آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » السلطة الخفيّة في حرستا… “النهار” تكشف خفايا مجلس الشورى وتشكيلته

السلطة الخفيّة في حرستا… “النهار” تكشف خفايا مجلس الشورى وتشكيلته

 

كشفت الحادثة التي تعرّضت لها الصحافية السورية حنين عمران، مراسلة “تلفزيون سوريا” في دمشق، يوم الجمعة الماضي، عن وجود ما يُعرف بـ”مجلس شورى حرستا”، الذي وصفته عمران بأنه “دولة داخل الدولة”، وذلك خلال بث مباشر قدّمت فيه تفاصيل الاعتداء الذي تعرّض له المصوّر المرافق لها على يد ضابط أمن تابع لهذا المجلس يُدعى أبو ماجد علايا.

 

وقالت عمران في مستهلّ البث المباشر: “مدينة حرستا، على ما يبدو، خارج الدولة السورية، وخارج أي تصريح أو بطاقة صحافية، بل وخارجة عن الدنيا كلها”. وأضافت: “مجلس الشورى في حرستا يتحكّم بالمدينة كما يشاء، فهناك سلطة مطلقة لهذا المجلس، ولا أدري من أين جاء بها”.

ويأتي هذا الكلام في وقت يوجد فيه مجلس مدينة رسمي في حرستا، إضافة إلى جميع المؤسسات التابعة للدولة السورية. إلا أنّ الواقع يشير إلى أن هناك سلطة غير رسمية تتجاوز هذه المؤسسات، تتكوّن من مجموعة من الأشخاص برئاسة أبو علي القعقاع، وتتدخّل في جميع تفاصيل الحياة داخل المدينة، وتشرف على عمل باقي المؤسسات.

 

وفي هذا السياق، رصدت “النهار” تشكيل مجلس شورى حرستا لعدد من اللجان التي تدير شؤون القطاعات المختلفة في المدينة، أبرزها اللجنة التعليمية واللجنة الفلاحية. ويعقد المجلس اجتماعات شبه دورية مع مجلس مدينة حرستا، في تكريس واضح لما يعتبره دوراً إشرافياً وتوجيهياً.

وأفادت مصادر محلية، فضّلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، بأن مجلس شورى حرستا هو هيئة أسّسها في ريف حلب وإدلب منذ سنوات “جيش الإسلام”، بهدف ضبط أوضاع أهالي حرستا الذين نزحوا بعد التسوية التي أُبرمت في الغوطة الشرقية عام 2018 بين الجيش السوري آنذاك و”جيش الإسلام” والفصائل الأخرى.

وأضافت المصادر أن هذا المجلس وصل إلى حرستا برفقة قوات “ردع العدوان”، التي سيطرت على دمشق في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، وسرعان ما فرض المجلس هيمنته على المدينة، مستفيداً من حالة الفوضى التي أعقبت سقوط النظام، إضافة إلى امتلاكه قوة عسكرية كانت تقاتل تحت راية “ردع العدوان”.

 

وأكد مصدر مقرّب من مجلس الشورى هذه المعلومات، مضيفاً أن المجلس “يتألف من قيادات قديمة في صفوف الثوار، دون الانتماء إلى فصيل محدد”، وأن مهمته الأساسية هي حفظ الأمن في المدينة ومنع أعمال الانتقام ضد عناصر “البعث” أو “الشبيحة” التابعين للنظام السابق.

 

 

 

مهام المجلس

من جهة أخرى، ذكر بيان نُشر على صفحة “مدينة حرستا” في موقع “فايسبوك”، أن مهام مجلس شورى حرستا تشمل:

• إدارة الشؤون المحلية: تنظيم وإدارة الحياة اليومية في المدينة، وتوفير الخدمات الأساسية.

• تقديم الخدمات: تحسين نوعية الخدمات العامة، مثل التعليم، الصحة، المياه والكهرباء.

• الأمن والاستقرار: الحفاظ على الأمن وتنسيق الجهود بين الفصائل المختلفة.

• التنسيق مع الفصائل المسلحة: لضمان استقرار الأوضاع.

• المشاركة المجتمعية: تشجيع السكان على المشاركة في صنع القرار والاستماع إلى مطالبهم.

• التخطيط والتنمية: وضع خطط لتطوير البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية.

• التواصل مع المنظمات الإنسانية: تسهيل العمل مع الهيئات الدولية لتقديم المساعدات.

 

 

 

تشكيلة مجلس الشورى

 

وفق ما أفاد به المسؤول الإعلامي لمجلس شورى حرستا لـ”النهار”، فإن هذا المجلس هو هيئة شعبية أهلية أُسّست في الشمال السوري عقب زلزال 8 شباط/فبراير 2023، لمتابعة شؤون أهالي المدينة المهجّرين، خاصة بعد فقدان حرستا أكثر من 300 شخص في مدينة جنديرس بريف عفرين.

 

وكشف المسؤول عن تشكيلة المجلس التي أثارت جدلاً واسعاً بعد بثّ مراسلة تلفزيون سوريا، قائلاً إن المجلس يرأسه مصباح عبد الجليل المعروف بكنية أبو علي القعقاع، ويتألف من:

 

 

مصطفى سقر (أبو عمر) – مهندس مدني.

• محمد العباس (أبو ياسين) – خريج كلية الدعوة.

• الشيخ محمد صادقة (أبو أحمد) – من كبار قراء الغوطة الشرقية بالسند المتصل والقراءات العشر.

• محمود النمر (أبو أحمد) – رئيس نقابة الصاغة في دمشق.

• الشيخ محمد علي الشيخ درويش (أبو هيثم) – خريج معهد الفتح الإسلامي ومقرئ مجاز.

• حسين غبيس (أبو إبراهيم الأسمر) – طالب سنة ثالثة علوم سياسية في جامعة حلب.

وقد أُضيف إليهم أربعة أعضاء جدد من غير المهجرين إلى ريف حلب، وهم:

• أحمد طه جمعة – طبيب أسنان.

• أحمد سليمان – طبيب جراحة عامة.

• إبراهيم الغلاييني – مهندس كهرباء.

• محمد الجبه جي – مدرّس رياضيات وحاصل على إجازة جامعية.

وأشار المكتب الإعلامي لمجلس شورى حرستا، في حديثه مع “النهار”، إلى أن إضافة الأعضاء الأربعة جاءت تأكيداً لمبدأ التشاركية، وعدم حصر العمل في شريحة المهجرين، مع الاستفادة من خبرات من عاشوا في ظل النظام السابق.

وشدّد المصدر على أن “مجلس مدينة حرستا هو الجهة المسؤولة عن إدارة الخدمات، بينما يقتصر دور مجلس الشورى على التنسيق والتشاور، بالتعاون مع إدارة منطقة الغوطة الشرقية ومحافظة ريف دمشق”.

وردّاً على سؤال عمّا إن كان مجلس شورى حرستا هو المجلس الوحيد في المنطقة، أشار المصدر إلى “وجود مجالس مشابهة في العديد من بلدات ومدن الغوطة الشرقية، تختلف تسمياتها من منطقة إلى أخرى، وهو أمر متعارف عليه في تلك المناطق”.

 

 

القعقاع وخطف رزان زيتونة ورفاقها

وبما أن اسم أبو علي القعقاع ذُكر سابقاً ضمن لائحة المتهمين بخطف الناشطة الحقوقية رزان زيتونة ورفاقها أواخر عام 2013، توجهت “النهار” بسؤال عن هذا الموضوع إلى مسؤول المكتب الإعلامي، الذي أوضح قائلاً: “السيد أبو علي القعقاع هو مصباح عبد الجليل، من أبناء مدينة حرستا، ومن أوائل الثائرين فيها”.

 

وأضاف: “لقب القعقاع يستخدمه عدد من الأشخاص في الغوطة الشرقية منذ اندلاع الثورة. ونحن نؤكد عدم صلته بهذه القضية، بل نؤيد أي تحقيق جاد يوصل الفاعلين الحقيقيين إلى محاكمة عادلة”.

 

 

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تجنّبت درعا صراعاً مسلّحاً في اللحظات الأخيرة؟

كاد التصعيد في درعا يبلغ نقطة اللاعودة مع اقتراب أرتال الأمن العام من محيط مدينة بصرى الشام، التي تعتبر معقل اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، ...