سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء في جنوبي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، تزامناً مع إعلان الرئيس أحمد الشرع تكليف فصائل درزية مسؤولية الأمن، ثم تنديده بالتدخل الإسرائيلي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة”.
وأفاد رئيس تحرير شبكة السويداء 24، ريان معروف، وكالة “فرانس برس”، بعيد جولة في مدينة السويداء، بأنها “بدت خالية من القوات الحكومية، لكن الوضع كارثيّ مع وجود جثث في الشوارع”.
وتنتشر الفصائل المحلية من أبناء الطائفة الدرزية في مدينة السويداء وريفها، عقب انسحاب القوات الحكومية السورية، حيث تُجري هذه الفصائل عمليات تمشيط داخل الأحياء والشوارع، في ظل العثور على جثث لمدنيين قُتلوا بعمليات إعدام ميداني، وثّق المرصد السوري 27 حالة منها بالأسماء، إلى جانب 14 جثة مجهولة الهوية.
كما رُصدت محالّ تجارية مكسرة ومنازل محترقة، في مشهد يُظهر جانباً من الانتهاكات التي ارتكبها عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى مجموعات عشائرية من البدو، بحق السكان المدنيين، بحسب المرصد.
كذلك وجدت 14 جثة إضافية مجهولة الهويّة في أماكن متفرقة من مدينة السويداء وريفها.
وفي أول تصريح تلفزيونيّ له منذ اندلاع أعمال العنف، واستهداف وزارة الدفاع ومحيط قصر الشعب من قبل القوات الإسرائيلية، أكّد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الدولة تدخلت بكل مؤسساتها لوقف الاقتتال الداخلي الذي شهدته المحافظة، ونجحت في ضبط الأمن وإعادة الاستقرار إلى المدينة التي شهدت مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية.
وشنّت إسرائيل سلسلة من الضربات القوية على العاصمة السورية، دمشق، الأربعاء، مُصعّدةً بذلك حملةً تقول إنها تدعم الدروز في البلاد.
دفعت هذه الضربات، التي قالت سوريا إنها أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في عاصمتها، المسؤولين الأميركيين إلى التحرك لمنع اشتباك أوسع، حيث وافقت سوريا على سحب قواتها من مدينة السويداء الجنوبية، وعلى وقف لإطلاق النار مع الدروز في المنطقة.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة السورية عن وقف إطلاق نار جديد مع الدروز، وأعلنت سحب القوات من منطقة السويداء، في حين نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية مقاطع فيديو قالت إنها من عمليات الانسحاب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، بمقتل ما لا يقلّ عن 169 شخصاً وإصابة 200 آخرين خلال عدة أيام من الاشتباكات.
وأضاف أن العنف المتصاعد شمل عمليات قتل خارج نطاق القضاء، وتبادلاً للقصف المدفعي، وغارات جوية من قبل القوات الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل، التي تنفّذ ضربات على سوريا منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنها تهاجم سوريا لحماية الدروز.
وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الأربعاء، بأن بلاده تريد “الحفاظ على الوضع الراهن في جنوبي سوريا -وهي منطقة قريبة من حدودنا- ومنع ظهور تهديدات ضد إسرائيل في تلك المنطقة”.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار