آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » الشركات غير الأميركية: عملاق اقتصادي صامت يحرك أسواق العالم

الشركات غير الأميركية: عملاق اقتصادي صامت يحرك أسواق العالم

 

ياسمين الناطور

 

رغم أن الشركات الأميركية تتصدر المشهد الإعلامي والاقتصادي في العالم، فإنه في خارج حدود الولايات المتحدة تنبض قوى اقتصادية عملاقة تكتب فصولاً أخرى من قصة النمو العالمي. من آسيا إلى أوروبا وصولاً إلى الشرق الأوسط، تتوزع شركات غير أميركية تمسك بخيوط قطاعات حيوية كالتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية، وتؤكد أن الاقتصاد العالمي لا يدور في فلك واحد.

 

في هذا السياق، أوضح الدكتور خالد رمضان، الخبير الاقتصادي ورئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، في تصريح لـ”النهار”، أن الشركات غير الأميركية تشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي، إذ تهيمن على قطاعات محورية مثل الطاقة، التكنولوجيا، والتمويل، مشيراً إلى أن القيمة السوقية لأكبر 2000 شركة عالمياً تبلغ نحو 91.3 تريليون دولار.

 

وأضاف د. رمضان أن شركة أرامكو السعودية تتصدر قائمة أكبر الشركات غير الأميركية بقيمة سوقية تقارب 1.8 تريليون دولار، تليها شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (تي إس إم سي) بنحو تريليون دولار، وهي رائدة في إنتاج الرقائق الإلكترونية التي تشكّل عصب الذكاء الاصطناعي.

 

ومن الصين، تبرز تينسنت القابضة ومجموعة علي بابا بقيم سوقية تقارب الـ 600 والـ 550 مليار دولار على التوالي، مع تركيزهما على التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية. وفي أوروبا، تتصدر نوفو نورديسك الدنماركية قطاع الرعاية الصحية بقيمة تقارب الـ 500 مليار دولار، فيما تهيمن إل في إم إتش الفرنسية على قطاع السلع الفاخرة بقيمة تقارب الـ 450 مليار دولار. ومن كوريا الجنوبية، تسهم سامسونج للإلكترونيات بنحو 400 مليار دولار في تعزيز قطاع التكنولوجيا والإلكترونيات.

 

كما تمثل نستله السويسرية السلع الاستهلاكية بقيمة 300 مليار دولار، بينما تعزز تويوتا موتور اليابانية قطاع السيارات بقيمة تقارب الـ 280 مليار دولار. وفي القطاع المالي، يبرز البنك الصناعي والتجاري الصيني (آي سي بي سي) بقيمة تصل إلى 250 مليار دولار.

 

وأشار د. رمضان إلى أن هذه الشركات تشكل قوة دافعة للنمو العالمي، خاصة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، إذ تسيطر الشركات الصينية مثل “تينسنت” و”علي بابا” و”آي سي بي سي” على أكثر من 40% من القيمة السوقية غير الأميركية، مع تركيزها على التجارة الإلكترونية والتمويل الرقمي، ما يدعم نمو الصين بنسبة 3.95% في عام 2025.

 

وفي آسيا، تهيمن “تي إس إم سي” و”سامسونج للإلكترونيات” على إنتاج الرقائق، مما يعزز نمو تايوان وكوريا الجنوبية بنسبة 2 إلى 3%. أما في أوروبا، فتقود “نوفو نورديسك” و”إل في إم إتش” و”نستله” قطاعات الرعاية الصحية والسلع الفاخرة، مساهمةً في نمو الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.9%. وفي الشرق الأوسط، تبرز “أرامكو” كقوة طاقوية تعزز مكانة السعودية على خريطة الاقتصاد العالمي.

 

وأوضح الخبير الاقتصادي أن هذه الشركات تواجه تحديات متنوعة، من التوترات التجارية إلى التضخم، لكنها تدفع بالمقابل نحو الابتكار والاستدامة. فوفقاً له، القطاعات التي تعمل فيها هذه الشركات تمثل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

 

ويهيمن قطاع التكنولوجيا وأشباه الموصلات، بقيادة “تي إس إم سي” و”سامسونج” و”تينسنت”، على 30% من القيمة السوقية غير الأميركية، مدعوماً بالذكاء الاصطناعي الذي يُتوقع أن يضيف 15.7 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مع نمو سنويّ يراوح ما بين 15 و20%.

 

أما قطاع الطاقة، بقيادة “أرامكو”، فيمثل نحو 20% من القيمة الإجمالية، مع تركيز على النفط والتحول نحو الطاقة المتجددة ونمو متوقع بنسبة 2.3%. ويشكل قطاع الرعاية الصحية، بقيادة “نوفو نورديسك”، 15% من الإجمالي بنمو متوقع بين 8 و10%، كما تمثل التجارة الإلكترونية، بقيادة “علي بابا” و”تينسنت”، 15% مع نمو يقارب الـ 12%. أما السلع الفاخرة والاستهلاكية، بقيادة “إل في إم إتش” و”نستله”، فتمثل 10% من القيمة، في حين يساهم القطاع المالي بقيادة “آي سي بي سي” بنسبة 5%، وقطاع السيارات بقيادة “تويوتا” بنسبة مماثلة تقريباً.

 

واختتم د. رمضان بالتأكيد على أن العالم يشهد تحولاً في موازين القوة الاقتصادية، فالشركات غير الأميركية لم تعد تكميلية، بل باتت ركائز أساسية في رسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مصرف سوريا المركزي: إعادة النظر في نظام استيراد وتصدير الذهب لتحريره

أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية إعادة النظر في نظام استيراد وتصدير الذهب لتحريره، وتعديل القانون 34 لعام 2023 المتضمن تنظيم حالات إدخال الذهب الخام ...