رعت وزارة الإعلام يوم الخميس الماضي مؤتمرا للغرفة الفتية الدولية – فرع طرطوس بعنوان” دور الإعلام في دعم مستقبل سورية” كان النقاش فيه حول عناوين الجلسات المخططة مسبقا والواقع الاعلامي في سورية عموما، حراً ومسؤولاً وخاصة من شريحة الشباب التي كانت غالبة على الحضور والمشاركة والتفاعل ما أعطى الحوار جواً حماسياً ينطلق من هموم الشباب ورؤيتهم لدور الإعلام الوطني في بناء الوطن.
وقدم المشرفون على تنظيم المؤتمر من الغرفة، الذين عملوا على مدى أشهر لعقده رغم الظروف الصحية المرتبطة بوباء كورونا، وهم أيضا من الشريحة الأساسية التي يعول عليها في بناء سورية بعد التضحيات والبطولات التي قدموها دفاعاً عن الوطن صورة ناصعة في الالتزام والإدارة المتكاملة لإنجاح المؤتمر، وتحويله إلى حلقة نقاش مفتوحة عكست إلى حد بعيد الوعي لدى هذه الشريحة بالظروف التي تمر بها سورية، والطموح والجاهزية للانخراط في أي نشاط أو عمل يسهم في إعادة الإعمار إلى جانب مواصلة تحصيلهم العلمي.
وبحكم أن المؤتمر كان حول دور الإعلام وشغف جيل الشباب بهذا المجال جاءت الأفكار والاقتراحات والانتقادات بما يسهم في تعزيز دور الإعلام الوطني، في مواجهة الإعلام المعادي والمتربص بسورية، وبما يفتح الباب واسعاً أمام إعلاء ثقافة الحوار والانتقاد والاختلاف في الآراء لصالح تنمية المجتمع السوري، وإعادة إعمار ما هدمته الحرب الإرهابية على سورية.
استطال الحوار والنقاش حول الإعلام الوطني والخارجي إلى أدق التفاصيل، وحماس الحضور الشبابي لرؤية إعلام بلدهم في المقدمة، أنسى بعضهم أن قطاع الإعلام كان هدفاً أساسياً لرعاة الإرهاب على كل المستويات، وهذا لا يعني على الإطلاق أن إعلامنا الوطني امتلك ناصية المعرفة والتطور والتأثير ولا يعاني من ضعف أو خلل ما هنا أو هناك لأسباب متعددة قد تكون بنيوية أو تقنية أو على صلة بكفاءة الكوادر والإدارات وصناع المحتوى والتمويل المالي وحرية الحصول على المعلومات.
إن الأمر الذي أراه مهماً جداً فيما قدمه شبابنا لا يكمن فقط في الآراء المتباينة والمختلفة حول الأداء الإعلامي بل في الاقتراحات والأفكار البناءة، التي قدموها حول تطوير الإعلام الإلكتروني على صعيد صناعة محتواه الخاص، وعلى المستوى الفني والتقني وضمان انسياب المعلومات، وضعف التفاعل السريع من قبل أجهزة ومؤسسات الدولة حول أدائها، والذي أخذ كماً طويلاً من النقاش الساخن في الجلسات الثلاث، وإن دل ذلك على شيء فعلى إدراك الجيل الشاب بأهمية المعلومة في تعزيز قوة الإعلام ودحض الشائعات والحملات المعادية ضد سورية، وبالتأثير السلبي لعدم استجابة الجهات العامة أو تأخرها في الرد على المحتوى الذي يتناول عملها أو تجاهله.
وسجل في المؤتمر أن بعض المحاورين أشاروا بشفافية إلى ضعف المواقع الإلكترونية الحكومية وعدم تحديثها ومواكبتها لأنشطة هذه الجهات أو توقفها لفترة طويلة من الزمن، وفعلاً تبين صحة ما نبهوا إليه من خلال التأكد الفوري مما ذكروه بالاسم، وهذا ما يحملنا مسؤولية توسيع التفاعل مع هذا الجيل الذي امتلك مهارة استخدام التقنيات الحديثة وتوظيفها في سبيل تحسين ومعالجة القصور في أداء مؤسسات الدولة.
ولم يتوقف النقاش في المؤتمر حول المحتوى الإعلامي والقضايا التي تحيط به بل طرح الحضور الشبابي مسألة حماية الإعلاميين ودعمهم، وما اعتبروه قصوراً في هذا المنحى رغم الخلط بين ما ينطبق عليه قانون الإعلام وقانون الجريمة الإلكترونية، وبوح البعض بعدم اطلاعه على قانون الإعلام وما يوفره من حماية وغطاء قانوني للإعلامي والصحفي للقيام بواجبه وعمله تجاه مؤسسته ومهنته، الأمر الذي يحملنا مسؤولية زيادة الورشات التي تشرح وتوضح فحوى ومواد هذا القانون في المحافظات.
إن ما تم ذكره آنفا هو النقاط الأساسية التي حظيت بالنقاش الأوسع في هذا المؤتمر وليس كل جوانب المؤتمر، التي أبدت الرغبة العالية لدى هذا الجيل للقيام بالإعمال التطوعية على جميع الصعد، والمبادرات الشخصية لدعم الجهود الوطنية المختلفة في هذه الحرب التي لم تضع أوزارها بعد، وما خلصنا إليه أن هذا الجيل الشاب الذي لم يبخل في التضحية بحياته دفاعاً عن وطنه لن يعجز عن إعادة إعمار بلده مهما كانت الصعوبات، ومن واجب الدولة والحكومة التفاعل مع مبادراته واقتراحاته وأفكاره على أوسع نطاق تمهيداً وضماناً لتحقيق مشاريعها على مستوى الدولة والمجتمع.
لا شك إن ما طرح في المؤتمر من أفكار واقتراحات سيكون موضع متابعة واهتمام من وزارة الإعلام بما يستجيب لتطلعات الشباب، ويعزز دور الإعلام الوطني، وتوسيع دائرة الحوار في الإعلام السوري، ويرفع مستوى الحوار والمعرفة وقدرة المجتمع على إيجاد الحلول للمشاكل برؤية أوسع، بدلاً من الرؤى الضيقة، وفقاً لما جاء في كلمة الرئيس بشار الأسد بعد أداء الحكومة الجديدة للقسم.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)