ولد الشاعر في عام 1908 في قرية جميلة تسمى (عين شقاق) في قضاء جبلة ـ محافظة اللاذقية ـ تقع على التخوم الجبلية وتتمتع بإطلالة رائعة على الحقول والمروج، وعلى البحر الذي لا يبعد عنها أكثر من 10 كيلو متراً. تربى في عائلة كثيرة العدد نوعاً ما بين أشقاء وشقيقات شأن أكثر الأسر في تلك الأيام.. وكغيره من أبناء القرى فتح عينيه على الطبيعة بكل ما فيها من هدوء وسكينة وجمال، وعايش كائناتها الحية، وشدته حقولها العذراء وورودها وأزهارها التي تخلق دون التدخل من أحد، فتلونها وتنسقها فتأتي لوحات رائعة لا أجمل ولا أحلى. تميز عن أبناء جيله بطفولة قلقة ومشاكسة وفي نفس الوقت كان أليفاً وصافياً صفاء الطبيعة التي احتضنته بأبوة وحنان، فأصفاها الودِ، وصادق كل ما فيها، وحاول جمع الأضداد مع بعضها في تآلف وتوافق كالهر والعصفور وغيرهما، وكان يقول دائماً: “القلوب نظيفة فهي أوعية الحب، ولكن الناس يملأونها بالحقد والكراهية”. تعلم القراءة والقرآن في القرية على يد شيخ الكتاب أولاً، ثم أرسل إلى المدرسة التي أسسها أمين سر ثورة الشيخ صالح العلي العلامة الشيخ علي عباس بحوزي في قرية (العنازة) منطقة بانياس الساحل ، لتعلم قواعد اللغة العربية ومنها مدرسة (الفرير) في اللاذقية، ثم إلى جبلة ونال منها الشهادة الابتدائية في عام 1925. وفي عام 1926 أرسل إلى مدرسة اللاييك في بيروت، وبعد سنة ونيف سافر إلى فرنسا لإتمام الدراسة في جامعة (مونبيلييه) حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي، وانتقل إلى سويسرا لدراسة الحقوق، ولكنه عاد في عام 1930 لأسباب خاصة دون أن يكمل دراسته. شغل العديد من الوظائف بدءاً من عام 1933 وكان في جميعها مشاكساً، وكان آخرها مديراً للمركز الثقافي في (الحفة) ثم خبيراً في وزارة الإعلام، حيث عاوده المرض الذي كان قد أصيب به في عام 1939 وهو التدرن الرئوي، وأدخل في مصح (بحنس) في جبل لبنان، وسكن لسنوات عديدة في مدينة طرطوس وفي أواخر أيامه تعالج في مشفى المواساة في دمشق إلى أن توفاه الله في السابع عشر من شهر كانون الثاني عام 1994 عن عمر ناهز السادسة والثمانين
(سيرياهوم نيوز3-صفحة البودي العامة23-10-2022)