريقة سيقحمنا في حرب شاملة، ولهذا قام باستهداف مركز دبلوماسي تابع لجمهورية إيران كما قام باغتيال قادة عسكريين لهم شأن كبير في إيران.

وقال السفير الإيراني في دمشق إن “الكيان الإسرائيلي بات يعلم أنه لا طريق أمامه سوى ارتكاب الجرائم للوصول إلى الانتصارات في ساحات أخرى”.

وأشار أكبري إلى أن كل دول العالم سلمت بأن العدو الصهيوني يرتكب جرائم الحرب ضد الإنسانية كما يفعل اليوم في غزة بحق النساء والأطفال، وأول خطوة للتعامل مع هذا الكيان تقع على عاتق الأمم المتحدة التي يتوجب بها، وبناء على مسؤولياتها ومهامها وواجباتها وفلسفة وجودها، اتخاذ خطواتها ومواقفها.

وأوضح السفير أكبري أنه على “الدول المستقلة الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة، أن تدافع عن قيمة توقيعها، وأن تدافع عن قيمها وتتخذ خطوات ضد الكيان الصهيوني، لأن أصحاب الضمائر الحية وكل الأحرار في العالم وصلوا إلى حقيقة ماهية الكيان الصهيوني، ويجب على كل العالم أن يدافع عن حرمة الأماكن الدبلوماسية، لأنه إذا لم يفعل ذلك فهذا سيشجع الكيان الإسرائيلي على استهداف العديد من الدول الأخرى”.

وحول الموقف الروسي، والدعم الذي قدمه الاتحاد الروسي إزاء حق إيران في حماية سيادتها، أكد السفير الإيراني أن “روسيا لعبت دورا مهما في المنطقة، فهي دولة حليفة لإيران، وكانت صوتا داعما قويا ضمن المحافل الدولية، وهدفها واضح تماما يتمثل في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله”.

وأكد السفير الإيراني لدى دمشق أن “نظام الهمينة على منطقة الشرق الأوسط تغير اليوم بفعل المقاومة، وها هو عالم جديد يولد فيها”، مضيفا:

أمريكا وحلفاؤها فشلوا على كل الجبهات ضد المقاومة، ولم يتمكنوا من تحقيق أي هدف، الأوضاع في المنطقة تغيرت، وهي تسير اليوم في اتجاه آخر.

ونوه السفير أكبري بزيادة قوة وتيارات المقاومة المناهضة للكیان الصهیوني في المنطقة، قائلا: “اليوم، أصبحت المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران، أقوى وأكثر قدرة وتفوقا من السابق في جميع المجالات، والمؤشرات تدل على انهيار وتراجع هيمنة واشنطن وحلفائها، کما تدل الظروف الداخلية للكيان الصهيوني أنه فشل في حل مشاكله الداخلية”.

وعلى التوازي، لفت أكبري إلى ظهور قوى جديدة على الساحة الدولية، مضيفا: نشهد دخول لاعبين جدد مثل روسيا والصين والهند في الساحة الدولية، وهو ما أضعف دور الهيمنة الأمريكية على العالم ودفع دولًا عديدة مثل السعودية وباقي الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي، ودول أخرى غيرها، لتغيير سياساتها واتخاذ نهج إيجابي تجاه إيران وسوريا واليمن.

وأضاف السفير الإيراني في حديثه أن “إيران، وبصفتها عضوا في محور المقاومة، تواصل جهودها السياسية والدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب في قطاع غزة، لإخراج الفلسطينيين من هذه المحنة المؤقتة، وهم بطبيعة الحال على قناعة تامة بأن الأزمة في المنطقة أزمة مؤقتة، وأي قرار في هذا المنعطف التاريخي سيؤثر بشكل كبير في مستقبل المقاومة كلها”.

وأكد السفير أكبري أنه “من زمن طويل، لا تبحث جميع تيارات المقاومة عن توسيع الحرب، لكنهم بطبيعة الحال لا يقبلون الاستسلام، وحتى الآن، نحن نسير بنفس هذه الاستراتيجية”.

وحول تقليص الوجود الإيراني في سوريا خلال الآونة الأخيرة، نفى السفير الإيراني في دمشق ما يتم تداوله عبر العديد من وسائل الاعلام عن تقليص الوجود الإيراني، وانسحاب مستشاريه من العديد من المناطق السورية.

وأكد السفير أكبري أن “الوجود الإيراني في سوريا لم يتقلص أو يقل”، مؤكدا أن “الجرائم التي ترتكبها أمريكا وإسرائيل في سوريا والمنطقة، لم ولن تضعف علاقتنا مع الجمهورية السورية، بل ستزيدها قوة ومتانة”.

وأوضح أكبري أن “العلاقة الإيرانية السورية تسير بوتائر أفضل باضطراد، رغم محاولة الغرب ارتكاب جرائمه المتكررة، أضعاف هذه العلاقة، إلى جانب استخدام الإعلام لبث أخبار مضللة”، لافتاً إلى أن “حياة الإيرانين في سوريا تسير بشكل طبيعي، ولو توجهنا إلى المدرسة الإيرانية في دمشق، سنجد أن الطلاب من الجالية الإيرانية يتابعون مراحلهم التعليمية بشكل يومي دون توقف، كما أن جميع العاملين في السفارة موجودون مع عائلتهم بشكل آمن في سوريا”.

وأكمل السفير الإيراني لدى دمشق قائلا: “في حال أبدى الجانب السوري الرغبة بتواجد إيراني أكثف، فسنفعل ذلك، فبحكم المعاهدات والاتفاقيات الاستراتيجية بين البلدين، إيران مستعدة على التواجد بشكل أكثر في سوريا”.

وأكد السفير أكبري أن العلاقة مع سوريا تسير من حسن إلى أحسن: “خلال اليومين الماضين، كان لدينا اجتماع مع المسؤولين الاقتصاديين لمتابعة الاتفاقيات الموقعة بشكل جدي وفعال، وفي الأسبوع القادم، سيتجه نحو 100 شخصية سياسية وإقتصادية سورية إلى إيران للمشاركة في معرض “إكسبو إيران”، كما تم تبادل العديد من الزيارات الرسمية خلال الشهر الماضي منها زيارة وزير الخارجية الإيراني، واللجنة القضائية الإيرانية”.

واختتم بالقول: “العلاقات بين الجانبين تتجه نحو الإرادة الأقوى والتطور والعزيمة”.

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم
x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس الإيراني يدعو بابا الفاتيكان لحث زعماء العالم للوقوف بوجه جرائم “إسرائيل”

  فرانسيس الثاني أنّ إيران مُستعدّة للتعامل البنّاء مع الفاتيكان من أجل تعزيز السلام والعدالة في العالم.     أكّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم ...