السمنة أحد أكثر أمراض العصر انتشاراً تصيب العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار، ولأسباب مختلفة، وتتسبب العادات الغذائية السيئة وقلة النشاط البدني في زيادة الوزن، وتظهر دراسات عالمية أن انتشار السمنة يزداد عالمياً بشكل مقلق، حيث يعاني أكثر من مليار شخص بالغ منها.
متى يجب اللجوء إلى اختصاصي تغذية؟
اختصاصية التغذية الدكتورة دانية الشغري بينت ” للحرية” أن اللجوء إلى أخصائي التغذية يتم في حال وجود حالة صحية مزمنة مثل: مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، مشاكل في الكبد أو الكلى.
وأيضاً يُنصح بمراجعة أخصائي التغذية عند الرغبة في خسارة الوزن بطريقة آمنة ومستدامة، أو في حال مواجهة صعوبة في تقييم الوزن أو القلق من تأثيره على الصحة العامة.
أهمية النظام الغذائي لتخفيف الوزن
يُعد النظام الغذائي المتوازن والتغذية السليمة أساسًا لإنقاص الوزن بطريقة صحية وآمنة.
فلا بد من اختيار نظام غذائي يمكنك الالتزام به على المدى الطويل هو المفتاح لتحقيق نجاح دائم في رحلة فقدان الوزن.
وأضافت الشغري: أيضاً هناك أمراض عدة قد تسبب السمنة منها: قصور الغدة الدرقية حيث يؤدي انخفاض نشاط الغدة الدرقية إلى تباطؤ عملية الأيض في الجسم، مما قد يسبب زيادة في الوزن. ومتلازمة كوشينغ وهي اضطراب هرموني يسبب ارتفاع مستوى الكورتيزول، مما يؤدي إلى تراكم الدهون خاصة في منطقة البطن والوجه.
و متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): وهي حالة هرمونية شائعة لدى النساء تؤثر على التوازن الهرموني والتمثيل الغذائي وقد تسبب زيادة الوزن أو صعوبة في فقدانه.
سن اليأس (انقطاع الطمث): التغيرات الهرمونية في هذه المرحلة قد تؤدي إلى تراكم الدهون وتغيّر توزيعها في الجسم.
العلاقة بين العامل النفسي والسمنة:
1. الاكتئاب وبعض الأدوية المرتبطة به قد تسهم في زيادة الوزن من خلال تغيّرات في الشهية أو انخفاض النشاط البدني.
2. الأرق واضطرابات النوم يمكن أن تؤثر على الهرمونات المنظمة للشهية مما يؤدي إلى زيادة احتمالية اكتساب الوزن.
وأضافت د. الشغري يقوم أخصائي التغذية بأخذ معاينة شاملة للمريض تشمل تاريخه الصحي والعادات الغذائية اليومية.
وفي حال وجود أعراض أو مؤشرات على مشكلة مرضية، يتم تحويل المريض إلى الطبيب المختص، ويُتابع العلاج بالتعاون بين الطبيب وأخصائي التغذية لتحقيق أفضل النتائج من الناحية الطبية والتغذوية.
أمراض قد تسبب ثبات الوزن:
تشير الشغري إلى أن أهم الأسباب الشائعة لثبات الوزن مثل: قصور الغدة الدرقية، متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)، مقاومة الإنسولين، متلازمة كوشينغ، وبعض اضطرابات الغدة النخامية أو الهرمونات.
كما يمكن لبعض الأدوية أن تؤثر على الأيض وتعيق فقدان الوزن، وقد يرتبط أيضًا نقص بعض الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين D والحديد بانخفاض مستويات الطاقة أو تغيرات في الأيض، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة لدى بعض الأشخاص، ولكن لا يُعتبر هذا سببًا مباشرًا لثبات الوزن.
متى يمكن اللجوء إلى العمليات الجراحية لتخفيف الوزن؟
وبينتّ الشغري أن التغذية الجيدة وتغيير نمط الحياة يعد الأساس قبل التفكير في أي تدخل طبي أو جراحي، فمن الصعب الحفاظ على النتائج بدون تعديل النظام الغذائي والسلوك اليومي.
ومن ثم فإن جراحة إنقاص الوزن (مثل تكميم المعدة أو تحويل المسار أو ربط المعدة)، تُعتبر خيارًا للأشخاص الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم (BMI) 40 أو أكثر، أو لمن لديهم مؤشر 35 أو أكثر مع وجود مشكلات صحية مرتبطة بالسمنة مثل السكري أو ارتفاع الضغط.
أما عملية شفط الدهون فتصنف كإجراء تجميلي لإزالة الدهون تحت الجلد في مناطق محددة من الجسم، وليست وسيلة لعلاج السمنة العامة أو لإنقاص الوزن بشكل شامل.
فهي لا تؤثر على الدهون الحشوية (الدهون حول الأعضاء الداخلية) وإنما الدهون السطحية فقط، وتُستخدم عادة بعد فقدان الوزن لأغراض تجميلية أو لتنسيق شكل الجسم.
ونوهت الشغري بضرورة الالتزام بتعليمات التغذية المناسبة التي يجب الالتزام بها بعد إجراء الجراحة ومتابعة مستويات الفيتامينات والمعادن بانتظام، إذ تسهم التغذية السليمة قبل وبعد العملية في تسريع التعافي وتقليل المضاعفات والحفاظ على النتائج.
هل يمكن أن تعود زيادة الوزن بعد العملية؟
نعم، تجيب الشغري، فيمكن أن يعود جزء من الوزن بعد عمليات شفط الدهون أو الجراحات الخاصة بالسمنة إذا لم يُحافظ على نمط حياة صحي ومتوازن، لذلك يُعد الالتزام بالنظام الغذائي والنشاط البدني المستمر من أهم العوامل للحفاظ على النتائج على المدى الطويل.
syriahomenews أخبار سورية الوطن
