سليمان خليل
تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر عن كوارث بشرية جراء حوادث السير التي تتسبب بزهق أرواح وخسائر فادحة في الممتلكات العامة والخاصة تترك أثاراً متفاقمة تعتصر القلوب على فقدان الأحبة والأصدقاء
يُجمع المعنيون على أن الوعي والثقافة واتباع القواعد والنظم المرورية هو الأساس لتحقيق أهداف سلامة مرورية ناجحة تقي من الحوادث الخطيرة وتجنبنا الوقوع فيها وهذا هو اللبنة الأولى في بناء هذه المنظومة والحد من تأثيرها السلبي على حياة الجميع ، فالأرقام التي تصدرها نشرات المرور والدفاع المدني والجمعيات المختصة تظهر تفاقماً في تزايد أعداد الحوادث المرورية وهذا إن دلّ إنما يدل على عدم مبالاة العديد من السائقين بقواعد السلامة والقيادة المرورية على الطرقات ( أي العنصر البشري) يضاف إليها عوامل آمان المركبة وسلامتها الفنية ومعايرتها الميكانيكية ، ثم الحالة الفنية للطريق بكل تفاصيلها من بنيته إلى تجهيزاته المختلفة التي يزوّد بها ..
” تضع الأمم المتحدة وأقتبس من مقال نشره موقع الأمم المتحدة كلاً من الكاتبين جويل أويرت وميليكيدزيدك خيسي وهما المسؤولان الفنيان في وحدة السلامة والتنقل التابعة لمنظمة الصحة العالمية (WHO). أن هناك خمسة أدوار في تحسين السلامة على الطرق لإنقاذ الأرواح وتعزيز التنمية المستدامة
الدور الأول هو جعل السلامة على الطرق أولوية سياسية لأجل لفت انتباه الدول الأعضاء إلى هذه القضية عبر مؤتمرات ولقاءات وندوات عالية المستوى ..وتعيين مبعوث خاص للسلامة على الطرق ، أما الدور الثاني فهو وضع المعايير والقواعد، وتطوير التوجيه الفني القائم على الأدلة العلمية ، ويتمثل الدور الثالث في تشجيع الحكومات على تطوير وتنفيذ سياسات داعمة لتحسين السلامة على الطرق ، والدور الرابع في حشد مختلف الجهات الفاعلة من القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني للعمل بكفاءة من أجل تحقيق السلامة على الطرق مركزاً على دعوة الجهات الفاعلة من غير الدول إلى دمج السلامة بشكل منهجي في أنماط تشغيلها ، ويتمثل الدور الخامس في تشجيع الدول الأعضاء على مواصلة العمل بشأن السلامة على الطرق من خلال فحص التقدم الذي تحرزه بشأن هذه القضية وتقديم تقارير دورية عنه.” – انتهى الاقتباس-
السلامة المرورية ليست نشاطاً مؤقتاً أو حملة مرحلية تبدأ وتنتهي بل هي حاجة يومية وآنية على مدار الوقت ترافقنا مع كل جلوس وراء مقود السيارة أو الدراجة أو السير مشياً على الطريق ، في الشارع ، في السوق ، في التنقلات.. في كل وقت تذكر كيف تجهز نفسك لتكون جزءاً مهماً من عوامل الآمان والسلامة لنفسك وللآخرين .. وأيضاً كن مشاركاً وفاعلاً في نقل أي معلومة أو نصيحة مفيدة عن القيادة ، السرعة الزائدة ، الموبايل ، حزام الأمان، الخوذة ، جلوس الأطفال، فنية المركبة ، وضع الطريق ، الاشارات على الطريق ، القيادة الطائشة والتصرفات غير المتزنة ، التركيز والانتباه…
في السلامة المرورية لكلٍ منا دور .. كأفراد ومجتمع أهلي ، وجهود حكومية .. تكاملنا وتشاركنا هو الهدف الأسمى الذي نتطلع إليه فنسهم في إنقاذ حياة ، ونوقف نزيفاً اقتصادياً وبيئياً واجتماعياً يتكرر بمشاهده المؤلمة عند كلٌ حادث سير..
في الختام وعلى أبواب افتتاح المدارس وكون غالبية أطفالنا وطلابنا يتنقلون مشياً على الأقدام ويقطعون الطرقات من المهم تكثيف حملات التوعية المرورية وتوخي انتباه وحذر السائقين عند مداخل المدارس وروضات الأطفال وزيادة الوعي لديهم عبر دروس تربوية وتعليمية وإعلامية وخاصةً في الأيام الأولى..
الله الموفق ودامت السلامة رفيقة دربكم
(موقع اخبار سوريا الوطن-1)