آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الشاعر فادي مصطفى: أكتب الشعر الأصيل والتفعيلة، ولا يستهويني المنثور

الشاعر فادي مصطفى: أكتب الشعر الأصيل والتفعيلة، ولا يستهويني المنثور

شاعر يكتب أناشيد الحياة، بعوالمه المستمدة من الواقع، لتأتي القصيدة مثل قطعة موسيقية متناغمة، وبصور متزاحمة تختزنها ذاكرة المعنى.  انتماؤه للقصيدة العمودية والتفعيلة يجعلنا نجد قصائده تجوب في فضاءات لا متناهية. صدر له مجموعات شعرية ست: “دموع الوطن”، “على ضفة النهد”، “على شفا حلمي”، “قيثارة الأحلام”، “نسائم الروح”، “جورية الخدين”. “الحرية” التقت الشاعر فادي مصطفى، وكان هذا الحوار:

• لكل مبدع حكاية وتاريخ، فكيف تقدم نفسك للقارئ؟

• قبل أن أكونَ كاتباً أو شاعراً، فأنا قارئٌ نهم منذ نعومة أظفاري، وابن بيئةٍ ريفيّةٍ فقيرة، تحمّلت قسوة السنين والكفاح من أجل الحياة. ومن نبض المعاناة، ومن شريان الشعور، انبثق الشعر والشاعر. أنا لا أقدّمُ نفسي وشعري، بل شعري هو من يقدّمني ويعرّف القارئ بي، وأغلب متابعيني هم ممن عانوا ويعانون ما عانيت.

• من خلال مسيرتك الأدبية الحافلة بالكثير من المنجزات المتنوعة بعالم الأدب، ماذا حققت وماذا تعلمت؟ وهل تقع على الأديب مسؤولية تجاه العالم؟

• حقّقت بعضاً من ذاتي، وأسعى للمزيد. تعلّمت من أخطائي، وممن سبقني، وأخذت عبراً من التّاريخ وطبّقتها على نفسي. للأدباء بشكلٍ عام، وللشعراء بشكلٍ خاص، مسؤولية توثيق مجريات وأحداث العصر، ونقل الشعور المجتمعي إلى من ينبغي أن يصل إليه.

• ما دور المثقف في ظل الظروف الراهنة، وماذا يقدم برأيك؟

• على كلّ من يكتب كلمة مؤثّرة، أو يقول فكرة معبّرة، أن يأخذ على عاتقه معاناة الشعب المحيط والبيئة التي يعيش بها، ويجعلها محور كتاباته وأقواله؛ فلعلّ من يجد الحلول، ومن يستطيع تقديم أي خطوة مفيدة، تصل إليه فيسمع ويجيب ويعالج.

• ما القصيدة التي تبحر من خلالها إلى عالمك الخاص؟ وهل قصيدتك وليدة اللحظة؟

• القصيدة دائماً وليدة الشعور والإحساس؛ فعند مروري بشعور معين – مهما كان نوعه – يتبادر إلى ذهني بداية القصيدة، فأبحر بها كما يتلى إليّ من ملاك الشعر، وغالباً ما تتم القصيدة مباشرةً حسب الظرف الزماني الذي يكون.

أحب قصيدة التفعيلة، وأرى فيها مساحة أوسع للتعبير عن المشاعر والعواطف، وأخص تفعيلة الوافر.

 

هنا نامت…

هنا خانت…

هنا كانت ترشُّ بذارَ حنطتِها لعصفورٍ بأشعاري

هنا واللّيل يحملُها إلى النّجوى بأوتاري

يضيءُ النّجمُ في رأسي

ولمعةُ عينِها ذكرى

فما من زهرةٍ صارت ولم أنسج لها شُكرا

حكايتُنا..

خزامى كنتُ أزرعُها

ومنثورٌ على شفةٍ يرشُّ دفاتري معها

ونرجسةٌ تطلّ برأسها في الصّبح من حولي

إلى قولي

أكلّمُ موجةً جاءت ونامت في رمال يدي

ألا كفّي عن المددِ

أحدّثُ طيفَ من مرّوا على شبّاكِ عاطفتي

ألا من مقلةٍ تأتي وتشبهها؟

وكلّ الّليل أندبها

أسمّيها؟

أناديها؟

ونبض القلب يرثيها

• ما رأيك بالكتاب الإلكتروني مقارنة بالكتاب الورقي؟ وما تأثير ذلك على النص الشعري والمتلقي؟

• تبقى الكلمة المكتوبة ورقيّاً هي الأقوى والأبقى مع تسارع التطوّر الإلكتروني. فالكتب الإلكترونية ستختفي بالتقادم لكثرتها، ويبقى الكتاب موجوداً في متناول الجميع. لذلك، كنت حريصاً على طباعة كل ما أكتب رغم نشره إلكترونيّاً.

• ما رأيك بما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من نصوص شعرية، وتحت مسميات قصيدة النثر والهايكو؟

• أنا شاعر أكتب الشعر الأصيل والتفعيلة، فلا يستهويني المنثور، وليس لي صبراً على قراءته. فنغمة الشعر وموسيقاه هي من تدفعني إلى القراءة. فهناك بعض نصوص التفعيلة، حين أقرؤها، لا أتمناها أن تنتهي.

• تكتب القصيدة العمودية، ما القصيدة التي ترافقك وتسكن روحك؟

• أكتب العمود والتفعيلة معاً، وكل ولادة جديدة لقصيدة تكون هي الأجمل والأولى حتى تولد أخرى.

• متى يكون النص الشعري قريباً من المتلقي برأيك؟ وما القصيدة التي تسكنك رغم تقلبات العمر؟

• حين يكون النص نابعاً من قلب الشعور، ومن ألم المعاناة، سيلامس شعور القارئ. والكثير من القرّاء يجدون أنفسهم في القصيدة، وهنا يكمن القرب للمتلقي واندماجه فيها. وبالنسبة إلي، فالقصيدة التي تنبش الذكريات وتصورها أمامي ستكون هي الأقرب لقلبي وشعوري.

• كيف ترى الحراك الثقافي في العالم العربي بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص؟

• هناك زخمٌ كبيرٌ وواسعٌ في البلاد العربية ثقافيّاً وأدبياً، ولكن يتغلّب الكمّ على النّوع. فبين مئات ممن يكتبون، تجد كاتباً أو اثنين ممن يستحق المتابعة. وبالنسبة لسوريا، فالتقلبات السياسية في البلد أثّرت بشكلٍ كبيرٍ على الثقافة العامة والخاصة، ونأمل الاهتمام بالأدباء بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو المجتمعية. فقد مضى زمنٌ طويلٌ على احتكار السلطة لمن يواليها وإقصاء من لا يعجبها، وصار من الماضي، ولنا أمل كبير خصوصاً في اتحاد الكتاب العرب بإدارته المنفتحة.

• هل من مشاريع قادمة؟

• دائماً لديّ كتب جاهزة للطباعة، وكتب قيد التجهيز، ومشاعر قيد التفكير. لديّ كتاب خاص بالتفعيلة جاهز للطباعة، ورواية قيد الطباعة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية
x

‎قد يُعجبك أيضاً

هندسة السياق تغير قواعد اللعبة في الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي

ماذا يعني الانتقال من هندسة الأوامر إلى هندسة السياق؟ كيف يمكن لهندسة السياق أن تطور إنتاج المحتوى الإعلامي الرقمي؟ لماذا لم تعد صياغة الأوامر الذكية ...