| راما ضوا
العديد من الروايات والدواوين التي تتمتع بأسلوب جزل وبسيط باتت في جعبة الروائي و الشاعر و الناقد علم الدين عبد اللطيف الذي يرى أن الكتابة تخلق في لحظتها حالات مستجدة.
عبد اللطيف تحدث لمراسلة سانا عن بداياته وقال: “بدأت بكتابة الشعر منذ المرحلة الثانوية ونشرت بعض القصائد في مجلة جيل الثورة وصحيفة الثورة حيث ساهمت كتب التراث والشعر في مكتبة والدي ببناء ذائقتي وميولي فجذبني الشعر الجاهلي وقصائد العصر الأموي والعباسي”.
يكتب عبد اللطيف القصيدة المقفاة وقصيدة التفعيلة والحداثة النثرية مشيراً إلى أن لكل شكل شعري جمالياته الخاصة لكن قصيدة الحداثة النثرية وفق تعبيره هي أصعب من قصيدة العمود لأنها تتوخى العمق والاختزال وتحمل في طياتها مهمة التحديث.
الكتابة تخلق في لحظتها حالات مستجدة وما من نص روائي يتم التخطيط له أو تجهيزه وفق عبد اللطيف وهذا ينسحب برأيه على شخصيات الرواية التي تجد حريتها في لحظات الكتابة لتتنقل من إطار كاتبها وتتخذ سيرورة لم يعدها لها فيمضي الكاتب كتابع لها أو مسحور بها.
حفظ الشاعر والروائي عبد اللطيف عشرات القصائد في صغره مشيراً إلى أن ثورة الاتصالات أتاحت للجميع الكتابة ومن الطبيعي من وجهة نظره ألا ترتقي جميعها إلى مستوى الشعر الناضج وخاصة فئة الشباب حيث مكنتهم من قراءة أعمالهم وتطوير كتاباتهم الشعرية وفي الوقت نفسه الذي تبدو فيه قصيدة الحداثة تراوح مكانها إلا أنها تكاد تندمج في الخاطرة أو القصة.
وأوضح أن الكثير من النصوص المكتوبة تبدو مدهشة لكنها تفتقر إلى الشعرية وتقترب من الخاطرة أكثر ولا يسعنا إغفال الكثير من نصوص الحداثة عالية المستوى لشعراء عرب يشكلون مدرسة شعرية بحد ذاتها.
ويؤكد عبد اللطيف أن اللغة في أي كتابة ليست غاية وتفقد النص قيمته عندما تكون هدفاً وخاصة عندما تنزل شعراً في النص الروائي ومع أنها مطلوبة وخاصة في الرواية فلا يجوز أن تطغى عليها.
أما عن الأدب_الروائي في سورية فيرى عبد اللطيف أن رعيلاً من المبدعين السوريين في أوقات سابقة كانوا يمثلون مراحلهم بامتياز فالأدب هو مرآة حالة المجتمع يرتقي بها أو يتواضع أما الكتابات الآن فوصفها بالآنية في عالم الإنترنت والفضاء المفتوح مبتعدة عن الكتابات الجادة الطويلة.
يشار إلى أن عبد اللطيف من مواليد طرطوس 1953 صدرت له العديد من المنجزات الثقافية في الشعر والرواية والقصة ومنها (أحلام الزمن المتوسط) و(قمر بحر) و(دراسة في أساليب البناء) وكتاب (المقدس والدولة) و(سيدة الماء) وهو أول ديوان شعري له و(يتقنون الحب) ورواية (السور والعتبات) و(العصر الجديد الشعر العربي في مئة عام) بالاشتراك مع الباحث إياس_حسن و(بعض نزف من عذوبة) هو قيد الطباعة في الهيئة العامة للكتاب إضافة إلى مخطوط رواية جديدة ستصدر قريبا بعنوان (سوناتا الرحيل) وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب منذ 15 عاماً.
(سيرياهوم نيوز3-سانا19-7-2022)