باسل علي الخطيب
أما كلمة (السياسة) فتأتي من فعل (ساس)، وفعل (ساس) في العام يعني (دبّر) و (تدبّر)، وفي الخاص (روّض)، ومنها سائس الخيل، والتدبير أو الترويض يحتاج الذكاء و الهدوءً و الصبر، وقبل هذا وذاك وتلك يحتاج الحكمة….
السياسة لايتم تقييمها من معيار الصالح أو الطالح، إنما من خلال النتيجة الجيدة أو السيئة، و غاية السياسة الحصول على أكبر قدر من الشيء في سبيل المصلحة العامة بأقل الأضرار، وكلما ارتفعت الجدوى على الكلفة كان الشخص سياسياً بارعاً….
و ان تكون سياسيا يعني أن تعمل ضمن حدود الامكانات، لذا سميت (فن الممكن)، و لاحظوا التسمية (فن)، أي ان فيها إبداع و اجتراح ومرونة وتدوير للزوايا، عدا عن ذلك – وهذا الأهم – هي علم يمكن قياسه وذلك وفق المدخلات والمخرجات….
نعم، السياسة هي تابع رياضي يربط بين مجموعة المنطلق التي هي (المدخلات الامكانات)، و مجموعة المستقر التي هي المخرجات (الأهداف) ، وبينهما توجد علاقة الربط…. وعلاقة الربط هنا هي (السياسي) الذي يستطيع توظيف الامكانات بأنجع طريقة و بأقل الكلف للحصول على أفضل مايمكن الحصول عليه من نتائج…..
السياسة ليست أبداً (التحليل الساسي)، والكثيرون يخلطون بينهما، هذا شيء، و ذاك شيء… عدا ذلك، ميدان السياسة ليس مناظرة تلفزيونية الغاية منها تسجيل النقاط ، فحتى لو حققت مكسباً سياسيا ما يجب أن لايتم تصوير الأمر أو تسويقه أنه انكسار للطرف الآخر، فحتى في المعارك الحربية يترك الخصم لخصمه منفذاً للانسحاب في سبيل تقليل الكلف و حقن الدماء للطرفين….
البيانات السياسية ليست بلاغات عسكرية، لايجب ان يكون البيان كأنه البلاغ رقم واحد أو البلاغ رقم 2، لايوجد في السياسة شيء اسمه رابح – خاسر، يوجد رابح – رابح أو على الأقل رابح – غير رابح أو غير خاسر – غير خاسر….
في السياسة لايوجد شيء اسمه عدم الاعتراف (بالآخر) حتى ولو لم يعجبك (الآخر)… ذاك الآخر هو واقع شئت أم ابيت، ولكن لا احد يمنعك ان تزيد من عناصر قوتك لتكون في موقف أقوى وانت تفاوض….
الشرح اعلاه ليس من مبدأ (أضف إلى معلوماتك)، إنما هو رسالة، والعنوان واضح من المضمون….
و في الختام ليت قومي يفقهون….
(أخبار سوريا الوطن-2)