د.سام دله
منذ وصول البعث البائد للسلطة تم التعامل مع الشعب السوري على أنه “قاصر”…
قاصر بمعنى ليس لديه القدرة على أن يقرر من يحكمه، وقاصر بمعنى لا حاجه لتبرير أو تفسير أو حتى مجرد خطاب يوجه له بشأن القرارات التي تحدد مصيره.
وهذا ما تم مساء أمس حيث حيكت كل القرارات في الكواليس وفي غرف مغلقة، بل وحتى في طريقة الإخراج والإعلان عنها استلهمت فكرة “الشعب القاصر” الذي اعتقد السوريون بأن 8 ديسمبر أسقطها للأبد…
لا أحد يجادل في مضمون القرارات باعتبارها ليست سوى تأكيد للواقع، الذي لا حول ولا قوة لنا إلا العمل بروح 8 ديسمبر الذي أسقط الاستبداد والعبور نحو بناء الدولة، واعتقد أن هذا مشروع ومن يجادل فيه هو من يجب أن نصنفه من “فلول النظام البائد…
أما الخروج على أي صوت لديه مقاربة أخرى، أو انتقاد، لنصنفه “فلول النظام”، أو أنه ينتقد لأنه لم يحظ بقطعة من “الكعكة السورية” فهذا فيه إهانة لـ روح 8 ديسمبر وتضحيات الشعب السوري لسببين على الأقل:
– مصطلح “فلول النظام” سيصبح، بل يكاد يصبح اجترار لسلوك النظام البائد بتصنيف السوريين إلى وطنيين وعملاء.
– من ينظر إلى السوريين أنهم يبحثون عن جزء من “الكعكة” هو قاصر، بل تافه لأنه ينفي فكرة النضال المبدئي لدى غالبية السوريين الذين خرجوا على النظام البائد لأسباب وطنية وأخلاقية، رغم أن حصتهم من “الكعكة السورية” كانت كبيرة آنذاك. وبالرغم من أن تعبير “الكعكة السورية” هو تعبير مهين لسورية والسوريين فأن هذه “الكعكة” هي حق لهم جميعاً ولا أحد يمكن أن يدعي بحصة أكبر من الآخر فيه، إلا إذا كان يرغب بالاستفراد بها…!!!
(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)