سعاد سليمان
قدم الشاعر عصام يوسف حسن محاضرة بعنوان :
” الشعر بين العمودي , والتفعيلة ” ظهر يوم الأحد 9 – 6- 2024 , في اتحاد الكتاب العرب بطرطوس , بحضور رئيس الاتحاد الفرعي الأديب منذر عيسى , وأعضاء المكتب , ومجموعة من الأدباء , والمهتمين بالشأن الثقافي بالمحافظة .
وقدمت الأديبة سعاد غانم للمحاضر ومما قالت : لا بد من يد خبيرة , أو من لديه خبرة ليزيدنا خبرة , ومعرفة , أو ينشط ذاكرتنا , أو يمدنا بمعلومات قد نسيناها , أو لا نعرفها , ليوضح خفايا الشعر الموزون , والتفعيلة , وما يصيب الأوزان من علل .
الشاعر عصام بدوره بدأ محاضرته تحت عنوان : الشعر العربي من العمود إلى التفعيلة – دراسة عروضية جمالية تعليمية ..
بالقول : أن محاضرته للمبتدئين في كتابة الشعر , وفيها الفوائد الضرورية لمن يريدون أن يعمقوا تجربتهم في كتابته , حيث بدأ بالحديث عن مفهوم الشعر , وعناصره .. مؤكدا أنه الكلام الموزون المقفى , ومستشهدا بقول لابن قتيبة :
الشعر هو الكلام الموزون المقفى ,
وبقول لابن رشيق القيرواني :
إنما سمي الشاعر شاعرا لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره .
متحدثا عن بنية الشعر , وعناصره ليكتمل , وينجح , وهي : الفكرة , واللغة , والعاطفة , والخيال , والموسيقا .
وبإسهاب استعرض كل عنصر من هذه العناصر , مؤكدا أن الخيال , والعاطفة جناحان للأفكار يطيران بها إلى عقول القراء , وقلوبهم .
عن الموسيقا أو الايقاع ..
أكد أن القلب محكوم بحركات , وسكنات , ينبض بانتظام ..واستعان بقول لأرسطو عن الموسيقا الشعرية :
إن من وسائل الشعر الوزن , أو الايقاع , واللفظ , والنغم .
وقول لابن عبد ربه من كتابه ” العقد الفريد ” :
زعمت الفلاسفة أن النغم فضل بقي من المنطق لم يقدر اللسان على استخدامه , فاستخرجته الطبيعة بالألحان فلما ظهر عشقته النفس , وحنت إليه الروح .
ويتعمق المحاضر بالحديث عن البحور الشعرية , وعن دوائر الخليل العروضية حيث دائرة المختلف , ومحورها الطويل , والمديد , والبسيط , ودائرة المؤتلف ومحورها الوافر , وفيها الكامل , ودائرة المشتبه , ومحورها الهزج , وفيها الرجز , والرمل , وغيرها من بحور الشعر ..
ويعرف البحر: بأنه نسق موسيقي يتألف من شطرين متساويين في نوع , وعدد التفعيلات , ينتهي بقافية , وأما التفعيلة فهي عدد من الحركات , والسكنات الموزعة بانتظام معين .
عن القافية أكد المحاضر أنها تنظم ايقاع الشعر , وتسهم في نقل رواسب الشعور , ولطائف المعنى .. مستشهدا بالحطيئة الذي كتب في وصيته لأبنائه :
اطلبوا الرماح فإنها قرون الخيل وأجيدوا القوافي فإنها حوافر الشعر
ويتحدث عن شروط كتابة الشعر وهي : الروي – الوصل – الخروج – الردف – الدخيل – ألف التأسيس .
وعن أوائل قصائد شعر التفعيلة المكتملة , ومنها قصيدة : هل كان حبا .. للسياب , وقصيدة : الكوليرا .. لنازك الملائكة , وقصيدة الشراع .. لخليل شيبوب
ثم يقدم الملاحظات , والنصائح الهامة لمن يكتب الشعر , ويؤكد بالقول :
اقرأ كثيرا , وأكتب قليلا , وتشدد في نقد ما تكتب .. عندها تشعر أنك بحر .. وتذكر أنك من الممكن على سعتك أن تكون نقطة في بحر غيرك .
وينهي باستعراض بحور الشعر العربي , وأنواعه .
في الختام .. قدم عدد من الحاضرين بعض مداخلاتهم , ومنهم الكاتب علم عبد اللطيف الذي تحدث عن الشعر الحر , والمستحدث , كما تحدثت الأديبة أحلام غانم عن الفرق بين شعر التفعيلة , والشعر العمودي .
(موقع سيرياهوم نيوز-1)