- مي علي
- الخميس 8 نيسان 2021
بإلغائه «قانون مقاطعة إسرائيل»، يخطو السودان خطوة متقدّمة إضافية نحو التطبيع الكامل مع كيان العدو. خطوةٌ يبدو أن القيادتَين السياسية والعسكرية تستعجلان، من ورائها، الحصول على درع حماية دائمة، ورضى ثابت يخوّل الخرطوم البدء بجنْي ثمار التطبيع، وهو ما لا يُتوقّع تحقُّقه بموجب ما يبدو أنه صلح وتفاوض واعتراف مجّاني تماماً
هكذا، ألغت الحكومة القائمة الآن حقّ الشعب السوداني في اتّخاذ القرار في قضية خطيرة ومصيرية مِن مِثل قضية التطبيع. وهذا ما يرى فيه المحلّل السياسي، حاج حمد، في حديث إلى “الأخبار”، محاولة “لخلْق توازُن في العلاقات الخارجية، لكنه كلام فضفاض، فقانون مقاطعة إسرائيل ليس من القوانين التي يتوافق الجميع على إلغائها، بل هو نقطة خلاف أساسية لا يمكن تجاوُز الشعب فيها”. واعتبر حمد أن “التطبيع لن يُحقّق المصالح الوطنية العليا للسودان”، متسائلاً عن “المقابِل الذي ستجنيه البلاد من ورائه”، مستدرِكاً بأن “الحكومة منحت إسرائيل قراراً مجّانياً من دون مقابل”، بعدما “استولت على حق الأجهزة المنتخَبة في توجيه السياسة الخارجية”.
تأتي خطوة إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل استكمالاً لحلقات مسلسل التطبيع
وتأتي خطوة إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل استكمالاً لحلقات التطبيع التي بدأت بالتوقيع مطلع العام الحالي على “اتفاقات أبراهام”، التي دعت إلى “بناء ثقة متبادلة وزيادة التعاون بين الدول المُوقِّعة”، الأمر الذي يتناقض ووجود قانون يعاقِب المتعاونين مع إسرائيل. ويحتكم السودانيون، منذ 43 عاماً، إلى قانون يحظر عليهم التعامُل مع إسرئيل، أو عقْد صفقات مع أشخاص يحملون الجنسية الإسرائيلية أو شركات مملوكة لهم، كما يمنع التبادل التجاري مع إسرائيل واستيراد السلع المُصنَّعة كلّياً أو جزئياً فيها، تحت طائلة السجن لعشرة أعوام مع الغرامة المالية.
والظاهر أن مُشرّعي القانون الجديد أرادوا توفير الحصانة القانونية للمسؤولين الحكوميين الذين تبنّوا ملفّ التطبيع وتعاملوا مع شخصيات إسرائيلية، غير أن رئيس “حزب البعث العربي”، المحامي يحيى الحسين، أكد، في حديث سابق إلى “الأخبار”، أن “الإلغاء اللاحق لقانون مقاطعة إسرائيل لا يعطي مشروعية لقرارات اتُّخذت سابقاً في ظلّ وجود هذا القانون. بمعنى أن القرار الذي يُتّخذ في ظلّ وجود قانون يُصنّفه جريمة، يظلّ جريمة قائمة حتى وإن تمّ إلغاء القانون لاحقاً”. ولذا، لم يستبعد الحسين أن “تُدرج وزارة العدل، بعد إلغاء مادّة التعامل مع إسرائيل، مادة تنصّ على أن القانون الجديد يجُبّ ما قَبله”، معتبراً أن “مِثل هذا الفعل ينقلنا من ثورة شرعية وعظيمة إلى دولة قائمة على انتهاك العهود والمواثيق الدولية والمبادئ الأصولية في القانون وهي عدم رجعية القوانين، وعدم تعديل أيّ قانون إلّا في ظلّ شرعية دستورية. فإذا أُلغيت كلّ تلك المبادئ بتفصيل قوانين لمقتضى المرحلة، معنى ذلك لا يوجد فَرْق عن حكومة الإنقاذ”
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)