بعد وفاه زوجها لم تترك أم علي محل زوجها الذي كان يعمل به، ولم تستسلم للحزن بل خرجت للعمل لتتابع مسيرتها في تربيه أولادها، لتكون الأم والأب معاً..
تبيع الخضار والفواكه من الفجر حتى آخر النهار، وما من أحد يمر في شارع الزهور لا يعرف أم علي (68 عاماً)، سيدة لا تفارقها الابتسامة وعبارات الترحيب والضيافة.
هي قصة معاناة وكفاح، أم وهبت كل حياتها لأولادها، تعمل ببيع الخضراوات والفواكه وتحضير كل أنواع خضار الطبخ لتكسب الرزق الحلال وتعيل أسرتها المكونة من أربعه أولاد..
تقول ندى محمد حمد أم علي من قرية ميعار شاكر وتقيم في مدينه طرطوس:
أنا بنت فلاح، تزوجت صغيرة في العمر، وتوفي زوجي بعد عشر سنوات من زواجنا، تاركاً لي أربعة أطفال صغار، وهبت كل حياتي لهم.. أعمل في بيع الخضار والفواكه، وأقوم بتحضير خضروات الطبخ والمؤونة (الفول والبازلاء والبقدونس والكوسا والباذنجان..)، في السابق كنت أحضّر هذه المواد حسب الطلب وخاصة للسيدات الموظفات العاملات، ونظراً لزيادة الطلب أصبحت أحضّر الخضار بشكل يومي لتكون موجودة ومتوفرة دائماً، أما عن التسعيرة فهي رمزية بالمقارنة مع الجهد والتعب حيث يتطلب جلوساً طويلاً وتعباً لليدين.. نضيف 500 ليرة حالياً على كل كيلو نقوم بتحضيره.
وتابعت أم علي حديثها: رغم التعب والألم أحب العمل كثيراً، وبمساعدة أختي وابنتي وسيده أخرى تعمل معنا في التحضير نستطيع إنجاز كميات كبيرة، أما عن إيجابيات العمل وسلبياته فالعمل بحد ذاته حياة وهو مطلق الإيجابية، ومن أجل عائلتي أستطيع أن أعمل بكل طاقتي التي أتمنى أن يمنحني الله عمراً آخر من أجلهم.
أما سلبيات العمل فإن الالتزام الطويل بالعمل والجلوس المتواصل يسببان لي بعض الآلام، فمن الساعة الخامسة صباحاً حتى المساء وأنا أعمل خاصة مع هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي نحتاج فيها جميعاً للعمل حتى نستطيع أن نؤمن حاجاتنا بأسعار يصعب توفرها أحياناً..
وعموماً استطعت من خلال عملي أن أكوّن علاقات جيده مع السيدات اللواتي يقصدن المحال لتأمين حاجاتهن.. أتمنى أن أطور مشروعي البسيط وأنا أزيد عدد الفتيات العاملات في مهنتي وأن أفرح بأولادي وأن أؤمن مستقبلهم.
وعن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت عصب الحياة تقول أم علي: حتى اليوم لم نسوق موادنا عبر الأنترنت فأنا لا أعرف التعامل مع هذه التقنية، وخلال فتره قصيره سيتابع ابني التسويق عبر صفحة ستكون خاصة بعملنا حتى نلبي طلبات أكبر عدد ممكن.
في النهاية لن يموت أحد من الجوع، العمل موجود، وعلينا أن نختار فقط ما يناسبنا.
(سيرياهوم نيوز-الوحدة٧-٤-٢٠٢١)