| سيلفا رزوق
أكد سفير روسيا في سورية والممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لتطوير العلاقات مع سورية ألكسندر يفيموف أن التعاون الروسي- السوري وصل اليوم إلى مستوى نوعي جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة، إذ يأخذ بلدانا مواقف متشابهة أو متطابقة تماماً بشأن جميع القضايا الدولية والإقليمية المطروحة على بساط البحث، ونحن نُقدّر هذه العلاقات المتميزة ونبذل جهوداً حثيثة لتطويرها وتعزيزها.
وفي حوار خص فيه «الوطن» بمناسبة الذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، جدد يفيموف التأكيد على أن الشرط الأساسي لتحقيق النصر النهائي على الإرهاب في سورية هو استعادة سيطرة السلطات السورية على كامل أراضي البلاد، إذ يستفيد الإرهابيون من الوضع الحالي، حيث تخضع بعض مناطق الجمهورية العربية السورية لسيطرة قوات مختلفة توجد هنا من دون دعوة من دمشق بحجة محاربة الإرهاب، مبيناً أن «هؤلاء الضيوف غير المدعوين يَرْعون علناً العصابات المختلفة وينهبون الموارد الطبيعية السورية».
وفيما يخص التعاون الاقتصادي لفت يفيموف إلى أنه وعلى الرغم من الصعوبات الموضوعية المرتبطة بالعقوبات الغربية غير القانونية الأحادية الجانب المفروضة على البلدين، فإن التعاون التجاري الاقتصادي الروسي- السوري مستمر في التطور، كاشفاً أن حجم التبادل التجاري الثنائي وصل إلى مستويات قياسية خلال العقد الماضي، وتمَّ تسجيل زيادة بأكثر من 40 بالمئة.
وفي الشأن السياسي أشار السفير الروسي إلى ملف «التقارب» السوري- التركي، كاشفاً أن كل ما تنشره وسائل الإعلام سابق لأوانه، لأن إجراء اتصالات مباشرة بين ممثلي الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية بشأن التطبيع يجب أن يسبقه إعداد دقيق، وهو جارٍ على قدم وساق، وآلية الحوار الرئيسية حول هذه القضية هي الصيغة الرباعية التي تضم روسيا وإيران وسورية وتركيا، مبيناً أنه وفي الوقت نفسه فإنه من المُفيد إشراك دول أخرى في هذه العملية من أجل تنشيط الخطوات ذات العلاقة.
سفير روسيا في سورية اعتبر بأن ما يحدث في قطاع غزة هو نتيجة الجمود الطويل الذي تشهده عملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك بسبب احتكار واشنطن لجهود الوساطة وترويجها لمصالح طرف واحد للنزاع فقط على حساب الحل العادل للقضية الفلسطينية.
وأشار يفيموف إلى العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وقال: «نحن على قناعة تامة بذلك، فإن انتصارنا في أوكرانيا سوف يمثل نهاية العالم الأحادي القطب وظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة».
وحول العلاقة مع الصين أكد يفيموف أن بكين تعد حليفاً استراتيجياً مُهماً، إذ تقوم العلاقات معها على المصالح المتبادلة الوثيقة، ولفت إلى أن الجمهورية العربية السورية تربطها أيضاً علاقات وثيقة مع الصين، ولاسيما من خلال الانضمام إلى مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، كما قام الرئيس بشار الأسد في العام الماضي بزيارة طويلة إلى الصين.
وقال: «أنا على ثقة من أن النموذج العالمي الجديد سوف يخلق الظروف المواتية لحل الصراعات الإقليمية، بما في ذلك في الجمهورية العربية السورية الصديقة».
(سيرياهوم نيوز 1-الوطن)