لا تزال تفاصيل الهجوم المروّع في المدرسة الابتدائية في ولاية تكساس تتوالى بعد يوم واحد من الهجوم الذي عُدّ الأكثر دموية في الولايات المتحدة الأميركية، إذ قال حاكم ولاية تكساس جريج آبوت، أمس الأربعاء، إنّ المسلّح الذي قتل 19 طفلاً ومعلمين في مدرسة “روب” الابتدائية في مدينة يوفالدي جنوب الولاية، استبق جريمته برسالة تحذير على الإنترنت، قال فيها إنّه “سيطلق النار في مدرسة ابتدائية”، قبل دقائق من قيامه بجريمته.
وأضاف آبوت في مؤتمر صحافي أنّ المسلح الذي يدعى سلفادور راموس ( 18 عاماً) أرسل رسالة أخرى على الانترنت تقول إنّه “سيطلق النار على جدته”، أعقبها منشور آخر أكد فيه إقدامه على ذلك بالفعل، فيما أصيبت الجدة التي كانت تعيش معه بطلق ناري في الوجه، لكنها تمكنت من الاتصال بالشرطة.
وبحسب المحققين، فإنّ المسلح راموس حاصر الضحايا في فصل دراسي واحد، في حادث هو الأكثر دموية منذ نحو عقد، الأمر الذي فجّر مجدداً الجدل على مستوى البلاد حول القوانين الأميركية المتعلقة بحمل السلاح.
وفي التفاصيل، قال السلطات الأميركية إنّ راموس بدأ عمليات القتل أولاً بإطلاق النار على جدته في المنزل، ثم توجه بعد ذلك إلى المدرسة القريبة، حيث تحطمت سيارته ودخل المبنى وهو يحمل بندقية، بعد أن تفادى شرطياً معنياً بتأمين المدرسة حينما كان يقترب منه.
وأشارت إلى أنّ راموس ألقى حقيبة مملوءة بالذخيرة، وجرى راكضاً إلى المدرسة عندما رأى الشرطي، ودخل من الباب الخلفي شاقاً طريقه نحو فصل دراسي لتلامذة الصف الرابع ابتدائي، وأطلق النار عليهم.
وبحسب السلطات، فقد اشترى المسلح بشكل قانوني بندقيتين و375 طلقة قبل أيام من قيامه بعملية الهجوم.
من جهته، قال المتحدث باسم إدارة السلامة العامة في تكساس، كريس أوليفاريز، في حديث لقناة تلفزيون “سي.إن.إن” الأميركية، إنّ الشرطة طوّقت مدرسة “روب” وحطّمت النوافذ في محاولة لإجلاء الأطفال والمعلمين.
وفي نهاية المطاف، قُتل المسلح راموس برصاص سلطات إنفاذ القانون. وترك راموس المدرسة الثانوية، وليس له سجل جنائي معروف أو تاريخ من الأمراض النفسية.
وفي حديث آخر لشبكة “فوكس نيوز”، قال أوليفاريز إنّ العديد من الأطفال أصيبوا، فيما ذكر حاكم تكساس أنّ 17 شخصاً أصيبوا بجروح غير خطيرة.
وأشار إلى أنّ منشورات راموس على الإنترنت كانت في موقع “فيسبوك”، لكن متحدثين باسم الشركة الأم “ميتا بلاتفورمس” قالوا إنّها كانت رسائل خاصة، واكتُشفت بعد إطلاق النار. وامتنعت الشركة عن تحديد هوية متلقي الرسائل أو أيٍّ من منصاتها، مثل “ميسنجر” أو “إنستغرام”، استخدمه المسلح.
من جهتها، قالت والدة راموس لموقع “ديلي ميل” الإخباري إنّ ابنها “كان منطوياً على نفسه، وليس لديه الكثير من الأصدقاء”.
ووقع الهجوم الأخير بعد 10 أيام من إطلاق النار على 13 شخصاً في محل بقالة في حي تقطنه أغلبية من الأميركيين السود في بافالو بنيويورك، مما دفع الرئيس جو بايدن للدعوة إلى فرض قوانين أكثر صرامة لاستخدام السلاح في خطاب وجهه إلى الشعب الأميركي.
وفي 2 شباط/فبراير الماضي، قُتل رجل أمن رمياً بالرصاص في حرم كلية في ولاية فيرجينيا الأميركية، بينما أدّى إطلاق نار في إحدى مدارس مينيسوتا في اليوم نفسه إلى مقتل طالب وإصابة آخر، وفق الشرطة.
والهجوم الأخير في تكساس هو أدمى حادث يقع في مدرسة أميركية منذ أن قتل مسلح 26 شخصاً، من بينهم 20 طفلاً، في مدرسة “ساندي هوك” الابتدائية، في ولاية كونيتيكت في كانون الأول/ديسمبر 2012.
ويعارض جميع الجمهوريين تقريباً في الكونغرس فرض قيود جديدة على حمل السلاح، مستندين إلى الحق الذي يكفله الدستور الأميركي بهذا الشأن.
وفي ردود الفعل، عبّر قادة العالم عن صدمتهم وتعاطفهم مع أسر الضحايا.
وقال البابا فرنسيس إنّ حادث إطلاق النار في تكساس “مزّق قلبه”، داعياً إلى إنهاء “الإتجار العشوائي بالأسلحة”.
وشهدت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة ارتفاعاً متزايداً في حوادث إطلاق النار، وخصوصاً في المدارس، وفقاً لمجموعة “إيفيريتاون” المؤيدة لمراقبة السلاح.
وسجّل العام 2018 أعلى عدد من هذه الحوادث على الإطلاق، إذ قتل أو جرح نحو 113 شخصاً، علماً أنّ إحصاء عمليات إطلاق النار بدأت منذ العام 1970.
ووفق إحصائية صدرت عن منظمة “أرشيف العنف المسلّح” في العام 2018، لقي 1826 شخصاً مصرعهم، وأُصيب 3142 آخرون، في الولايات المتحدة من جرّاء حوادث إطلاق نار.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين