حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، من “محاولات بث الفرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام”، ودعا إلى “تجاوز الخلافات”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، وفق بيان للرئاسة.
وقال السيسي إن “مصر واجهت تحديات أمنية جسيمة منذ أكثر من عقد، إلا أن الدولة استطاعت تجاوزها وما زالت تحقق تقدما ملموسا رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية”.
وأضاف أن “الظروف الجيوسياسية، ومنها الحرب في قطاع غزة، أثرت سلبا على عائدات قناة السويس، إلا أن مسار الإصلاح الاقتصادي مستمر”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة خلفت 61 ألفا و158 قتيلا فلسطينيا و151 ألفا و442 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
وأعلنت الرئاسة المصرية، أواخر العام الماضي، أن إيرادات القناة فقدت 7 مليارات دولار خلال 2024 بسبب تطورات البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ورفضا لحرب الإبادة المستمرة على غزة، تشن جماعة الحوثي اليمنية هجمات على سفن يشتبه في أنها تتبع إسرائيل أو تتجه إلى موانئها.
وتابع السيسي أن “مواقع التواصل الاجتماعي ليست شرا في حد ذاتها، وإنما يكمن الأثر في كيفية استخدامها”.
“فهي أداة نافعة إذا أحسن توظيفها، لكنها قد تُستخدم لترويج الشائعات وهدم المعنويات، وهو ما يواجهه الشعب المصري بوعي وإدراك متزايد”، وفق السيسي.
وأكمل أن “المنطقة العربية تمر بظروف استثنائية منذ عام 2011، وليس فقط منذ أحداث 7 أكتوبر 2023 (اندلاع الحرب على غزة)، ما يؤكد صحة السياسات المصرية المرتكزة على التوازن وعدم التدخل واحترام سيادة الدول”.
وفي 2011، اندلعت احتجاجات شعبية أطاحت بأنظمة عربية حاكمة، بينها نظام الرئيس المصري حسني مبارك (1981-2011).
وحذر السيسي من “محاولات بث الفرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام”.
وأكد أهمية “العلاقات المصرية مع الدول العربية الشقيقة، وضرورة تجاوز الخلافات من أجل وحدة الصف العربي”، دون إيضاحات.
وشدد على أن “الأمن العربي وحدة متكاملة ترتبط به مصر ارتباطا وثيقا، وأن أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة استقرار الدول العربية”.
وفيما يخص الوضع في قطاع غزة المجاور لمصر، قال السيسي إن “التدمير الحالي في غزة غير مسبوق” جراء حرب الإبادة التي تواصلها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وأضاف أن “الدولة المصرية تواصل العمل لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، رغم حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري”.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ويأتي حديث السيسي بينما يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بعد أن أجهض المفاوضات مع حركة حماس بشأن تبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وفي 24 يوليو/ تموز الماضي، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بالدوحة، بعد تعنت تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.
ويحمّل 52 بالمئة من الإسرائيليين حكومتهم المسؤولية كاملة أو جزئيا عن عدم إبرام اتفاق مع حماس، وفق استطلاع للرأي نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي نتائجه الأحد.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أن نتنياهو يرغب في صفقات جزئية تتيح مواصلة الحرب بما يضمن بقاءه في السلطة، إذ يخشى انهيار حكومته إذا انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم