شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، على أن “تصفية القضية الفلسطينية بدون حل عادل أمر لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبداً”، وكرر الجملة مرتين.
وجدد السيسي، خلال افتتاح قمة “القاهرة للسلام” في مصر،منذ قليل تأكيد “الرفض التام للتهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء”، لافتاً إلى أن ذلك “يعد تصفية للقضية وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية”، مضيفاً: “يخطئ في فهم الشعب الفلسطيني من يقول إنه يرغب في مغادرة أراضيه”.
وتابع: “حل القضية الفلسطينية ليس التهجير، وإنما العدل وحصول الفلسطينيين على حق تقرير المصير”.
وحذر السيسي قائلاً: “نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة والسلم والأمن الدولي”.
ولفت إلى أن القاهرة تدين الاعتداء على كل المدنيين، معبراً عن دهشة بلاده من صمت العالم تجاه ممارسات العقاب الجماعي لنحو 2.5 مليون شخص من سكان غزة يعانون التجويع والتهجير القسري.
“خط أحمر”
وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من أن عواقب التقاعس الدولي عما يجري في غزة “ستكون كارثية علينا جميعاً”، وقال إن بلاده ستعمل على وقف “هذه الكارثة الإنسانية التي تدفع منطقتنا إلى الهاوية”.
وأضاف، في كلمة أمام القمة، أن “حملة القصف العنيفة على غزة شرسة، ومرفوضة على مختلف المستويات”. ونبه أن “هذا الصراع لم يبدأ قبل أسبوعين، ولن يتوقف إذا واصلنا السير على هذا الطريق الملطخ بالدماء”.
وشدد على رفض التهجير القسري للفلسطينيين و”هو خط أحمر لنا جميعاً”، مضيفاً أن “الأولوية اليوم هي وضع نهاية فورية لما يحدث في غزة”.
وقال إن “الرسالة التي يسمعها العالم العربي هي أن تطبيق القانون الدولي انتقائي، وحقوق الإنسان لها محددات تتوقف عند الحدود وباختلاف الأعراق والأديان”. وأكد أن “السبيل الوحيد لمستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم يبدأ بالإيمان بأن حياة كل إنسان متساوية في القيمة”.
ولفت الملك عبد الله الثاني إلى أنه “لا يمكن قبول سياسة العقاب الجماعي ضد سكان غزة”، ووصف ما يحدث بأنه “جريمة حرب”، لافتاً إلى أن الحصار الإسرائيلي على غزة استمر لسنوات طويلة وسط صمت دولي.
وطالب العاهل الأردني القيادة الإسرائيلية “بأن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، ولن تستطيع الاستمرار في تهميش 5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال”.
مشاركة كبيرة
ويشارك في القمة أكثر من 30 دولة، من بينهم ملوك ورؤساء الأردن والبحرين والإمارات وقطر وفلسطين وتركيا وجنوب إفريقيا وموريتانيا وليبيا وقبرص، وولي عهد الكويت، ورؤساء وزراء العراق وسلطنة عمان وإسبانيا واليونان وإيطاليا، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. كما يحضر القمة وزراء خارجية السعودية والمغرب وألمانيا وفرنسا وإنجلترا وكندا وجزر القمر.
وتشهد القمة وجود رؤساء الاتحادين الإفريقي والأوروبي، والأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدولة العربية، وممثلين عن الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وأودى القصف الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية المحتلة بحياة أكثر من 4 آلاف فلسطيني، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى إجبار مئات الآلاف على الفرار من منازلهم، بينما تفرض إسرائيل حصاراً كاملاً على القطاع بما يتضمن قطع إمدادات الكهرباء والماء والوقود.
كما أعلنت إسرائيل ارتفاع عدد القتلى جراء هجوم “حماس” على بلدات ومدن ومواقع عسكرية، في السابع من أكتوبر الجاري، إلى أكثر من 1400 شخص، وإصابة ما لا يقل عن 3 آلاف و968 آخرين. وأوضحت وزارة الصحة الإسرائيلية في بيان أن من بين الجرحى 26 في حالة حرجة و310 حالتهم خطيرة.
كما تصاعد التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان، بعد قصف متبادل متكرر واشتباكات وقعت بالمنطقة.
(سيرياهوم نيوز ١-وكالات)