اتهمت السلطة الفلسطينية الأربعاء الجيش الاسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي باتجاه وفد دبلوماسي خلال جولة له في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، بعد نشر مقطع مصور يظهر جنديين إسرائيليين يصوبون بندقيتهما نحو مجموعة من الأشخاص.
ودانت السلطة الفلسطينية في بيان “الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد دبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين”.
وأكد دبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد، لوكالة فرانس برس إنه سمع “إطلاق نار متكرر” من داخل مخيم جنين للاجئين. من جهته، قال متحدث باسم الجيش لفرانس برس “يجري فحص ملابسات الحادثة”.
وأعرب الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عن أسفه لإطلاق جنوده أعيرة تحذيرية أثناء دخول وفد دبلوماسي أجنبي مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، زاعما أن الوفد “انحرف عن مساره” المحدد له.
وقال الجيش، في منشور على منصة “إكس”: “في وقت سابق اليوم، جرى دخول منسق لوفد دبلوماسي إلى جنين، وعند تنسيق الدخول، تم منح أعضاء الوفد مسارا معتمدا يجب اتباعه نظرا لوجودهم في منطقة قتال نشطة”.
وادعى أنه “بحسب التحقيقات الأولية، فإن الوفد انحرف عن مساره ووصل إلى منطقة ممنوع البقاء فيها، وأطلقت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي المتواجدة في النقطة طلقات تحذيرية، ولم تقع أضرار أو إصابات”.
وتابع الجيش: “بعد الحادثة، وبعد أن اتضح أن الحديث يدور عن وفد دبلوماسي، قام قائد فرقة الضفة الغربية العميد ياكي دولف، بالتحقيق في الحادثة على الفور، كما أمر قائد الإدارة المدنية العميد هشام إبراهيم، ضباط الوحدة بالتحدث فوراً مع ممثلي الدول، وسيجري قريباً محادثات شخصية مع الدبلوماسيين ويطلعهم على نتائج التحقيق الأولي الذي أجري في الموضوع”.
وأعرب الجيش، في البيان، عن أسفه للإزعاج الذي تسببت فيه قواته.
بدورها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن مصادر أمنية قولها: “انحرف الوفد في جنين عن مساره، ولم يكن الجنود يعلمون أنهم دبلوماسيون، وأطلقوا النار في الهواء”، وفق ادعائهم.
وأضافت: “سوف يعتذر الجيش الإسرائيلي للدول التي كان ممثلوها حاضرين في الجولة، بما في ذلك إسبانيا وكندا”.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال مسؤول في وزارة الخارجية الفلسطينية، إن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص بكثافة “لتخويف وترهيب” وفد دبلوماسي أجنبي خلال وصوله إلى أحد مداخل مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
وفي تصريح للأناضول، ذكر أحمد الديك، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني، أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي خرق للأعراف أطلقت الرصاص الحي عند وصول وفد دبلوماسي مكون من 35 سفيرا وقنصلا ودبلوماسيا (لم يذكر جنسياتهم) إلى أحد مداخل المخيم”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية عن تنظيم زيارة لقناصل وسفراء إلى جنين، الأربعاء، للوقوف على العدوان الإسرائيلي المتواصل، وسبقه زيارة مماثلة الأسبوع الماضي لمدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية.
من جهتها ندّدت وزارة الخارجية الإسبانية “بشدّة” الأربعاء بإطلاق الجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية باتّجاه دبلوماسيين أجانب كانوا يشاركون في زيارة من تنظيم السلطة الفلسطينية في جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة.
وجاء في بيان مقتضب تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه إن “الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة”.
وفي 21 يناير/ كانون الثاني 2025، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانا عسكريا شمالي الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) عن مقتل 13 فلسطينيا، وإصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4 آلاف و200 عائلة من المخيمين.
كما أسفر العدوان عن تدمير 400 منزل بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمتاجر، وفق الوكالة.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد عن 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم