آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » “الشعب في المقام الأول”.. طريق تنمية الصين

“الشعب في المقام الأول”.. طريق تنمية الصين

يعدل الحزب الشيوعي الصيني سياساته لمواكبة العصر، فقد أكد مؤتمره التاسع عشر أن التناقض الاجتماعي الرئيسي الحالي تحوّل إلى تناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة أفضل والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية.

إن الثقافة هي روح الأمة ومصدر إبداعها، وهي الركيزة الأساسية في بنائها ونهضتها. ومن المعروف أن الحضارة الصينية تعدّ واحدة من أقدم الحضارات في العالم، والتي ما زالت باقية حتى الآن بعد مرور أكثر من 5 آلاف عام، فهي حضارة وثقافة متواصلة ومستقرة، ولم تندثر كما اندثرت الحضارات الأخرى في تاريخ البشرية. وما زالت الصين أهم دولة فاعلة وحاضرة في شرق آسيا، ولدى الصينيين ثقافة غنية ومتميزة تتسلح بها الأمة الصينية في رحلة تقدمها وتطورها.

تتجذّر فكرة “وضع الشعب في المقام الأول” في الثقافة الصينية منذ الزمن القديم، فقد كان هناك الكثير من الأقوال الصينية القديمة التي تتحدث عن العلاقة بين الحاكم والشعب، مثل: “لحوكمة الدولة قواعد شائعة، وجوهرها وضع مصالح الشعب في المقام الأول”، و”الشعب هو أساس الدولة، وستحافظ الدولة على أمنها واستقرارها إذا كان أساسها ثابتاً”، كما قال منسيوس الفيلسوف الصيني إن “الشعب هو الأهم، والمجتمع هو الثاني، والملك هو الأقل أهمية”. كلها مقولات تحمل قيم الثقافة الصينية المتمثلة في “وضع الشعب في المقام الأول”.

أما في عصرنا، فقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن “جعل حياة الشعب سعيدة هو أولوية البلاد”، وطرحت الصين مفهوماً تنموياً هو “وضع الشعب في المقام الأول” لدفع إنجازات الإصلاح وتنمية البلاد، ليعود بالمنافع على جميع أبناء الشعب الصيني بصورة أكثر عدلاً وإنصافاً.

إذا لم يحصل الحزب الحاكم على دعم جماهير الشعب الغفيرة، ولم يعمل لتحقيق رفاهية الشعب، فيصعب حوكمة الدولة بشكل مستقر ولمدة طويلة. في بداية تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح (عام 1978)، كان مستوى معيشة الشعب الصيني منخفضاً، فحوّل الحزب الشيوعي الصيني أولوياته إلى البناء الاقتصادي.

هذا التحول تماشى مع المطالب الملحة لجماهير الشعب الغفيرة آنذاك، وأصبح الشعب هو المستفيد استفادة حقيقية من نمو اقتصاد الصين، فارتفع نصيب الفرد من الدخل السنوي المتاح للصينيين من 171 يواناً صينياً فقط عام 1978 إلى 35.1 ألف يوان صيني (نحو 4889 دولاراً أميركياً) عام 2021. وتم تحسين معيشة الشعب الصيني في شتى المناحي.

يعدل الحزب الشيوعي الصيني سياساته لمواكبة العصر، فقد أكد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني (عام 2017) أنَّ التناقض الاجتماعي الرئيسي الحالي تحول إلى تناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة أفضل والتنمية غير المتوازنة وغير الكافية.

وخلال العقد الماضي، عملت الصين جاهدة لجعل “الكعكة” أكبر من جهة. ومن جهة أخرى، سعت لتقسيمها بصورة أفضل وأكثر عدالة. عام 2021، بلغ نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان الحضر 47412 يواناً صينياً (نحو 6599 دولاراً أميركياً)، بزيادة قدرها 96.5% عما كان عليه عام 2012، وبلغ نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان الريف 18931 يواناً صينياً (نحو 2635 دولاراً أميركياً)، بزيادة قدرها 125.7% عما كان عليه عام 2012.

في الفترة الممتدة من عام 2013 إلى عام 2021، كان متوسط معدل نمو الدخل السنوي لسكان الريف أسرع بمقدار 1.7 نقطة مئوية عن سكان الحضر. وخلال العقد الماضي، انخفض فارق الدخل بين المقاطعة ذات الدخل المتاح الأعلى والمقاطعة الأدنى من 4.5 إلى 3.54، وتجاوزت أعداد متوسطي الدخل 400 مليون نسمة، لتشكل أكبر مجموعة من متوسطي الدخل في العالم. ورغم الصعوبات التي تواجهها، تعزم الصين تقليص فجوة الثروة بين مختلف المناطق ومختلف الفئات الاجتماعية.

مع تحسين مستوى معيشة الشعب، أصبحت متطلبات المواطنين للبيئة أعلى. وخلال السنوات العشر الماضية، واصلت الصين زيادة الاستثمار في مجالات حماية البيئة، وتم تخصيص ما مجموعه 100 مليار يوان صيني (نحو 13.9 مليار دولار أميركي) في الميزانية المركزية لدعم بناء البنية التحتية البيئية، وحققت الصين تحسناً في جودة البيئة بشكل ملحوظ.

وخلال السنوات العشر الماضية، زادت مساحة الغابات في الصين بنسبة 7.1% لتصل إلى 227 مليون هكتار، وزادت نسبة استخدام الطاقة النظيفة من 14.5% إلى 25.5%، وارتفعت نسبة المسطحات المائية الممتازة في البلاد بمقدار 23.3 نقطة مئوية، لتصل إلى 84.9%، وهي نسبة قريبة إلى مستوى الدول المتقدمة، لتصبح البيئة المعيشية لأبناء الشعب الصيني أكثر ملاءمة للعيش خلال هذه السنوات.

تدرك الصين دور الشعب في تنمية البلاد ومصير الأمة، فوضعته هدفاً أساسياً لتنمية البلاد، لتكون التنمية من أجل تحقيق رفاهيته. هذا ما يعد أحد أسرار استمرار الحضارة الصينية حتى اليوم، ونجاح الحزب الشيوعي الصيني في حوكمة الدولة.

 

سيرياهوم نيوز3 – الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ليلة وقف النار… ليلة القدر

    نبيه البرجي   ايلون ماسك، الرجل الذي قد نراه قريباً يختال على سطح المريخ، هدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بـاحراق شاربيه من الفضاء. ...